حللت صحيفة «آسيا تايمز» الواقعة الأخيرة بين طائرة ركاب إيرانية وطائرة مقاتلة أمريكية، وأثارت تساؤلات عدة حول سلوك الطيار الإيراني وعن سبب تحليقه فوق قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا، مشيرة إلى تكهنات بأن الرحلة الإيرانية قد تكون مجرد مهمة استطلاع لضرب القاعدة الأمريكية.
وقالت الصحيفة، واسعة الانتشار بجنوب آسيا، إن تحليل الواقعة بدقة يكشف عن «سلوك إيراني مريب»، خصوصًا أن الشركة مالكة طائرة الركاب هي شركة «ماهان إير»، التي سبق وصنفتها الولايات المتحدة ودول أوروبية على قوائم الأطراف المساعدة للإرهاب في العالم.
شركة «إرهابية».
وسبق ووصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الشركة بـ«إرهابية»، وقبلها بسنوات أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن الشركة تدعم الإرهاب، عبر توفير الدعم التقني والمالي والمادي لقوات الحرس الثوري الإيراني.
كما أفادت بيانات الحكومة الأمريكية بأن «ماهان إير» تسهم في نقل مقاتلي الحرس الثوري الإيراني والأسلحة والمعدات والتمويل إلى مواقع دولية لدعم المجموعات الإيرانية بالخارج.
كما استخدمها قيادات الحرس الثوري الإيراني في رحلات طيران من وإلى إيران وسوريا، بغرض التدريب العسكري وتسهيل السفر السري لعناصر القوات. كما أن المدير التنفيذي للشركة، حامد عرب نجاد الخانوكي، من المقربين لقوات الحرس الثوري، خصوصًا فيلق القدس، وخضع للعقوبات الأمريكية، العام 2013، لتسهيله نقل شحنات غير قانونية إلى سوريا على متن طائرات «ماهان إير».
ومؤخرًا، يشتبه أن رحلات الشركة الجوية تنقل الذهب من فنزويلا إلى طهران، كما يُعتقد أن جواسيس وقيادات إيرانية تحلق إلى فنزويلا على متن رحلاتها.
وهذا السلوك المريب دفع الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا إلى وقف كل الرحلات الجوية لـ«ماهان إير»؛ بسبب دعمها للإرهاب والتجسس.
ليست مفاجأة
وبالنظر إلى تاريخ الشركة، تقول «آسيا تايمز»، في تقرير (ترجمته عاجل)، إن الواقعة بين طائرة الركاب الإيرانية وطائرة «إف 15» المقاتلة الأمريكية لا تمثل أي مفاجأة، لا سيما أن الطائرة الإيرانية كانت تحلق فوق قاعدة تنف العسكرية الأمريكية في سوريا، وهي منطقة ممنوع التحليق بها.
لكن المفاجئ بحق، حسب الصحيفة، هو «جرأة الإيرانيين على التحليق فوق القاعدة العسكرية بجنوب سوريا في المقام الأول». وتضم القاعدة 200 من القوات الأمريكية، تشارك في عمليات ضد تنظيم «داعش» ومجموعات إيرانية في سوريا.
وتتساءل الصحيفة: لماذا خاف الطيار الإيراني من عملية روتينية «للمعاينة البصرية القياسية»، ولماذا أقدم على مناورة خطيرة تسببت في إصابة عديد من ركاب الطائرة بإصابات خطرة؟
تشير بيانات تتبع الرادار إلى أن طائرة «ماهان إير» حلقت مباشرة فوق قاعدة التنف، في طريقها من طهران إلى بيروت، رغم أن الولايات المتحدة خصصت منطقة «إزالة التضارب» بمساحة 55 ميلًا حول القاعدة، وهي منطقة ممنوع بها الطيران.
مناورة غريبة
ترى الصحيفة أن الإجابة تكمن في المناورة الغريبة التي نفذها كابتن الطائرة الإيرانية، فعلى ما يبدو لم يرد الطيار أن تكشف المقاتلة الأمريكية الجزء السفلي للطائرة، والتي يبدو أنها كانت مجهزة بكاميرات تجسس عالية الدقة.
وتحدثت الصحيفة عن تكهنات بأن الإيرانيين يستعدون لمهاجمة قاعدة التنف في هجوم صاروخي؛ حيث نفذوا هجمات مماثلة في العراق.
وعادة ما تجهز الطائرات الإيرانية بكاميرات وأجهزة استشعار؛ لتحديد المنشآت الحيوية التي يمكن استهدافها من قبل المجموعات الإيرانية الإرهابية، خصوصًا «حزب الله». كما نُفذت عمليات تجسس مماثلة في مناطق مختلفة من أوروبا.
وتتبع إيران استراتيجية واضحة في العراق وسوريا، وهي إخراج الولايات المتحدة من هناك في أسرع وقت ممكن، عبر إلحاق خسائر غير مقبولة بالجانب الأمريكي، حسب الصحيفة.
اقرأ أيضًا: