أثارت ممارسات ميليشيا الحوثي الإرهابية الأخيرة موجة واسعة من الإدانة سواء على الصعيد العربي أو الدولي، على خلفية استهداف منشآت مدنية في إمارة أبو ظبي، ما أسفر عن انفجار ثلاثة صهاريج محروقات بترولية، ومقتل وإصابة أربعة أشخاص.
وتباينت تصريحات الإدانة من التنديد بالأعمال الإرهابية المستمرة لميليشيا الحوثي في اليمن، إلى التحذير من تداعيات ذلك على سلامة وأمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر واستقرار المنطقة بأسرها.
وفيما حذرت الولايات المتحدة، على لسان القائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن، كاثرين ويستلي، من تداعيات «الأعمال العدائية للحوثي، التي تتسبب في زعزعة الأمن وتهديد الاستقرار»، دان السكرتير العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، استهداف مطار أبو ظبي الدولي والمنطقة الصناعية المحيطة.
وقال، في بيان الإثنين: «إن القوانين الإنسانية الدولية تحرم الهجمات على المنشآت المدنية والبنية التحتية»، داعيًا كافة الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفط، والعمل على وقف التصعيد، في ظل التوترات المتنامية بالمنطقة.
دعوة للمواجهة
وعلى الصعيد العربي، دعا الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي للوقوق صفًا واحدًا أمام ما وصفه بـ«العمل الإرهابي» الذي استهدف الإمارات، صباح الإثنين.
وشدد البرلمان العربي على أن «ما حدث يمثل اعتداءً إرهابيًا جبانًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية كافة، ويبرهن على إصرار هذه الميليشيات الحوثية الإرهابية على مواصلة اعتداءاتها الإجرامية الجبانة».
كما أدانت المملكة العربية السعودية بأقسى وأشد العبارات ما اعتبرته «هجوما إرهابيا تقف خلفه قوى الشر في اليمن متمثلة في ميليشيا الحوثي الإرهابية»، مؤكدة وقوفها التام مع الإمارات لمواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها.
اعتداء جبان
ومن جانبها، وصفت وزارة الخارجية الأردنية إطلاق طائرات مسيرة مفخخة من اليمن صوب الإمارات، بـ«الاعتداء الإرهابي الجبان»، مؤكدة أن أمن واستقرار الإمارات جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المملكة الهاشمية.
واعتبر مجلس التعاون الخليجي الهجوم ضد المنشآت الإماراتية، وما خلفه من مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخر، من «جرائم الحرب»، مطالبا بمحاسبة المسؤولين بما يتوافق مع القانون الدولي والإنساني.
واتفقت قطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت، على الرفض القاطع لأعمال العنف الإرهابية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي ضد الأهداف والمنشآت المدنية.
وأكدت البحرين أن «الاعتداء يمثل انتهاكا لكافة القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني، كما أنه اعتداء سافر على سيادة الإمارات»، فيما دعت الكويت المجتمع الدولي للتحرك الصارم ووضع حد لهذا السلوك «العدواني».
كما أبدت سلطنة عمان تأييدها لأي إجراءات ستتخذها الإمارات للحفاظ على أمنها واستقرارها، وشددت مصر كذلك على دعمها الكامل لما تتخذه أبو ظبي من إجراءات للتعامل مع أي استهداف إرهابي ضدها.
رسائل دموية
وإلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن « هذا التعدي السافر يندرج في سياق تهديد الأمن والاستقرار في الإمارات ويأتي ضمن مخطط يهدف إلى البلبلة وتوجيه رسائل دموية».
وفي السياق ذاته، دانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الاعتداء الحوثي، قائلة إن «ميلشيا الحوثي تمادت في عملياتها الإجرامية باستهداف المنشآت المدنية».
أما اليمن فاعتبرت أن «الاستهداف يعكس تخبط الميليشيا الحوثية، المدعومة من إيران وإحباطها بعد هزائمها في جبهات القتال بمحافظتي مأرب وشبوة».
وكانت شرطة أبو ظبي قد أعلنت، صباح الإثنين، عن وقوع انفجار في ثلاث صهاريج لنقل المحروقات في منطقة مصفح، ووقوع حريق آخر في منطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبو ظبي الدولي.
وتشير التحقيقات الأولية إلى رصد أجسام طائرة صغيرة، يُحتمل أن تكون لطائرات بدون طيار، وقعتا في المنطقتين قد تكونان تسببتا في الانفجار والحريق.
وأعلنت ميليشيا الحوثي، عبر قناة «المسيرة» الفضائية التابعة لها، مسؤوليتها عن عملية نوعية استهدفت العمق الإماراتي.