أعلنت الكويت، رسميًا، وفاة أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (91 عامًا)، الذي غادر في 23 يوليو الماضي، متوجهًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لاستكمال العلاج الذي بدأه في مستشفى كويتي.
«محطات في حياة الشيخ صباح الأحمد»
يعدّ الشيخ صباح الأحمد أول وزير إعلام، وثاني وزير خارجية في تاريخ الكويت؛ حيث ترأس وزارة الشؤون الخارجية للكويت طيلة أربعة عقود من الزمن، ويعود له الفضل خلالها في توجيه السياسة الخارجية للدولة والتعامل مع الغزو العراقي للكويت في عام 1990.
قام بالوساطة في أحداث مفصلية في العالم منذ ستينيات القرن الماضي، وأثناء ولايته للشؤون الخارجية، برز دور دولة الكويت كوسيط حيادي كأهم خصائص سياسة الكويت الخارجية، وكانت أول تجربة كويتية للقيام بدور الوسيط الدولي قد حدثت منتصف الستينيات من القرن الماضي.
- في عام 1968، أسهمت الخارجية الكويتية تحت قيادته بجهود وساطة لحل قضية المطالبة الإيرانية بالبحرين، انتهت بإجراء استفتاء شعبي واستقلال البحرين في عام 1971.
- في عام 1969 بذل جهودًا واضحة من خلال محاولة توسط من أجل الوصول إلى حل للنزاع الحدودي بين العراق وإيران، حول السيادة على شط العرب.
- في عام 1972، إثر تجدّد الاشتباكات العسكرية بين شطري اليمن المنقسم ما بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، قام بزيارة الدولتين في أكتوبر من نفس العام وأثمرت الزيارة توقيع اتفاق سلام بينهما واتفاقية أخرى للتبادل التجاري
- قام بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان و«جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، في عام 1980، أدّت إلى توقيع اتفاق خاص بإعلان المبادئ خفف حدّة التوتّر بين الدولتين».
- قاد وساطة بين بغداد وطهران، في عام 1983، لوقف الحرب العراقية الإيرانية تنوّعت بين جهود منفردة، وأخرى بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى العمل من خلال المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
- خلال الحرب الأهلية في لبنان، كانت الكويت هي الطرف المقبول لدى كل الأطراف المتنازعة في الساحة اللبنانية.
«إصلاحات سياسية في الكويت خلال عهده»
خلال رئاسته لمجلس الوزراء حصلت المرأة الكويتية على حقوقها السياسية تنفيذًا لتوجيهات الأمير جابر الأحمد الجابر الصباح، ثم تولت أول امرأة في حكومة برئاسته عام 2005، تلا ذلك مشاركة المرأة في العملية الانتخابية في أول انتخابات نيابية بعد توليه الإمارة، ومن ثم تُوجّت سياسته الإصلاحية تلك بدخول المرأة لأول مرة عضوًا في مجلس الأمة في ثالث انتخابات نيابية تجري في عهده، وقد سمح للمرأة بدخول السلك العسكري، كذلك أعاد التجنيد العسكري الإلزامي في الكويت.
«قائد العمل الإنساني»
كرمته الأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2014 بلقب «قائد للعمل الإنساني» وسميت الكويت «مركزًا للعمل الإنساني» تقديرًا من المنظمة الدولية للجهود الذي بذلها الأمير وبذلتها الكويت خدمة للإنسانية؛ حيث اتبع الصباح في عهده سياسة إصلاحية رسخت الحياة الديمقراطية وزادت الحريات الإعلامية، وانتشرت الصحف والمنابر الإعلامية وتوسّعت مساحات النقد في الكويت.
اقرأ أيضًا: