في عام 2014 اتخذت روسيا قرارًا بضم شبه جزيرة القرم؛ ما وضع يدًا لموسكو في الداخل الأوكراني؛ ما دفع كييف إلى اللجوء سريعًا إلى الغرب بحثًا عن تسليح جيشها .
ورغم التحديث الجاري على مدى 8 سنوات، لكن يبدو أن كييف أمامها الكثير؛ لتكون قادرة مواجهة صفعات الدب الروسي العسكرية، سواء على صعيد الجنود أو المعدات.
رغم موافقة البرلمان الأوكراني على مشروع قانون يقضي برفع عدد العسكريين بنسبة 4.4%؛ ليصل عددهم إلى 261 ألفًا في الجيش، فإنه لا يوجد دليل على عدم جدواها أكثر من تصريحات الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكى، الذي أعلن تسليح جميع المواطنين الأوكرانيين الراغبين في حماية بلدهم، إذ حثهم على التوجه إلى مراكز التطوع.
وقال في تصريحاته: «نحن بالفعل نمنح الأسلحة وسنواصل منحها إلى أولئك الراغبين والقادرين على الدفاع عن سيادتنا».
وتأتي تلك التصريحات كمؤشر لوجود قصور في عدد جنود الجيش الأوكراني أمام أمثالهم بالقوات الروسية.
ودعمت الدول الغربية منذ عام 2014، الجيش الأوكراني بمبلغ 2.5 مليار دولار لدعم وتعزيز التسليح.
وشمل الدّعم على منظومات دفاعية وهجومية وسفن دوريات المراقبة، ومسيرات.
وفي الشهور الأخيرة حصلت كييف من الولايات المتحدة على قرابة 70 منصة إطلاق و400 صاروخ من طراز «جافلين» المضاد للدروع، كما أجرى الجيش الأوكراني مناورات مشتركة مع قوات دول «الناتو»، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
مجموعة دول البلطيق، وهي أعضاء بحلف شمال الأطلسي «الناتو»، استبقت الغزو قبل قرابة الشهر، وأعلنت عزمها على إرسال صواريخ مضادة للدبابات وأخرى للطائرات إلى أوكرانيا، في إجراء وصفه خبراء بأن من شأنه زيادة التوتر بين روسيا والغرب.
خلال أقل من 24 ساعة كانت نتائج الحملة العسكرية الروسية، واضحة للجميع وأظهرت فداحة الخسائر، إذ أعلن الجيش الروسي، أنه دمر 74 منشأة عسكرية، من بينها 11 مهبط طائرات في أوكرانيا؛ حيث أطلقت موسكو، صباح الخميس، عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف: «بعد ضربات القوات المسلحة الروسية، أصبحت 74 منشأة عسكرية برية تابعة للبنى التحتية العسكرية الأوكرانية خارج الخدمة».
وأضاف: «يشمل ذلك 11 مهبط طائرات لسلاح الجو الأوكراني»، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
كما أعلن تدمير «3 مقار قيادة وقاعدة بحرية أوكرانية و18 محطة رادار لأنظمة الدفاع الصاروخي الأوكرانية من طرازي إس-300 وبي يو كاي-ام1»، وكذلك «مروحية هجومية» و«4 طائرات مسيّرة بيرقدار تي بي-2» تركية الصنع.
وأكد كوناشينكوف أيضًا، تحطم مقاتلة روسية من طراز سو-25 «نتيجة خطأ من الطيار»، موضحًا أن الأخير قفز من الطائرة، وهو «آمن وفي وحدته العسكرية».
وأوضح المتحدث أن وزير الدفاع سيرجي شويجو، أمر الجيش الروسي بـ«التعامل باحترام» مع العسكريين الأوكرانيين.
وبحسب إيجور كوناشينكوف، فإن الانفصاليين الموالين لروسيا «تقدموا 7 كيلومترات» في هجومهم على الجيش الأوكراني في الشرق، تحت غطاء ناري روسي.