بعد أيام من كشف صور للأقمار الفضائية عن استعدادات إثيوبيا لبدء الملء الرابع لسد النهضة، أكد السودان اليوم الخميس، أنه توصل لاتفاق مع إثيوبيا حول جميع القضايا المتعلقة بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على بعد 150 كيلومترًا من الحدود السودانية.
وأظهرت الصور فتح بوابتي التصريف أعلى الممر الأوسط، وتوقف توربينين عن العمل مع استمرار عبور المياه بهدف تجفيف الممر الأوسط تمهيداً لبدء الأعمال الخرسانية وزيادة ارتفاع جانبي السد وبدء التخزين.
وأكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، خلال لقائه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في الخرطوم، أن السودان وإثيوبيا متفقان ومتوافقان حول كافة قضايا سد النهضة الإثيوبي.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا"، عن البرهان تأكيده خلال مباحثاته في الخرطوم مع أبي أحمد على "ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثيوبيا في القضايا الثنائية إقليميًّا ودوليًّا"، وتعد زيارة أبي أحمد للخرطوم، هي الأولى من نوعها منذ نوفمبر عام 2020، خلال حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت الصيف الماضي، اكتمال الملء الثالث لسد النهضة، بحجم 22 مليار متر مكعب، بعد أن أعلنت انتهاء الملء الثاني في يوليو عام 2021، وبلغ نحو 3 مليارات متر مكعب، فيما بلغ التخزين الأول للسد الذي جرى في يوليو عام 2020، حوالي 5 مليارات متر مكعب.
وأكد وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أهمية التوصل لحل دبلوماسي بشأن سد النهضة يحمي مصالح جميع الأطراف، جاء خلال لقائهما على هامش اجتماعات القمة الأمريكية الأفريقية في واشنطن منتصف ديسمبر الماضي.
ومن جانبها أكدت إثيوبيا، أنها لا تزال ملتزمة بالمفاوضات الثلاثية المتعلقة بسد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، وقال السفير ملس ألم، المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، خلال مؤتمر صحفي إن "إثيوبيا تراعي مخاوف مصر التي يمكن حلها عبر التفاوض والحوار عبر حلول أفريقية ترضي الجميع وتكون فيها البلدان الثلاثة رابحة".
وأضاف أن "إثيوبيا مستعدة لاستئناف المفاوضات بهدف الوصول إلى اتفاق بين البلدان الثلاث حول القضايا العالقة بشأن سد النهضة"، ولفت إلى أنهم "يتفهمون مخاوف مصر من التأثيرات المحتملة لسد النهضة"، مشيرًا إلى أنه "يجب أن تلبي الحلول تطلعات إثيوبيا من التنمية باستخدام موارد مياه نهر النيل مع مراعاة مخاوف بلدان المصب التي يمكن التفاهم حولها عبر المفاوضات".
ويثير السد أزمة بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، حيث تطالب مصر والسودان بجدول زمني متفق عليه قانونيا وفنيا للملء والتشغيل والتشارك حول بيانات السد.
وشدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على الموقف المصري الثابت في التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، مؤكدا تمسك القاهرة بحقوقها المائية المكتسبة وضمان الأمن المائي لها من خلال قواعد واضحة لعملية الملء والتشغيل.