تصدرت منصات التواصل الاجتماعي، مساء اليوم الثلاثاء، مطالبات عديدة بإقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي من منصبه بعد تصريحاته المسيئة.
وأعرب العديد من المحللين والإعلاميين والسياسيين في دولة لبنان، عن رفضهم لتصريحات قرداحي، ورفضوا بدورهم تبريرات حكومتهم للتبرؤ منها، وطالبوا بإقالته فورًا.
وجاءت تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، عبر حسابه الشخصي الموثق بإسمه عبر موقع تويتر؛ لتؤكد على مدى رفض النخب السياسية اللبنانية لتصريحات وزير الإعلام التي أدلى بها لإحدى القنوات الفضائية قبل توليه كرسي الوزراة بنحو شهر.
وقال جنبلاط، في تغريدته: كفانا كوارث.. أقيلوا هذا الوزير الذي سيدمر علاقاتنا مع الخليج العربي قبل فوات الأوان، وأضاف متسائلًا: إلى متى سيستفحل الغباء والتآمر والعملاء بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية.
كذلك اعتبر وزير العدل السابق أشرف ريفي، أن ما جرى يدل على تركيبة الحكومة اللبنانية وتوجّهها، مؤكدًا أن لبنان يدفع ثمن الاحتلال الإيراني غاليًّا، مطالبًا بإقالة قرداحي، ووجه تحية للمملكة العربية السعودية وللشرعية اليمنية، مشددًا على أنهم مهما فعلوا سيبقى لبنان عربيًّا.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي اللبناني نضال السبع: "كلام الوزير جورج قرداحي حول السعودية لا يمثلني.. مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، ولأن العلاقة مع السعودية مميزة، مطلوب اليوم من أركان الحكم إقالة جورج قرداحي"، معربًا عن استغرابه من عدم مبادرة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتصحيح الخطأ واتخاذ قرار بإقالة قرداحي".
كما حمل زعيم تيار المستقبل سعد الحريري الجمعة، حزب الله مسؤولية الأزمة بين لبنان ودول الخليج، مؤكدًا أن المسؤولية أولاً وأخيرًا تقع على حزب الله، مشيرًا إلى أن سياسات رعناء واستعلاء باسم السيادة والشعارات الفارغة قرّرت أن تقود لبنان إلى عزلة عربية غير مسبوقة في تاريخه.
كذلك حذر الحريري من أن وصول علاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج إلى هذا الدرك من انعدام المسؤولية والاستقواء بالأفكار المنتفخة، يعني بالتأكيد أن اللبنانيين باتوا يعيشون فعلًا في جهنم، وفق قوله.
في حين اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن هناك أزمة متدحرجة كبيرة جدًا بين دول الخليج والحكومة اللبنانية، لافتًا إلى أن الأكثرية الحكومية الحالية مدعوة إلى اتخاذ قرار سريع وحاسم وواضح لتجنيب الشعب اللبناني مزيدًا من المآسي، مشددًا على أن تعطل كل علاقات لبنان بمحيطه العربي مأساة كبرى ليس بعدها مأساة.
من جانبه أكد ميشال عون، الرئيس اللبناني، حرصه على إقامة أفضل علاقات ممكنة مع السعودية، وسط الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة التي سببتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن اليمن.
كما أوضح الرئاسة اللبنانية أن عون تابع المداولات التي طرحت خلال الاجتماع الذي عقدته اليوم الأحد في مقر وزارة الخارجية خلية الأزمة التي أنشأها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، الليلة الماضية وذلك بهدف معالجة تداعيات موقف السعودية الأخير بخصوص التوترات الدبلوماسية بين الدولتين.
ورغم ادعاء قرداحي عدم إلزام الحكومة بتصريحاته، فإن خيارات وزير الإعلام اللبناني باتت محدودة وينتظر جوابًا نهائيًّا بشأن مصيره في المنصب على غرار شربل وهبة وزير الخارجية في حكومة حسان دياب السابقة.
وكان شربل قد دخل في مشادة كلامية مع المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري أثناء استضافتهما، في لقاء على قناة الحرة الأمريكية؛ حيث وجه وهبة إساءات للسعودية، ووصف ضيفه بأنه من أهل البدو.
وفجرت تصريحات وهبة موجة من الرفض والاستنكار شملت مختلف الفرقاء وسط إجماع على رفض الإساءة لدول الخليج والسعودية، قبل أن يقدم وهبة طلب إعفائه من مسؤولياته لكل من الرئيس ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال -حينها- حسان دياب.
اقرأ أيضًا: