بي بي سي: هل تسمح العملية التركية في سوريا بعودة تنظيم «داعش» من جديد؟

أكَّدت أنَّ الجماعات الإرهابية تنتعش حين تسود الفوضى والاضطرابات
بي بي سي: هل تسمح العملية التركية في سوريا بعودة تنظيم «داعش» من جديد؟
تم النشر في

عاد الحديث عن تنظيم «داعش» الإرهابي ليفرض نفسه بقوة على الساحة الدولية، على وقع الاجتياح العسكري التركي للأراضي السورية، فيما يطرح تساؤل نفسه.. هل هناك ارتباط فعليّ بين تصرُّف الرئيس رجب طيب أردوغان وعودة هذا التنظيم الإرهابي من جديد؟

شبكة «بي بي سي»، أجابت بنعم، مشيرةً إلى أنَّ الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة»، تنتعش حين تسود الفوضى والاضطرابات،، فهذا التوغُّل التركي داخل الأراضي السورية يهدِّد بعودة هذه الأجواء إلى منطقة يسودها التوتر بالفعل، لكن النتيجة ستعتمد جزئيًا على عمق ومدة وكثافة العملية التركية داخل سوريا.

لقد فقد إرهابيو «داعش» الجزء الأخير المتبقِّي من الأرض التي أعلنوها مقرًا لخلافتهم، بعد معركة «باغوز» في سوريا، في مارس 2019، لكن الآلاف من مقاتلي التنظيم لا يزالون على قيد الحياة، وليسوا جميعًا في السجون، وقد أقسموا على مواصلة القتال من خلال ما وصفوه بـ«حرب الاستنزاف»، ودحر أعدائهم من خلال سلسلة هجمات يُخطط لها في الخفاء، مثل التفجيرات التي وقعت في الرقة قبل أيام.

وتخضع مناطق شمال شرق سوريا؛ حيث كان يوجد معقل تنظيم «داعش»، لمراقبة متواصلة تهدف إلى رصد أية عودة لمقاتلي التنظيم في هذه المناطق، وتقوم بهذه المهمة أعداد كبيرة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، ومعظمهم من الأكراد المدعومين من قبل القوات الخاصة الأمريكية، بالإضافة إلى الدعم القتالي الذي كان متوفرًا لهم طوال الوقت.

ولم يكن للأكراد وجود عسكري على الأرض في تلك المناطق وعلى حدود تركيا فحسب، بل قاموا أيضًا بمهمة لم يرغب أحد آخر في القيام بها، وهي حراسة آلاف من مقاتلي «داعش» وذويهم في سجون مكتظة بأعداد كبيرة منهم، وفي المخيمات التي يسيطرون عليها.

ولكن مع دخول الجيش التركي إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، تغيرت الأولويات الكردية، وأصبح الدفاع عن النفس أهم من حماية سجناء، كما أنَّ الدول التي قدم منها هؤلاء السجناء لا ترغب في عودتهم إليها. وهناك خطران أساسيان هنا، أولهما وأهمهما في الوقت الحالي هو الفرار من السجن، فهناك ما يُقدَّر بنحو 12,000 من مقاتلي «داعش» في سجون قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى 70,000 من ذويهم في مخيمات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية أيضًا، مثل مخيم «الهول».

وهناك مخاوف متزايدة داخل أجهزة الاستخبارات الغربية من أنه في حال نجح مقاتلو «داعش» في الفرار من السجون، فإن الكثيرين منهم سيعودون إلى أوروبا بطريقة ما، ويخططون لهجمات أخرى مثلما حدث في لندن وباريس وبرشلونة وأماكن أخرى. وحسب «سي إن إن»، فإنه هنا لا ينبغي للغرب أن يلقي اللوم إلا على نفسه، فبين عامي 2014 و2019، شن تحالف بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة نحو 70 دولة، حملة عسكرية ناجحة ضد التنظيم وأنزل به الهزيمة، وتمكن في النهاية من تدمير خلافة التنظيم الذي كان يبث الرعب في منطقة بحجم بلجيكا.

لكن التحالف الغربي فشل في التخطيط لتبعات هزيمة التنظيم بشكل كافٍ، فليس هناك آلية مقبولة دوليًا، لتوجيه التهم ومحاكمة المتبقين من أعضاء التنظيم، الذين اعتقلوا في المعارك، وبدلًا من وجود تلك الآلية، وُضع هؤلاء في سجون مكتظة، دون محاكمات. ومعظم هذه المخيمات توجد جنوب الشريط الحدودي الذي تنوي تركيا احتلاله، لكن هناك تصريحات بأنَّ الأكراد سوف يتوجب عليهم تحريك بعض ممن كانوا يحرسون هذه المخيمات إلى الشمال، لمنع القوات التركية من التقدم.

بالتأكيد، أردوغان يعلم كل هذا جيدًا، ومن ثمَّ فإنَّ اجتياحه للأراضي السورية في هذا التوقيت، يمكن تفسيره على أنَّه محاولة لابتزاز للدول الغربية بفزاعة التنظيم؛ لتحقيق أكبر مكاسب مادية وعسكرية ممكنة، فضلًا عن تطلعه لاحتلال أجزاء من الأراضي السورية، والأهم من ذلك أنَّه ليس بخافٍ على أحد مدى الارتباط الفكري والعضوي بين أردوغان والتنظيمات الإرهابية، ومن ثمَّ فإنَّ إردوغان يمكنه عقد صفقات مع هؤلاء الدواعش لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أنظمة بعينها  في المنطقة.  

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa