وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات شديدة اللهجة للقوى السياسية اللبنانية وبينها حزب الله، على خلفية فشلها في تشكيل الحكومة الجديدة، بموجب المبادرة المطروحة من باريس.
وبعد يوم من اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، اتهم ماكرون أثناء مؤتمر صحفي عقده، اليوم الأحد، الطبقة السياسية في لبنان بأخذ البلاد رهينة والتخلي عن التزاماتها من أجل مصالحها الشخصية، مشددًا على أن تطورات الأيام الأخيرة أظهرت عدم احترام زعماء لبنان لتعهداتهم أمام فرنسا.
وحمل ماكرون بعض القوى اللبنانية المسئولية عن السعي إلى تعزيز قوة معسكراتها وليس قوة دولتها، من خلال جعل تشكيل الحكومة قضية طائفية، مبديًّا قناعته بأن قرار رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري إضافة العنصر الطائفي على توزيع الحقائب الوزارية خلال تشكيل الحكومة كان خطأ.
وندد ماكرون على وجه خصوص بحزب الله وحركة أمل، مشددًا على أنهما لا يريدان التسوية، فيما طالب الرئيس الفرنسي حزب الله بتوضيح موقفه، قائلًا: لا يمكن أن يكون ميليشيا مسلحة وحزبًا سياسيًّا مسئول؟ا في آن واحد.
وحذّر ماكرون من أن المرحلة الجديدة التي دخلها لبنان لا تشكل خطرًا على هذا البلد فحسب بل على المنطقة بأكملها، قائلاً: "ضاع شهر والمخاطر تزعزع استقرار المنطقة حاليًّا.
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، أكد ماكرون أن خريطة الطريق الفرنسية التي طرحها في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي لا تزال ماثلة، وتعد الخيار الوحيد لإخراج البلاد من الأزمة، متعهدًا بمواصلة الضغط على قيادة لبنان من أجل إجبارها على تطبيق هذه المبادرة.
وأمهل ماكرون الطبقة السياسية اللبنانية من أربعة إلى ستة أسابيع أخرى لتنفيذ خارطة الطريق الفرنسية، وتشكيل الحكومة، مستبعدًا فرض عقوبات على مسئولين لبنانيين في المرحلة الحالية، قائلًا: فرنسا قد تفكر في هذا الخيار في المستقبل بالتشاور مع أطراف أخرى.
اقرأ أيضًا: