خوفًا على ثرواتهم من الحزب الشيوعي.. أثرياء الصين يغادرون البلاد إلى سنغافورة

الحزب الشيوعي
الحزب الشيوعي
تم النشر في

شهدت الفترة الأخيرة، مغادرة عائلات ثرية من الصين، قادمة إلى سنغافورة، بهدف إبعاد ثرواتها عن متناول الحزب الشيوعي، الذي ينظر إليها بحذر.

كانت السلطات الصينية، فرضت عقوبات في الوقت الأخير، على أصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا، وعلى بعض النجوم الذين لم يدفعوا ضرائب عليهم.

ويختار عدد متزايد منهم سنغافورة، وفق ما أكدت مصادر مطلعة لوكالة فرانس برس، لذلك أصبح المركز المالي الآسيوي الوجهة الأولى لرواد الأعمال الفارين.

فيما يلفت قدوم أثرياء صينيين في الوقت الأخير الأنظار، حيث اختار بعضهم مساكن فاخرة مطلة على البحر في جزيرة سنتوزا، ووصفه الرئيس التنفيذي لشركة «آي أي ام اس»، بيرس تشينغ، التي تقدم خدمات في مجال نقل الأمتعة والهجرة، قائلًا: «لا يمكنكم تخيل مقدار ما ينفقونه إنه جنون»، مشيرًا إلى أنه شاهد في حفل عند أحد زبائنه، تقديم ويسكي نادر من نوع «يامازاكي 55»، تصل قيمة الزجاجة منه إلى 800 ألف دولار، وتساعد شركته الوافدين الجدد في العثور على شقق فاخرة وتوظيف سائقين وتسجيل أطفالهم في مدارس خاصة.

ويرغب القادمون الجدد بالتنقل في سيارات «رولز رويس» أو «بنتلي» كما يرتادون نوادي غولف للنخبة مثل نادي سنتوزا للغولف، حيث تبلغ رسوم اشتراك 670 ألف دولار سنويًا.

من جانبه قال بيني تيو الذي يدير شركة بلازون للاستشارات التسويقية في مجال نوادي الغولف، إن عددًا كبيرًا منهم من الشباب الصينيين، يرتدون ملابس مصممي الأزياء، ويمضون الوقت برفقة بعضهم البعض، وهذا ليس مفاجئًا.

ويسمح الانتقال إلى سنغافورة لأكثر الصينيين ثراء بإبعاد ثرواتهم عن متناول السلطات الصينية، بعد نشر الإعلام قضايا عدة أثارت خشيتهم، كانت أبرزها تكبد المؤسس والرئيس السابق لشركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة «علي بابا» جاك ما، خسائر قدرت بنحو 25 مليار دولار، عندما أوقفت الصين في اللحظة الأخيرة عملية طرح ضخمة لمجموعته في البورصة في 2020.

فيما يخشى رواد أعمال كبار آخرين أن يستهدفهم الحزب الشيوعي أيضاً، أو أن يضطروا إلى بيع مجموعاتهم بسعر منخفض، وفق ما أكد مدير أعمال محاسبة في القطاع.

وقال المتخصص لوكالة فرانس برس، إن الانتقال إلى سنغافورة يساعد في حماية ثروة العائلة لأجيال عدة.

وتشير هيئة النقد في سنغافورة إلى أن عدد الشركات العائلية بلغ أكثر من الضعف من 2020 إلى 2021 ووصل إلى 700 شركة.

ويقدر الرئيس المشارك في خدمة إدارة الثروات في شركة دينتون روديك للمحاماة، لوه كيا مينغ، أن عددها في الجزيرة بلغ نحو 1500 بنهاية 2022، قائلًا إنه لن يتفاجأ حيث بينت الأرقام الإجمالية أن واحدة من كل شركتين عائليتين جاءت من الصين.

ومن المتوقع أن يستمر تدفق أثرياء الصين إلى سنغافورة، حتى مع رفع بكين القيود التي فرضتها لمكافحة كوفيد-19.

وقال سونغ سينغ وون الخبير الاقتصادي في شؤون منطقة آسيا في مصرف «سي أي أم بي» الخاص إن سنغافورة «منطقة محايدة عملية جداً» تتيح للأثرياء الكبار تأسيس أعمال.

وتمكنت سنغافورة من الحفاظ على علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وعلى علاقات تجارية قوية مع الصين، ما عزز أمنها.

وقال لوه، إن «اهتمام وسائل الإعلام بأثرياء أنشأوا شركة عائلية في سنغافورة، جعل جزيرتنا الصغيرة تحت الأضواء، مؤكدًا أن زبائنه يفكرون أنه إذا كان أغنياء هذا العالم يتوجهون إلى سنغافورة، فلماذا لا أقوم بذلك أيضًا؟».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa