شهدت منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا غير مسبوق في التوترات مع إيران، مع توعُّد الأخيرة بمهاجمة مواقع القوات الأمريكية في المنطقة، انتقامًا لمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس؛ ما وضع القواعد والموانئ وغيرها من المنشآت التابعة للقوات الأمريكية عند أقصى درجات الاستعداد.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، أعلنت، الجمعة، إرسال أكثر من ثلاثة آلاف من القوات الأمريكية الإضافية إلى الشرق الأوسط، فيما وُضعت القوات المتمركزة في إيطاليا على أهبة الاستعداد، حسبما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية عن مسؤولين بوزارة الدفاع.
الأحداث الأخيرة بدأت مع تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت مواقع ميليشيا موالية لإيران في العراق وسوريا، أفضت إلى مقتل وإصابة العشرات،، لترد الميليشيات الإيرانية في العراق بتظاهرات حاشدة استمرت عدة أيام، واقتحمت السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد.
وبعدها استهدفت واشنطن موكب قاسم سليماني في محيط مطار بغداد، لتعلن مقتله هو وآخرين بالضربة الجوية؛ ما دفع طهران إلى التوعد باستهداف 35 موقعًا للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
وتنشر الولايات المتحدة عشرات الآلاف من جنودها في قواعد عسكرية، وعلى متن سفن بالمنطقة، بجانب اتفاقات مع عدد من دول المنطقة تسمح بنقل القوات عبر المطارات والموانئ.
وإليك نظرة عن أهم مواقع تمركز القوات الأمريكية التي قد تشكل هدفًا محتملًا لإيران.
أهم الدول التي تستضيف القوات الأمريكية هي العراق، ولم تعلن الولايات المتحدة رسميًّا عن أعداد قواتها في بغداد، لكن هناك ما يقرب من ستة آلاف جندي متمركزين غالبًا في المنطقة الخضراء وقاعدة الأسد الجوية وقاعدة بلد الجوية.
أما في سوريا، فلم يتبق سوى نحو 800 جندي أمريكي من ألفي جندي تقريبًا، بعد قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية هناك. ولا تعلن الولايات المتحدة بالتفصيل أماكن قواتها في سوريا.
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، من أن الحامية الأمريكية في تنف على الحدود السورية الأردنية، نقطة محتملة للانتقام الإيراني؛ نظرًا إلى انتشار ميليشيا تابعة لطهران هناك.
أما أفغانستان فتضم العدد الأكبر من القوات الأمريكية بواقع 14 ألف جندي يتمركزون في مواقع مختلفة قد تصبح جميعها أهدافًا محتملة لإيران.
وتستضيف الكويت من جانبها 13 ألف جندي أمريكي في قواعد عدة، بموجب اتفاق تعاون للدفاع المشترك وقعه البلدان في 1991 إبان حرب الخليج.
والأردن كذلك تستضيف قرابة ثلاثة آلاف من القوات الأمريكية، يتمركزون غالبًا في قاعدة موفق السلطي الجوية، التي كانت منصة إطلاق رئيسية في الحرب ضد تنظيم «داعش».
وفي المملكة العربية السعودية، يوجد نحو ثلاثة آلاف جندي أيضًا، بعد أن أعلنت واشنطن في أكتوبر الماضي إرسال قواتها هناك، مع تصاعد التوترات مع إيران.
والبحرين من جانبها تستضيف قاعدة بحرية أمريكية بها سبعة آلاف جندي. وكانت البحرين من أشد داعمي استراتيجية الولايات المتحدة ضد إيران.
وهناك ما يقرب من 600 جندي أمريكي في عمان التي سبق أن وقعت اتفاقًا مع الولايات المتحدة يسمح للطائرات المقاتلة الأمريكية باستخدام مطاراتها وموانئها.
الإمارات أيضًا تستضيف بدورها خمسة آلاف جندي أمريكي، وهي من أهم حلفاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين في المنطقة.
أما قطر فتستضيف القاعدة الأمريكية الكبرى في الشرق الأوسط، وهي قاعدة عديد العسكرية التي تضم 13 ألف جندي أمريكي. وكانت قطر أعلنت في أكتوبر 2018 خطة بتكلفة 1.8 مليار دولار لتجديد القاعدة العسكرية.
وهناك نحو 2500 جندي أمريكي منتشرين بقاعدة أنجرليك التركية، ومواقع أخرى؛ حيث تنتشر القوات التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).