كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن الاستخبارات الأمريكية "CIA" تابعت عملية انتقال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من باكستان إلى العاصمة الأفغانية "كابل"، من خلال أفراد عائلته "زوجته وابنته وأطفالها".
ووفقا لـ"العربية"، كانت الاستخبارات الأمريكية تعرف أن الظواهري يقيم في كراتشي بباكستان، إلى أن علم عملاؤها أن أفراد عائلة زعيم "القاعدة" وصلوا إلى كابول، وأنهم أقاموا في منزل بحي شيربور، ثم وجدوا أن شبكة الدعم المحيطة به كانت تنتقل أيضا إلى العاصمة الأفغانية.
وقال أحد المسؤولين، الذي وصفته "التايمز" بكبير، إن أفراد عائلة الظواهري ظلوا دائما داخل المبنى المكون من 3 طوابق، حيث تم تعليمهم مكافحة التجسس التقليدي، مع السماح للموثوق بهم فقط بالدخول.
ومع وصول زوجة الظواهري وابنته وأحفاده إلى كابل، تأكدت الاستخبارات الأمريكية أن الرجل نفسه سينضم إليهم في النهاية، حيث تم إبلاغ كبار مسؤولي الاستخبارات بالعثور على الظواهري في أوائل أبريل الماضي، ونقلوا الخبر سريعاً إلى الرئيس بايدن، للبدء في التخطيط لعملية تستهدف قتله.
وأوضح المسؤول أن الظواهري لم يكن يغادر المنزل أبدا. ثم جاء التأكيد النهائي على وجوده بكابول حين ظهر على الشرفة، وعلى مرأى من الجميع، فتم رصد نمط حياته اليومية لأسابيع عبر صور الأقمار الصناعية.
وتم منح CIA وقتا لبناء نموذج مصغر للمنزل، وتقديمه إلى الرئيس بايدن لوضعه في مناخ اتخاذ قرار بشأن إذا ما كان من الآمن استهدافه على الشرفة من دون قتل أفراد عائلته أو مدنيين قريبين.
وعقد بايدن اجتماعات أخرى في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، خلال مايو ويونيو الماضيين، مع دائرة ضيقة من كبار مسؤولي الاستخبارات، لتقييم تأثير الاغتيال، بينها الضرر الذي قد يلحق بالعلاقات الأمريكية المشحونة بالفعل مع طالبان أثناء مفاوضات واشنطن من أجل عودة الرهائن الأمريكيين والمدنيين من أفغانستان، فقدر المحامون أن الظواهري "هدف مشروع" لكن من الضروري تحييد أفراد أسرته وإبقائهم على قيد الحياة، وعندها تم اتخاذ الاستعدادات لضربة دقيقة تقضي عليه وحده.
وفي 25 يوليو الماضي، عقد بايدن اجتماعاً أخيراً لكبار موظفي الاستخبارات، بينهم William Burns مدير وكالة الاستخبارات المركزية، إضافة إلى Avril Haines مدير الاستخبارات الوطنية، وأيضا Jake Sullivan مستشار الأمن القومي، فوافقوا بالإجماع على العملية، وعندها أذن بايدن بضربة من "مسيّرة" بدون طيار تستهدف منزل الظواهري في حي شيربور.
وحين أطل الظواهري من شرفته مرة أخرى بعد بزوغ الفجر فوق كابول، تحديدا الساعة 6:18 صباح الأحد الماضي، تم إطلاق صاروخي R9X Hellfire من "مسيّرة" أمريكية، طراز MQ-9 Reaper بدون طيار، كانت تحلق في سماء المنطقة، وقبل لحظات من الاصطدام انتشرت 6 شفرات من رأس كل صاروخ، مصممة لتمزيق الهدف من دون الحاجة إلى تفجير، وبهذه الطريقة بقيت زوجته وابنته وأحفاده على قيد الحياة، ولقي زعيم "القاعدة" حتفه.