تتصاعد حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا لا سيما بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال أقاليم أوكرانيا، ما أثار تساؤلات كثيرة حول تماسك اتفاقية «مينسك» الموقعة بين البلدين.
ونتيجة للتطورات الأخيرة بالأحداث، اعتبرت عديد من الدول الغربية أن اتفاقية «مينسك» في طريقها إلى الزوال، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن «الاتفاقية ميتة منذ سنوات»، حسب «العربية».
تبدأ قصة اتفاقية «مينسك» مع تأسيس قادة أربع دول، هي روسيا وأكرانيا وفرنسا وألمانيا صيغة نورماندي بالعام 2014، في أعقاب اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا بين القوات الحكومية وميليشيات انفصالية تدعمها روسيا.
وعُقد الاجتماع الأول في 6 يونيو 2014 في منطقة نورماندي شمال فرنسا. وركزت مفاوضات «صيغة نورماندي» وهي منصة حوار رباعية غير رسمية على تهدئة الصراع، وعقدت عدة جولات من المحادثات منذ ذلك الحين، ما أسفر عن توقيع اتفاقية مينسك.
في الأثناء، اضطرت الحكومة الأوكرانية في 5 سبتمبر 2014، الموافقة على خطة وقف النار التي قدمتها روسيا ومنظمة التعاون الأوروبي، وتم إجراء محادثات بين ممثلي جميع الأطراف في العاصمة البيلاروسية مينسك، إذ تضمنت خطة السلام التي عرفت بـ«مينسك 1» مجموعة من النقاط.
ركزت الاتفاقية على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمعتقلين وإقامة منطقة عازلة ومراقبة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لوقف إطلاق النار والحدود الروسية الأوكرانية.
كذلك، نصت على انسحاب «الجماعات المسلحة غير النظامية، المتشددين، المسلحين، المرتزقة» من الأراضي الأوكرانية، وكذلك اعتماد قانون للعفو عن المتورطين في الصراع في دونباس.
ورغم وقف الهجوم المدعوم من روسيا ضد القوات الحكومية، فإن اتفاقية «مينسك1» لم تنه القتال، ولم تنفذ بنوده بصورة تامة، إذ تراوحت العمليات القتالية بين المتقطعة والشديدة أحياناً.
وتسببت المعارك في سقوط 1300 قتيل منذ توقيع الاتفاق، واستولى الانفصاليون على أكثر من 500 كيلومتر مربع إضافي من الأراضي الأوكرانية.
وبعد فشل اتفاق «مينسك 1» اجتمع رؤساء كل من فرنسا وألمانيا وروسيا مجددا في العاصمة مينسك، للعمل على وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق سياسي جديد ينهي الأزمة في دونباس.
وفي 12 فبراير، تم توقيع الاتفاق الجديد الذي تضمن معظم شروط الاتفاق الأول وسمي اتفاق «مينسك 2» ودخل حيز التنفيذ في 15 فبراير 2015.