سياسي أمريكي بارز يكشف خطة جديدة لتركيع إيران

سياسي أمريكي بارز يكشف خطة جديدة لتركيع إيران

أعد السياسي الأمريكي المخضرم، زميل «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» دنيس روس خطة جديدة، وصفها بـ«المبتكرة» لتركيع إيران، وإحباط مخططات تطوير برنامجها النووي، مشيرًا إلى ضرورة ردع وتخويف المسؤولين الإيرانيين من عمل مسلح، وتسريع وتيرة عزلها عن المجتمع الدولي، والتراجع عن رفع العقوبات الاقتصادية عنها، والمناورة بها من أجل تقليص نسبة تخصيب اليورانيوم.

وفي مقاله المنشور بصحيفة «فورين بوليسي»، رأى روس أن تلك الخطوات هى الآلية المناسبة لإثناء حكومة طهران عن تطلعاتها النووية، مؤكدًا أنه يتوجَّب على إدارة بايدن التداول حول خطط جديدة تحمل هذه الروح مع أعضاء آخرين في مجموعة دول «5+1» قبل تغيير سياستها حيال إيران.

وأشار إلى مناورة، اعتبرها طريقًا ناجعًا لإخضاع إيران وعزلها، وجاء فيها نصًا: «إذا انضمت دول أوروبية وأخرى إلى الولايات المتحدة لإمداد إيران بلقاحات ضد فيروس كورونا، أو عرضت الدول ذاتها على الولايات المتحدة المساعدة في التعامل مع أزمة نقص المياه الحاد في إيران. في هذه الحالة، إذا رد على خامنئي بالسلب على تقديم يد العون (وليس ثمة شك في رده السلبي)، سوف تقود تلك الخطوات الهادئة إلى عزل إيران عن الخارج، وترفع إلى حد كبير درجة غليان الشارع، وتزعزع استقرار الداخل الإيراني».

مناورات عسكرية

وأكد روس أيضًا أنه لا ينبغي رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وإنما يستطيع بايدن الرهان عليها بتقليص تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67، بالإضافة إلى تمكين الوكالة الدولية للطاقة النووية من الرقابة على المنشآت النووية، ووقف إنتاج غبار اليورانيوم في مقابل وقف تجميد جانب من الثروات الإيرانية، والسماح لعدد الدول بشراء النفط الإيراني.

وتحدث روس كذلك عن الخطوات العسكرية التي يجب على إدارة بايدن اتخاذها من خلال القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، مشيرًا إلى ضرورة إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع دول عربية وإسرائيل، وإمداد تلك الدول بمنظومات عسكرية لاعتراض الصواريخ البالستية والبحرية، بالإضافة إلى تكنولوجيا دفاعية، تمكنها من التعامل مع أسلحة السايبر.

وفي مقاله بصحيفة «فورين بوليسي»، اقترح دنيس روس أيضًا، قيام مقاتلات B-52 الأمريكية بطلعات جوية دورية، ليست رمزية، لاستعراض قوتها العسكرية في المنطقة؛ معربًا عن اعتقاده بضرورة بيع إدارة بايدن إسرائيل قنابل خارقة للحصون بوزن 13 طنًا، والتي يمكنها اختراق المنشآت النووية الإيرانية في أعماق الجبال. من جهة أخرى، ولكي تتمكن من استخدام مثل هذه القنابل، تفتقر إسرائيل أيضًا إلى قاذفات أمريكية من طراز B-2؛ ووفقًا لروس، فإن إجراءات كتلك تطلق رسالة لا يمكن للمسؤولين الإيرانيين تجاهلها، وهى: «الولايات المتحدة تمنح إسرائيل الوسائل اللازمة للهجوم على منشأة «فوردو» النووية، التي جرى بنائها في أعماق الجبال».

إجراءات استخباراتية

وأعرب السياسي الأمريكي عن ثقته في ضرورة اتخاذ إجراءات سياسية، ودبلوماسية، واقتصادية، واستخباراتية، وعسكرية، حتى ولو كانت مؤقتة من أجل عزل إيران سياسيًا ودبلوماسيًا؛ مشيرًا إلى أن تأثير الدبلوماسية الأمريكية على إيران بات ضعيفًا، كما تنطوي نتائجه على عواقب خطيرة، إذا لم تستشعر طهران الخوف من تبعات تطوير برنامجها النووي «الطموح».

