فضحت تصريحات متعاقبة، أدلى بها وزير الخارجية التركي، وحاكم إقليم شانلي أورفة التركي، العملية العسكرية المرتقبة في شمال سوريا، التى يحضّر لها الجيش التركي حاليًا، وفيما هدد وزير الخارجية مولود تشاووش أغلو، بشن عملية عسكرية شرق الفرات بشمال سوريا «إذا استمرت التهديدات، التى تتعرض لها البلاد!!»، فقد تكفَّل حاكم إقليم شانلي أورفة التركي بإيجاد الذريعة، من خلال الإعلان عن إصابة خمسة أشخاص بجروح؛ «جراء سقوط صاروخ تم إطلاقه من الأراضي السورية، على منزل في بلدة تركية حدودية».
وفيما أكد شهود عيان، أن الميليشيات التى تدعمها تركيا هي التى تطلق الصواريخ بـ«طريقة منهجية» تجاه الحدود السورية، فقد قالت وزارة الدفاع التركية إنها «ردت على إطلاق الصاروخين، وأصابت سبعة أهداف على الجانب السوري من الحدود...»، دون أن يعلن بشكل رسمي الموقع أو الجهة التى أطلقت الصاروخ، بينما أوضح مكتب حاكم الإقليم التركي (في بيان، أوردته وكالة رويترز) أن «المصابين الخمسة نقلوا إلى أحد المستشفيات حيث لا يزالون يتلقون العلاج»، وأنه «تم اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة في منطقة جيلان بينار في إقليم شانلي أورفة، جنوب تركيا».
وتفضح الواقعة التهديدات، التى أطلقها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قبل ساعات قليلة من حادث إطلاق الصاروخ باتجاه الأراضي التركية، من خلال ميليشيات مدعومة من أنقرة، وقال أوغلو إن بلاده «ستبدأ عملية عسكرية شرقي نهر الفرات إذا لم تتم إقامة هذه المنطقة في شمال سوريا، وإذا استمرت التهديدات التي تواجهها أنقرة».
وتستغل قوات تركية وحلفاء لها من المعارضة، الأراضي التى تسيطر عليها في الشمال السوري، في تصنيع العبوات المتفجرة محلية الصنع، وقال شاهد عيان لوكالة «رويترز»، إن مناطق تسيطر عليها «شهدت ثلاثة انفجارات الإثنين الماضي، فضلًا عن انفجارين آخرين بعد سقوط صاروخ»، يأتي هذا فيما يخطط النظام التركي لـ«إنشاء منطقة آمنة عبر حدودها في شمال شرقي سوريا».
إنسانيًا، حددت السلطات التركية في مدينة إسطنبول، أربعة أسابيع لمغادرة أعداد كبيرة من السوريين الذين يطالبون بحمايتهم من الاعتداءات، التى يقوم بها أتراك محسوبون على الحزب الحاكم كنوع من الابتزاز، كونهم لا يدفعون الإتاوات التى يدفعها غيرهم من السوريين، من أجل الإقامة وممارسة الأنشطة التجارية.
ويعيش نحو مليون سوري في إسطنبول، حسب بلدية المدينة، فيما تقول وزارة الخارجية إن الأرقام المسجلة تسير إلى أنهم 500 ألف فقط، وأجج الركود الذي يعاني منه الاقتصاد التركي ومعدلات البطالة المرتفعة الغضب التركي ضد 3.6 مليون سوري يعيشون في البلاد، ويشعر الأتراك باستياء من السوريين وينظرون إليهم باعتبارهم يقدمون عمالة رخيصة ويسرقون الوظائف من الأتراك ويستغلون خدمات مثل الصحة والتعليم.
وتتكرر الاشتباكات وهجوم التجمعات التركية على المتاجر والممتلكات السورية، ويعيش معظم السوريين في أقاليم جنوب تركيا قرب الحدود السورية؛ لكن إقليم إسطنبول في شمال غرب البلاد به أكبر جالية سورية في أي إقليم تركي.