دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، نساء بلاده إلى إنجاب عدد كبير من الأطفال، فيما اعتبر أنه العلاج الأمثل لمواجهة الأزمات المتكررة التي تعاني منها بلاده، ولمواجهة موجات النزوح الضخمة التي شهدت فرار الملايين من الفنزويليين هربًا من الفقر والجوع والفوضى السياسية.
وقدم مادورو -في خطاب متلفز نقلت عنه صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية، اليوم الخميس- برنامج حكومته لتعزيز الخصوبة، وقال إن على العائلات إنجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال، وإنجاب ما يصل إلى ستة أطفال.
وقال: «يبارك لكم الله لإعطاء البلاد ستة أطفال من الصبية والبنات.. إنجاب المزيد.. إنجاب المزيد.. على السيدات إنجاب ستة أطفال».
وردًّا على تصريحات مادورو، وجهت منظمات حقوق الإنسان انتقادات لاذعة، لافتةً إلى الصعوبة التي تواجهها البلاد بالفعل من أجل توفير الغذاء والبضائع الأساسية والخدمات الصحية.
وقال الناشط أوسكار ميسل: «إنه غير مسؤول بالمرة؛ فهناك رئيس دولة يشجع النساء على إنجاب ستة أطفال لإنماء الوطن، فيما أن هناك وطنًا لا يستطيع ضمان حياة كريمة للأطفال».
فبعد أن كانت الاقتصاد الأقوى في أمريكا الجنوبية، انزلقت فنزويلا، منذ أن تولى مادورو قيادة البلاد عام 2013 بعيد وفاة سلفه هيوجو تشافيز، في دوامة من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية والعنف السياسي، مع انخفاض أسعار النفط الذي يعتمد عليه اقتصاد البلاد.
وتثير سياسات مادورو جدلًا واسعًا بين مؤيديه ومعارضيه؛ حيث يرى الفريق الأول أن أطرافًا خارجية تسعى إلى تقويض سياساته، أهمها الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات قاسية بحق البلاد، فيما يرى الفريق الثاني أن مادورو يتبع تكتيكات سلطوية للتشبث بالسلطة.
ومن أكبر الأزمات التي واجهتها فنزويلا إلى الآن، نزوح الملايين هربًا من الوضع الاقتصادي المتأزم بالبلاد؛ حيث قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 4.5 مليون شخص فروا من البلاد منذ عام 2015، توجهوا صوب أوروبا، لكن الغالبية العظمى توجهت إلى كولومبيا أو البرازيل والولايات المتحدة.
وقال برنامج الغذاء العالمي مؤخرًا إن أكثر من 9.3 مليون شخص؛ ما يعادل ثلث سكان البلاد، غير قادرين على تلبية احتياجاتهم من الغذاء.
وكان تقرير مشترك لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» ومدرسة «جونز هوبكنز» للصحة العامة؛ صدر العام الماضي، قال إن النظام الصحي في فنزويلا «في حالة انهيار تام»، مشيرةً إلى ارتفاع مستوى الوفيات بين الأطفال، وانتشار الأمراض التي من السهل علاجها باللقاحات.