معارك البشر تنتقل خارج الأرض.. هذا هو العنوان العريض لحروب المستقبل، والتي يبدو أنها بدأت بالفعل، في ظل رفع ميزانية التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي والإنترنت لدى جيوش العالم.
وبحسب «بي بي سي»، فإن آليات الصراع الرئيسة بين الغرب وروسيا أو الصين الجديدة، تم تطويرها والتدرُّب عليها ونشرها.
فروسيا على سبيل المثال أجرت في نوفمبر الماضي تجربة صاروخية فضائية، استهدفت أحد أقمارها الصناعية ودمرته، كما اختبرت الصين صواريخها المتطورة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، بالإضافة إلى أن الهجمات السيبرانية باتت حدثا يوميا منتظما.
وتقول ميشيل فلورنوي، المسؤولة الاستراتيجية لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) سابقا: إن الدول الغربية صبت كل تركيزها على الشرق الأوسط منذ عام 2000، في انشغال بالغ ما سمح لخصوم الشرق بتحقيق طفرة تكنولوجية في التسليح.
وأضافت: نحن أمام منعطف استراتيجي حيث نخرج، أدركت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاؤهما، بعد عقدين من الزمان أننا الآن في منافسة جادة للغاية مع قوى كبرى، فالانغماس بالشرق الأوسط الكبير، سمح للدول الخصوم دراسة الطريقة الغربية في الحرب».
ميا نوينز، كبيرة الباحثين والزميلة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (آي آي إس إس)، تقول إن الصين تعمل على البيانات لتحقيق ميزة عسكرية.
وأضافت أن جيش التحرير الشعبي الصيني، أنشأ وكالة جديدة تحمل اسم قوة الدعم الاستراتيجي، ومهمتها دراسة الفضاء والحرب الإلكترونية والقدرات السيبرانية، ما يشير إلى أن حروب المستقبل ستبدأ بهجمات إلكترونية ضخمة، وأن «تعمية» الخصم بقطع الاتصالات ستكون أهم ميزة عسكرية.
ويقول فرانز ستيفان غادي، المتخصص في الحرب المستقبلية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنه يمكن للهواتف شن هجمات سيبرانية، إذ إن القوى المتحاربة تعمل على استثمار القدرات الإلكترونية الهجومية، وأيضا التشويش على الأقمار الصناعية وقطع الاتصالات.