عاد القلق يتفشى في العالم متخطيًّا سرعة مواصلة فيروس كورونا المستجد «COVID-19» في الانتشار، بعد أن ظهرت في العاصمة الصينية، بكين، بوادر ما وصفته منظمة الصحة العالمية بالموجة الثانية أشد فتكًا من أعراض مرض كوفيد-19.
وأعلنت الصين ظهور إصابات جديدة بالفيروس التاجي بسوق غذائي يستقبل آلاف الزوار، وحذر العلماء الآن من أن السلالة الجديدة من الفيروس، يمكن أن تكون أكثر عدوى.
إجراءات مشددة في الصين
يعيش الملايين من سكان العاصمة الصينية بكين تحت قيود وإجراءات مشددة على الحركة اتخذتها السلطات الصينية في محاولة لوقف موجة ثانية جديدة من تفشي فيروس كورونا المستجد في المدينة.
وكشف النقاب عن 32 حالة عدوى جديدة بمرض كوفيد-19، الأربعاء، لترتفع حصيلة الحالات خلال هذا الأسبوع إلى 137 حالة، ولم تشهد العاصمة الصينية أي إصابات محلية على مدى 57 يوما قبل ظهور الحالات الأخيرة.
ونقلت وكالة رويترز، عن الأستاذ بجامعة ووهان الطبيب، يان تشانزو، قوله: إنه تم أكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في مدينة بكين وأنه أكثر عدوي من السلالة المكتشفة في مدينة ووهان.
وأوضح الأستاذ بكلية الطب بجامعة ووهان، أن حالات الإصابة بالموجة الثانية كانت لدى أصحابها أعراض مختلفة عن أعراض فيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أن السلالة الجديدة من المرض أكثر سرعة في الانتشار.
وارتبطت الموجة الثانية من تفشي مرض كوفيد-19 في بكين بسوق (شينفادي)، المترامية الأطراف في غرب العاصمة، والتي تورد معظم المنتجات الطازجة بالمدينة، والتي قامت السلطات الصينية بإغلاقها ومراقبة كل المجمعات السكنية بالمنطقة بعد إغلاقها، وكذلك إغلاق المدارس بكل أنحاء بكين.
وقامت السلطات الصينية بتصنيف ما لا يقل عن 27 حيًّا كبؤر متوسطة الخطورة لانتشار الفيروس، بينما صُنف حي واحد قريب من السوق كبؤرة شديدة الخطورة، بينما تم فرض حجر صحي على 10 أحياء أخرى في العاصمة الصينية، على خلفية ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد.
العالم يستعد لموجة ثانية من المرض
في السياق ذاته، كشف أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرج، مساء أمس الثلاثاء، عن بدء اتخاذ الحلف استعداداته لمواجهة موجة ثانية محتملة لوباء فيروس كورونا المستجد.
وأوضح أمين عام حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أن وزراء دفاع الحلف الأطلسي يعتزمون الموافقة على خطة عمليات بهذا الخصوص، وأشار إلى أنه سيتم بناء مخزون من التجهيزات الطبية وإنشاء صندوق أزمة الهدف منه هو أن يتمكن الحلف من تقديم المساعدات التي قد تكون مطلوبة، في الوقت والمكان المناسبين.
وفي اليابان، حذرت دراسة أجراها باحثون وأطباء من احتمالية وجود فيروس كورونا المستجد في محطات مياه الصرف الصحي، مشيرة إلى أنه تم اختبار 4 محطات معالجة في مقاطعتي إيشيكاوا وتوياما، غربي البلاد، وجاءت 7 عينات من أصل27 عينة إيجابية لفيروس سارس-كوف 2.
وتعمل اليابان على تعديل استراتيجيتها في الوقت الذي تتأهب فيه لموجة ثانية محتملة من الإصابات بالفيروس.
من جهته، نصح المديرُ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، بضرورة الاستمرار باتباع إجراءات العزل بشكل مدروس في مواجهة فيروس كورونا المستجد؛ حيث إن الوضع اليوم ليس أفضل مما كان عليه في بداية العام، في ظل غياب أي علاج أو لقاح للمرض، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وحول توقيت الموجة الثانية، رجّحت الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية حقوق المستهلك بأن تكون الموجة الثانية لكورونا خلال استفاقة العدوى الفيروسية التنفسية الحادة (سارس)، وبالتالي من المحتمل أن يعود (كوفيد-19) في الخريف المقبل.
اقرأ أيضًا: