«فاينانشيال تايمز»: إسرائيل تنفذ عملياتها بكل حرية في طهران

إيران
إيران

سلط تقرير لجريدة «فاينانشيال تايمز» الأمريكية الضوء على القدرات الإسرائيلية الخاصة، التي نجحت في التسلل إلى داخل إيران وتنفيذ عمليات في أنحاء عدة وصلت إلى قلب العاصمة طهران.

ونقلت الصحيفة عن سياسي إصلاحي إيراني، طلب عدم ذكر اسمه، أن «إسرائيل تنفذ عملياتها بكل حرية في طهران»، مؤكدًا أن «أعلى مستويات نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية اهتز بعد سلسلة الهجمات الأخيرة المنسوبة إلى إسرائيل والتي نفذت على الأراضي الإيرانية».

اقرأ أيضاً
البيت الأبيض: هدفنا من الاتفاق النووي منع إيران من امتلاك سلاح نووي
إيران

وتحدث المصدر عن «منظومة واسعة النطاق أنشأتها إسرائيل في طهران تسمح لها بتنفيذ العمليات بكامل الحرية»، مضيفًا: «من الواضح أن إسرائيل تستهدف الصورة التي ترسمها إيران عن نفسها على أنها دولة آمنة بالكامل».

وبلغت تصفية علماء وعسكريين إيرانيين يعملون في المجال النووي والصاروخي والعسكري ذروتها في الأشهر الأخيرة.

إلى ذلك، نُسبت سلسلة من الوفيات المشبوهة وأعمال التخريب في إيران إلى إسرائيل، ومن بينها مقتل ضابطين في فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وبعض العلماء الشباب العاملين في صناعة الصواريخ والمسيرات، والانفجارات الغامضة التي طالت بعض الصناعات العسكرية الدقيقة والحساسة.

تراجع العمليات الإسرائيلية

وفيما تكثفت العمليات الإسرائيلية في إيران، خلال شهر مايو الماضي، لفت التقرير الأمريكي إلى تراجعها بشكل كبير في الأسابيع التالية.

ولم تذكر السلطات ووسائل الإعلام الإسرائيلية، التي عادة ما تنشر تقارير دون قبول المسؤولية عن هذه العمليات، لم تشر إلى أي عمليات جديدة من هذا النوع في إيران خلال الشهر الماضي.

وسبق وأعلن نفتالي بينيت، رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، عن سياسة أسماها «ضرب رأس الأخطبوط في إيران». ولا يزال بينيت مسؤولًا عن ملف إيران في الحكومة الانتقالية، حتى بعد تولي يائير لابيد رئاسة الحكومة.

إسرائيل لم تفعل ما يكفي

ومع ذلك، قال مستشار الأمن القومي للحكومة الإسرائيلية، إيال حولاتا، لقناة تلفزيونية، إن إسرائيل «لم تفعل ما يكفي» في إيران خلال العام الماضي.

وأمام رفضها المباحثات النووية الجارية مع إيران، تكرر إسرائيل طلبها من الإدارة الأمريكية وضع الخيار العسكري ضد إيران على الطاولة، لكن الرئيس الأمريكي يصر من جانبه على الخيار الدبلوماسي، لا تزال الحل المفضل في التعاطي مع إيران.

وفي خضم الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل وتحذيراتها الصارمة لإيران بشأن إلحاق الأذى بالمواطنين الإسرائيليين في تركيا، أقالت طهران رئيس منظمة مخابرات الحرس الثوري الإيراني حسين طائب بعد أن كان قد أمضى 13 عامًا في هذا المنصب.

كما أجرى الحرس الثوري سلسلة من التغييرات في أجهزة الأمن والحماية لسد الثغرات الأمنية، بما في ذلك تغيير قائد قوات الحماية التابعة للمرشد الأعلى للنظام علي خامنئي.

إيران تقر بالتهديد الإسرائيلي

وفي سياق القضية ذاتها، كشف تقرير «فاينانشيال تايمز» أن العناصر الأصولية في الحكم الإيراني باتت تقر أيضًا بحقيقة مرة، وهي أن أمن البلاد يواجه تهديدًا من ناحية العمليات المنسوبة إلى إسرائيل.

ونقلت الصحيفة سلسلة من التصريحات الأخيرة لمسؤولين إيرانيين بهذا الخصوص، من قبيل القائد السابق للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري.

وجاء في التقرير: «إن بعض الإيرانيين العاديين يشعرون أيضا بأمان أقل بسبب التقارير العديدة عن الهجمات على بلادهم في الأشهر الأخيرة».

انهيار النظام من الداخل

ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال في سوق طهران يُدعى علي: «من الذي يعطي معلومات للإسرائيليين؟ يجب أن يكونوا من داخل النظام وهم مسؤولون عن ذلك، نحن نشعر بالأمان، لكن من يدري، ربما هذا النظام طور الانهيار من الداخل مثل الاتحاد السوفيتي».

ويبدو أن الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، التي استهدفت البنية التحتية والمؤسسات والأفراد وأهدافًا أخرى في إيران، هي جزء من سياسة تطلق إسرائيل عليها «الحرب بين الحروب» وتقدر تكلفتها بأنها أقل من حرب حقيقية واسعة النطاق.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa