قمة العشرين G-20.. المناخ وإنعاش الاقتصاد على أولوية ملفات القمة

قمة العشرين G-20.. المناخ وإنعاش الاقتصاد على أولوية ملفات القمة
تم النشر في

انطلقت مساء أمس، السبت، أعمال اجتماع رؤساء دول مجموعة العشرين G-20، في مركز «لا نوفولا» للمؤتمرات في روما، بحضور قادة القوى الاقتصادية العالمية، في أول قمة بحضور شخصي منذ تفشي جائحة كورونا.

وتستمر أعمال قمة G-20، على مدار يومين بالعاصمة الإيطالية، وتهمين عليها قضايا مكافحة وباء كورونا وإنعاش الاقتصاد العالمي، وكذلك على وجه الخصوص قضية التغير المناخي.

جدير بالذكر، أن اجتماع قادة دول مجموعة G-20 سيتبعه مباشرة مؤتمر المناخ «كوب 26»، الذي يشارك فيه أكثر من 120 رئيس دولة وحكومة في جلاسكو باسكتلندا.

وشارك الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم، في أعمال قمة قادة دول مجموعة دول العشرين، ضمن وفد المملكة المشارك حضوريًا والذي يضم وزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، ومحافظ البنك المركزي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، وذلك في العاصمة الإيطالية روما.

قضايا هامة على مائدة اجتماعات G-20

وافتتح رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، أمس أعمال قمة مجموعة العشرين ضمن أجواء شبه احتفالية مهدّت لها اللقاءات الثنائية التي دارت عشية انعقادها، والتي كان أبرزها اللقاء بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي كلمته أمام القمة أمس، تحدث رئيس الوزراء الإيطالي عن حملات التطعيم الناجحة والتدابير المنسقة بين الحكومات والمصارف المركزية كخطوة هامة لإنعاش الاقتصاد.

وأشار ماريو دراغي، إلى أن العالم أمام مرحلة بناء نظام اقتصادي جديد يتشارك فيه الجميع لمصلحة دول العالم بأسره»، كما حذر مما أسماها بـ«الفوارق الصارخة» في توزيع اللقاحات. بين البلدان الغنية التي تجاوزت فيها التغطية اللقاحية 70% من السكان، بينما في بعض البلدان النامية ما زالت دون 3 %.

ومن المواضيع الهامة التي تناولتها القمة في مداولات اليوم الأول مسألة اختلال التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمية للطاقة، حيث دعا الرئيس الأمريكي إلى إيجاد المزيد من التوازن والاستقرار في أسواق النفط والغاز، مدعومًا في ذلك من القادة الأوروبيين الذين يواجهون منذ أشهر أزمة على هذا الصعيد أدّت إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات التضخم.

من جهته، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوته إلى تسريع عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة المستديمة بشكل منسّق وذلك لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة الذي له تداعيات على جميع بلدان العالم.

وأكد الرئيس الفرنسي، أن التعافي الاقتصادي المستديم في البلدان التي تحتاج للمساعدة يقتضي 100 مليار دولار يمكن أن تتقاسمها بلدان المجموعة مع صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن فرنسا مستعدة للقيام بدورها.

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة بثها التليفزيون العام الروسي أنه على الرغم من قرارات مجموعة العشرين، إلا أنه لن يكون باستطاعة كل الدول المحتاجة الحصول على لقاحات ضد كوفيد.

قمة العشرين توافق على ضرائب الـ15%

بينما طرح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فرض ضريبة الحد الأدنى بنسبة 15% على الشركات التكنولوجية العملاقة، الاقتراح الذي لاقى موافقة وقبولًا بين أعضاء القمة والمشاركين بها.

وجاء في الاتفاق الذي سيتضمنه البيان الختامي للقمة «نطلب إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الإسراع في وضع القواعد وتحديد الوسائل المتعددة الأطراف المتفق عليها بهدف تفعيل هذه الضريبة قبل حلول نهاية عام 2023».

ويقدّر خبراء أن هذا الاتفاق الذي ينتظر أن يعزز حظوظ بايدن التفاوضية داخل حزبه وفي الكونغرس لدى عودته إلى واشنطن، سيدّر ما لا يقلّ عن 60 مليار دولار سنوياً على الخزينة الأمريكية؛ حيث إن الشركات التكنولوجية ملزمة بموجب هذا الاتفاق بتسديد الضريبة في البلدان التي تنشط فيها.

وكانت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي قدّرت مؤخرًا أن هذه الشركات «تتهرّب» حاليًا بشكل قانوني من دفع ما يزيد على 150 مليار دولار سنوياً. وتعتبر هذه الضريبة نقطة تحوّل في الاقتصاد العالمي والقواعد التي تحكمه، كما أنها ستساهم في إلغاء المحفزات التي تدفع إلى نقل فرص العمل من البلدان الغنية إلى البلدان النامية، وتتيح للشركات الصغيرة مجالاً أوسع للتنافس في ظروف أفضل مع الشركات الكبرى. وقد ساهم هذا الاتفاق في إعلان هدنة تجارية بين الولايات المتحدة وأربع دول أوروبية هي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنمسا.

التغير المناخي في قمة أولويات G-20

ومن المتوقع أن يتطرق، زعماء مجموعة العشرين، اليوم الأحد، إلى محادثات بشأن المناخ، في ثاني يوم من قمتهم في العاصمة الإيطالية روما.

المهمة الصعبة متعلقة بتجاوز خلافاتهم بشأن كيفية التصدي لانبعاثات الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض، قبل قمة حاسمة ستعقدها الأمم المتحدة قريبا بشأن تغير المناخ.

وركز اليوم الأول من قمة روما بشكل أساسي على الصحة والاقتصاد، بينما يتصدر المناخ والبيئة جدول أعمال محادثاتهم اليوم الأحد. وتمثل قمة روما أول اجتماع مباشر للزعماء منذ بداية جائحة كوفيد-19.

ومن المرجح أن يصاب علماء ونشطاء المناخ بخيبة أمل إذا لم يتم تحقيق انفراج في آخر لحظة، لأن مسودات البيان الختامي لمجموعة العشرين لا تظهر تقدما يذكر فيما يتعلق بتقديم التزامات جديدة للحد من التلوث.

وتسهم مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، بما يقدر بنحو 80% من انبعاثات الكربون التي يقول العلماء إنه يجب تخفيضها بشدة لتفادي حدوث كارثة مناخية.

ولهذا السبب ينظر إلى اجتماعات روما على أنها نقطة انطلاق مهمة لقمة الأمم المتحدة للمناخ، التي تحضرها ما يقرب من 200 دولة في غلاسكو باسكتلندا (بريطانيا)، التي سيتوجه إليها معظم زعماء مجموعة العشرين مباشرة من روما.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa