دونالد رامسفيلد.. الوجه الآخر لمهندس حرب العراق

دونالد رامسفيلد.. الوجه الآخر لمهندس حرب العراق
تم النشر في

عاد اسم دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، يتصدر عناوين وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان نبأ وفاته عن عمر يناهز 89 عامًا.

ويعتبر Donald Rumsfeld أحد أشهر الأسماء في عالم الحروب المعاصرة وصناعة القرارات وأحد المساهمين الرئيسين جنبًا إلى جنب ديك تشيني نائب الرئيس الأسبق بوش الابن خلال فترتي إدارته وكذلك ديك تشيني وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق، فيما آلت إليه الأوضاع في الشرق الأوسط ووضع وهندسة الحرب الأمريكية على العراق.

دونالد رامسفيلد.. أصغر وأكبر وزير دفاع

ولم تكن فترة شغل رامسفيلد لمنصب وزير الدفاع الأمريكي خلال فترة بوش الإبن هي الأولى له في هذا المنصب، حيث تم تسمية الراحل وزير الدفاع الثالث عشر في الفترة من 1975 إلى 1977 في عهد الرئيس جيرالد فورد، ثم أصبح وزير الدفاع الحادي والعشرين في الفترة من 2001 إلى 2006 في عهد جورج دبليو بوش. وهو أصغر وكذلك ثاني أكبر من يتولى هذا المنصب.

وارتبط اسم دونالد رامسفيلد طوال حياته بمجال العمل العام والعمل السياسي؛ حيث تم انتخابه عضوا في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية إلينوي أثناء فترة إدارة الرئيس الأسبق ليندون جونسون، كما شغل منصب مستشار الرئيس التالي ريتشارد نيكسون في الفترة من 1969 وحتى 1973.

كما تم تعيين Donald Rumsfeld الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الناتو خلال فترة حكم الرئيس الأسبق جيمي كارتر خاصة في الفترة التس شهدت حرب السادس من أكتوبر بين كل من مصر وسوريا ضد الاحتلال الإسرائيلي (1973 - 1974)،  كما تم اختياره رئيسًا لموظفي البيت الأبيض (1974-1975).

مهندس الحرب على العراق

وتوفي رامسفيلد قبل أيام من عيد ميلاده الـ 89، وأيام قليلة فقط على استقبال الرئيس الأمريكي، جو بايدن لنظيره الأفغاني، أشرف غني، وسط بدء انسحاب أمريكي من أفغانستان، التي ارتبط اسمه بالحرب فيها وكذلك لقب بمهندس الحرب الأمريكية على العراق.

وبعد أشهر فقط من  وصول بوش إلى البيت الأبيض، شهدت واشنطن حدثًا غير مسبوقًا في تاريخها المعاصر غير مجرى الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة الدولية الواقعين بمانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأميركية.

ومن هنا بزغ نجم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، رفقة نائب الرئيس آنذاك، ديك تشيني، ووزير الخارجية كولن باول، لشن الحرب ضد القاعدة وطالبان في أفغانستان قبل أن تغير الحرب رياجها صوب بغداد التي ظل على مدار سنوات يحذر من خطورة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والتي لم يتم العثور عليها بعد التوغل في العراق.

فضائح لاحقت Donald Rumsfeld

وخلال فترة وزارة رامسفيلد للبنتاجون لاحقته إحدى أكبر الفضائح التي أساءت إلى سمعة القوات المسلحة الأمريكية، وهي تلك المتعلقة بالتعذيب وإهانة السجناء في سجن أبوغريب بالقرب من بغداد، فتقدم باستقالته من المنصب ورفض بوش قبولها، لكن سرعان ما التحقت بها فضيحة تعذيب وإهانة السجناء في المعتقلات الأمريكية.

وكان رامسفيلد مسؤولا عن السماح باستخدام الأساليب العنيفة لاستجواب المحتجزين المشتبه بهم في قضايا الإرهاب، وخاصة في معتقل غوانتانامو الأمريكي في كوبا، مما أثار إدانة واسعة على الساحة الدولية ومن قبل منظمات حقوق الإنسان خارج وداخل الولايات المتحدة.

وتمت إقالته من منصب وزير الدفاع في نوفمبر 2006 وسط انتقادات شديدة بسبب الحرب في العراق، وذلك بعد أيام من إعلان بوش أن رامسفيلد باق في المنصب حتى انتهاء ولاية بوش الرئاسية.

وحتى بعد رحيل إدارة بوش ظلت منظمات حقوقية مختلفة -غير رسمية- في مقدمتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» بالمطالبة بمحاسبة ومسائلة كل من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية جورج تينيت عن حالات تعذيب السجناء والإساءة إليهم.

كذلك لاحقت الوزير الراحل في أخر فترة توليه منصب وزير الدفاع فضيحة أخرى تتعلق بدور رامسفيلد في دفع الحكومة الأمريكية لشراء لقاح أنفلونزا الطيور المسمى «تاميفلو» والذي أنتجته شركة «جيليد» الأمريكية للمنتجات الطبية والتي شغل دونالد الموقع الأول في رئاستها وإدارتها منذ عام 1997 حتى انتقل إلى الموقع الأول في البنتاجون مع احتفاظه بحصته في الشركة وصلت إلى 25 مليون دولار.

اقرأ أيضًا :

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa