عادت وسائل الإعلام الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والحزب الذي يتزعمه، إلى الحديث عن محاولة انقلاب وشيكة في البلاد، فيما استغل نظام أردوغان هذا الأمر، وأمر باعتقال 700 شخص، بينهم 157 عسكريًا.
وجاء الحديث الإعلامي، بعد أن أصدر مركز الأبحاث العسكري الأمريكي «راند» تقريرًا عن تركيا قبل أيام، أعرب فيه عن الخشية من احتمال وقوع انقلاب جديد؛ بسبب السخط داخل القوات المسلحة.
وقال التقرير، إن أردوغان عمد بعد محاولة الانقلاب، إلى إجراء تغييرات جذرية في صفوف الجيش، منها فصل الكثير من الضباط ذوي الرتب العليا. وعلى سبيل المثال، تمت إحالة 46 في المائة من الضباط، الذين يحملون رتبة لواء من القوات البرية والبحرية والجوية إلى التقاعد، أو فصلهم من الوظيفة.
وإلى جانب هؤلاء، جرى فصل أكثر من 15 ألف عسكري من وظيفته، الأمر الذي ألحق ضرارًا كبيرًا في الجيش التركي، لا سيما روحه المعنوية وقدرته الاستراتيجية والتكتيكية.
وقال القرير، إن ضباطًا من رتب متوسطة يشعرون بالإحباط؛ إزاء قيادتهم العسكرية، ويخشون أن تطالهم عمليات التطهير، معتبرًا أن هذا الأمر أنتج سخطًا؛ ربما يترجم إلى انقلاب جديد.
وحاول أردوغان سد النقص الموجود بالجيش عن طريق تعيين موالين له، الأمر الذي ينظر إليه على أنه عملية تسييس لمؤسسة يُفترض أن تبقى بعيدة عن السياسة.
والتقطت وسائل الإعلام التركية الموالية لأردوغان، التقرير، وعملت على التهويل منه، متحدثة عن الأمر وكأنه وشيك، وكذلك فعل مسؤولون في حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه أردوغان.
وقال القيادي في الحزب الحاكم، كاهيت أوزكان في بيان، إن احتمال وقوع الانقلاب وارد جدًا، مؤكدًا أنه من واجب حكومتنا اتخاذ الخطوات الصحيحة والملائمة للتفكير في الأمر، والقضاء على التهديدات المحتملة.
ويبدو أن حكومة أردوغان استغلت التقرير في سبيل تعزيز قبضتها على المؤسسة العسكرية؛ إذ أمرت السلطات، الثلاثاء باعتقال 700 شخص بينهم 157 عسكريًا في أحدث حلقات حملة «التطهير»، التي تستهف موظفي الحكومة.
وقال عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض، بولنت كوش أوغلو، إن التكهنات التي تكرر وسائل الإعلام الموالية للحكومة؛ بشأن قرب حدوث انقلاب جديد، ليس سوى تكتيك لإخفاء انهيار تجربة حزب العدالة والتنمية وفشل حكم الرجل الواحد.
وأضاف كوش أوغلو، حسبما أورد موقع «أحوال» التركي، أنه لا يمكن أن تقع محاولة انقلاب أخرى في ظل سيطرة الحكومة التركية على جميع مؤسسات الدولة؛ بما في ذلك الجيش والاستخبارات والقضاء ووسائل الإعلام.
ورأى أن حكومة أردوغان تستخدم وسائل الإعلام لخلق صورة توحي بوجود خطر وقوع انقلاب.
اقرأ أيضًا: