تصاعدت حدة الأجواء في الشرق الأوسط، قبل الإعلان الرسمي عن اسم الرئيس الأمريكي المنتخب، وزادت سخونة الأجواء منذ اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، ثم موافقة مجلس صيانة الدستور الإيراني على قرار برلماني يقضي بزيادة تخصيب اليورانيوم من 4.5 إلى 20%، وعدم السماح بدخول مفتشين دوليين، إلى البلاد، إذا لم يتم إلغاء العقوبات المفروضة على إيران.
وحسب هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، فإن الإجراءات الإيرانية الأخيرة تعكس سيطرة التيار المتشدد في إيران (بقيادة المرشد على خامنئى) على المشهد العام، وإزاحة الرئيس حسن روحاني وفريقه في عملية صنع القرار، وعلى الجانب الآخر من المحيط، أعلن جو بايدن (الأوفر حظا في الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية) قبل الانتخابات أنه سيتبع سياسة مرنة في التعامل مع إيران، وأوضح (في مقال رأي على شبكة: CNN في سبتمبر الماضي)، أنه سيواصل صد الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار، والتي تهدد أصدقاء وشركاء واشنطن في المنطقة، والاستعداد أيضا لاتخاذ مسار دبلوماسي إذا أظهرت إيران أنها مستعدة للقيام بذلك أيضا.
لكن سيطرة المتشددين في إيران (ليس في البرلمان فقط) لكن على قرار الدولة يرغبون في حسم كل الملفات وفق رؤيتهم (رفع العقوبات، التفاوض مع واشنطن، والأهم، تصوير فترة روحاني التي دامت ثماني سنوات على أنها وقت ضائع، وقد حذر روحاني (هذا الأسبوع، وبشكل غير مباشر) من التسرع في زيادة توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال روحاني: أشقاؤنا- المتشددون في مجلس الشورى الإيراني- يجب ألا يتخذوا قرارات متسرعة، في إشارة إلى قرار زيادة تخصيب اليورانيوم، وقال روحاني (عبر التلفزيون الرسمي): دع من يعرف شيئا عن الدبلوماسية يتعامل مع الأمور بالنضج والهدوء والاهتمام اللازمين.
وترى دويتشه فيله، أن حسن روحاني لن يصمد أمام المتشددين الذين يصعدون حفاظا على نفوذهم في الداخل، وأن الأمل الوحيد لانتصار صوت الاعتدال في إيران هو مبادرة بايدن بدفع طهران لإعادة التفاوض بعيدا عن العقوبات التى فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومن ثم احتواؤها اقتصاديا، فضلا عن تمكين جيرانها، لاسيما المحيط العربي من التفوق عليها عسكريا واقتصاديا لردعها.
ووفي بيان مشترك، انتقدت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بوضوح خطط إيران لتوسيع برنامجها النووي، حيث تريد إيران إضافة المزيد من أجهزة الطرد المركزي إلى مصنعها لتخصيب اليورانيوم في نطنز، ووصفت متحدثة باسم وزارة الخارجية في برلين الخطط بأنها "مقلقة للغاية"، فيما طالب البيان الثلاثي إيران إلى عدم تنفيذ هذه الخطوات إذا كانت تريد بجدية الإبقاء على مساحة الدبلوماسية، ما يؤكد الرغبة الغربية في منع إيران من تطوير قنبلة نووية.