كشفت مذكرة حكومية، تلقتها البعثات الدبلوماسية المعتمدة في زيمبابوي، اليوم الأحد، عن موعد ومكان تشييع جثمان الرئيس الراحل، روبرت موجابي؛ حيث ستكون هناك جنازة رسمية، يوم السبت 14 سبتمبر، قبل مراسم الدفن، الأحد 15 سبتمبر، وجاء في المذكرة أن الجنازة ستقام في الاستاد الرياضي الوطني في هاراري، دون تحديد المكان الذي سيدفن فيه موجابي؛ حيث لايزال موقع المقبرة سرًا حتى الآن.
ويتلقى رئيس زيمبابوي الحالي، إيمرسون منانجاجوا، التعازي، منذ رحيل موجابي، الذي حكم البلاد لفترة طويلة؛ حيث تحول من بطل لحرب العصابات ضد الاحتلال البريطاني، إلى الحاكم الأكثر بقاء على عرش البلاد، لمدة 37 عاما، فقد بدأ حكم حزب موجابي -الاتحاد الوطني الإفريقي/ الجبهة الوطنية- منذ حصول البلاد على الاستقلال، وحتى الإطاحة به من السلطة عام 2017، قبل أن يتوفى في مستشفى بسنغافورة، اليوم الجمعة.
وبالعودة إلى مسيرة موجابي، منذ أغسطس 1963، فقد شكل وآخرون حزب الاتحاد الوطني الإفريقي الزيمبابوي، في مواجهة حكم الأقلية البيضاء في المستعمرة البريطانية السابقة التي كانت تعرف آنذاك باسم: روديسيا، وفي فبراير 1980، تم إجراء آخر انتخابات وطنية قبل استقلال زيمبابوي، وفاز الحزب بأغلبية المقاعد، وفي 18 أبريل 1980، نالت البلاد الاستقلال عن بريطانيا، وأصبح موجابي رئيسًا للحكومة.
وفي فبراير 1982، عزل موجابي زميله في النضال من أجل الاستقلال، جوشوا نكومو، الذي كان يرأس حزب: اتحاد الشعب الإفريقي الزيمبابوي، قبل فترة من الاضطرابات الداخلية استمرت من عام 1982 حتى 1987، وفي ديسمبر 1987، تم اندماج حزبي: «زانو-بي إف»، و«زانو»، في حزب واحد، وفي ديسمبر، أخذ موجابي على عاتقه دورًا أكثر نفوذًا كرئيس لزيمبابوي بعد تغيير الدستور وإلغاء منصب رئيس الوزراء.
وبداية من فبراير 2000، واجه موجابي أول هزيمة انتخابية عندما رفض الناخبون التغييرات الدستورية التي كان من شأنها أن تمنحه قدرًا أكبر من الصلاحيات، وبعدها بعامين، تحديدًا في مارس 2002، فاز موجابي بالانتخابات الرئاسية أمام مورجان تسفانجيراي، الزعيم المحبوب لحزب: الحركة من أجل التغيير الديمقراطي، المعارض، وفي مارس 2008، تم إجراء انتخابات عامة، خاض فيها موجابي جولة إعادة أمام تسفانجيراي الذي انسحب وسط مزاعم بوقوع أعمال عنف ضد أنصاره.
وخلال سبتمبر 2008، تم توقيع اتفاقية لتقاسم السلطة بين موجابي وتسفانجيراي عقب الأزمة الاقتصادية في البلاد، قبل انهيارها لاحقا، وفي يوليو 2013، تم إجراء انتخابات عامة فاز فيها موجابي و«زانو-بي إف»، بأغلبية ساحقة، وفي ديسمبر 2014، أقال موجابي العديد من الوزراء، بينهم نائبة الرئيس جويس موجورو، بسبب ما زعمه عن دورهم في مؤامرة اغتيال، وجرى تعيين زوجته جريس موجابي، بشكل غير متوقع، رئيسة لرابطة النساء في حزب: «زانو-بي إف».
لكن في نوفمبر 2017، تم وضع موجابي قيد الإقامة الجبرية خلال انقلاب للجيش، وفي نوفمبر 2017، صوت المسؤولون التنفيذيون في حزب «زانو-بي إف»، بعزل موجابي من رئاسة الحزب، ومنحه مهلة لإعلان استقالته من رئاسة البلاد، وفي 21 نوفمبر 2017، تم إعلان استقالة موجابي في البرلمان، وبدأ النواب إجراءات ضده بسبب تقصيره في أداء مهامه.
وفي الرابع والعشرين من نوفمبر 2017، أدى نائب رئيس حزب: زانو-بي إف، المقال، إيمرسون منانجاجوا، اليمين الدستورية رئيسا مؤقتا لزيمبابوي. ثم فاز منانجاجوا بالانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2018، قبل الإعلان عن وفاة موجابي، الجمعة الماضية.