شدد السفير الأمريكي لدى المملكة العربية السعودية جون أبي زيد، على ضرورة التوصل إلى حل سلمي يحسم الصراع الدائر في ليبيا، منذ نحو 10 سنوات، وحذر السفير الأمريكي (على هامش مؤتمر صحفي -عن بعد- للحديث عن العلاقات السعودية- الأمريكية، بمناسبة مرور 75 عامًا على اتفاق الملك عبدالعزيز آل سعود، والرئيس فرانكلين روزفلت) من خطورة نقل المقاتلين إلى مناطق أخرى ذات أنشطة قتالية، في إشارة غير مباشرة إلى عمليات نقل المرتزقة والإرهابيين الذين تقوم بها حكومة الرئيس التركي رجب أردوغان.
ونبه السفير الأمريكي (خلال سؤال طرحته «عاجل»، مفاده: تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي ضد داعش، فكيف ترى عمليات نقل المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا من قبل تركيا؟) إلى أن عمليات نقل المقاتلين إلى ليبيا لن تساعد أي طرف؛ بدليل ما يحدث في سوريا وليبيا، وأنه لا بد من إيجاد فرص لوقف الأعمال العدائية.. الأمر أكثر أهمية، خصوصًا مع انتشار كوفيد-19.. لا بد من تنفيذ وقف الأنشطة العسكرية على نطاق واسع، والتركيز على القضايا الصحية التي نواجهها جميعًا.
وأكد السفير الأمريكي (خلال الحديث الذى تطرق إلى الأوضاع الميدانية الملتهبة في المنطقة، لا سيما الجرائم الإرهابية الحوثية ضد السعودية، وملفات شائكة عربيًّا) أن البحث عن حلول تفاوضية للأزمات المستعصية، ضرورة، وفيما يتعلق بمغامرات الرئيس التركي رجب أردوغان، قال السفير الأمريكي: بالتأكيد، تركيا أحد حلفائنا.. نحن في حديث مستمر معهم.. بالعكس، هم يتحدثون معنا باستمرار.. نأمل أن يسهم الأتراك بتوجهات إيجابية، ومباحثات لحل المشكلات سلميًّا.
يأتي هذا فيما تتواصل التعليمات التى يتلقاها زعيم ميليشيات الوفاق في ليبيا فايز السراج، من تركيا، آخرها الإملاءات التى قام بها الوفد الوزاري-الاستخباراتي التركي، الذي زار العاصمة الليبية، طرابلس، مؤخرًا؛ حيث طالبت أنقرة السراج برفض مبادرة جامعة الدول العربية للمشاركة في الاجتماع المرتقب الذي دعت إليه القاهرة من أجل مناقشة تطورات الأزمة الليبية.
وخلال الزيارة التى قام بها الوفد الوزاري التركي (ضم وزير الخارجية، مولود تشاووش أوغلو.. وزير المالية، برات ألبيراق.. مدير المخابرات، هاكان فيدان.. الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، السفير التركي لدى ليبيا سرحان أكسن)، فضلًا عن عدد من المستشارين والمسئولين الأتراك، تمت مناقشة الاتفاقات المشبوهة بين السراج-أردوغان، التى تشمل تسليم قاعدة (الوطية)، ومطار معيتيقة الدولي وميناء مصراتة البحري إلى تركيا، حتى تحولها إلى قواعد عسكرية دائمة لها في منطقة غرب ليبيا، كما تم السماح لتركيا بالسيطرة على 4 حقول غاز مكتشفة مؤخرًا قبالة سواحل صبراتة.
بدوره، تواصل حكومة أردوغان تمويل وتدريب ونقل الإرهابيين والمرتزقة من سوريا إلى ليبيا، ورغم تفتيش أكثر من 130 سفينة منذ بداية العملية الأوروبية (إيريني)، فإن مهامها تعتمد فقط على قطعتين بحريتين، وثلاث طائرات فقط؛ ما يحد من مساهمة الاتحاد الأوروبي في الجهود الإقليمية-الدولية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، عبر منع تهريب الأسلحة، والمرتزقة، ووقف تهريب النفط الليبي بمعرفة الحكومة التركية.