وشكك السياسي الأمريكي في نجاعة تقارب إدارة بايدن مع طهران، أو الاعتقاد بإمكانية تعاون الأخيرة مع البيت الأبيض؛ مؤكدًا أنه في حين تعزز إيران أنشطتها النووية، تتطلع واشنطن إلى إبرام اتفاق «أكثر طولًا وقوة» مع خطة عمل مشتركة وشاملة، يُطلق عليها «BRICS»، لكن ذلك يتناقض وواقع الاستراتيجية الإيرانية.

وفيما يخص تخصيب وإنتاج إيران لـ«غبار اليورانيوم» بنسبة تصل إلى 60%، قال روس: «إن استمرار الولايات المتحدة في سياستها الحالية، لا يسمح بالوصول إلى اتفاقات حول قضايا أخرى مع إيران، مثل إشكالية الصواريخ البالستية، وسلوكيات إيران العدائية، التي تزعزع استقرار دول المنطقة».

ووفقًا لروس، أبلغت شخصيات مسؤولة في الولايات المتحدة، شخصيات مناظرة في إسرائيل بأن هناك «ضغطًا جيدًا وآخر سيئًا» على إيران. ويعتقد هؤلاء أن الضغط السيء يتمثل في تخريب المنشآت النووية في «نتانز»، و«كاراج»، لمنع إيران من زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم، أو انتاج «غباره».

اعتراف بالفشل

وفي مقاله، يرى السياسي الأمريكي أن سياسة واشنطن جيدة في هذا الخصوص، لكنها ليست مكتملة، مؤكدًا أن القادة الإيرانيين لم يخشوا النيران، حين ضاعفوا معدل أنشطتهم النووية، ولم يضعوا في حسبانهم أو يتوقعوا ردًا دبلوماسيًا، أو غير دبلوماسي من جانب الولايات المتحدة، أو من جانب أعضاء آخرين في مجموعة دول «5+1»، بما في ذلك الصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، وبريطانيا. وأضاف: «لقد أصبح هذا النشاط أمرًا واقعًا، وبعد الزيادة الهائلة في أنشطة إيران النووية، لم يكن هناك توقع لأي رد فعل بخصوص تلك الإشكالية».

وعزا روس عزلة إيران إلى عمل الولايات المتحدة المشترك مع القوى الدولية الأخرى؛ لكنه أكد في الوقت نفسه على ضرورة الاعتراف بتداعيات فشل الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق مع إيران، ويجب أن يكون ذلك واضحًا، ويوضَع في إطار «سياسة صارمة»، مشيرًا إلى أن دولة مثل الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط، تحتاج إلى استقرار الشرق الأوسط، وليس ثمة شك في أنه إذا واصلت إيران طريق تطوير الأسلحة النووية، فسيتم تقويض استقرار المنطقة، وسيكون لذلك تأثير سلبي على صادرات النفط إلى الصين.

وشدد روس على أن روسيا والدول الأوروبية لا ترغب في امتلاك إيران أسلحة نووية، كما تعلم تلك الدول أنه إذا استمرت إيران في مسارها الحالي في المنطقة، فإنها ستشكل تهديدًا أكبر على منطقة الشرق الأوسط. على سبيل المثال، يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا هاجمت إسرائيل إيران، فإن حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في سوريا ستهاجم إسرائيل بعشرات آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار.

واختتم دنيس روس مقاله بالتأكيد على أنه إذا كانت واشنطن تريد تقليص احتمالية شن هجوم على منشآت إيران النووية، فينبغي عليها تبني سياسة التخويف والتهديد؛ مشيرًا إلى أن المسؤولين الإيرانيين في حاجة إلى تفهُّم أنه حال استمرارهم في المسار الإيراني الحالي، فسوف تدمر إسرائيل أو الولايات المتحدة استثماراتهم الهائلة في البرنامج النووي من خلال عمل عسكري عنيف.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa