كيان البحر الأحمر يبدد الحلم الإيراني ويعيد الوئام لدول القرن الإفريقي

أبرزَ دور المملكة الفاعل في المنطقة وخطتها الطموحة لاستقرار القارة السمراء
كيان البحر الأحمر يبدد الحلم الإيراني ويعيد الوئام لدول القرن الإفريقي

إعلان المملكة اليوم تأسيس كيان لدول البحر الأحمر، أغلق الطريق على الذين يحاولون إثارة القلاقل في المنطقة، وأكد دور المملكة الفاعل، الذي تثبت يومًا بعد الآخر حرصها على استقرار العالم العربي، ولفت أنظار العالم إلى الخطر الإيراني والتركي، فضلًا عن إعادة الوئام إلى دول القرن الإفريقي، عبر عدة خطوات كان آخرها رعايتها للاتفاق التاريخي الذي تم بين جيبيوتي وإريتريا، والذي أنهى سنوات من الصراع بين البلدين.

وسيحقق الكيان حديث النشأة، رؤية المملكة وحرصها على تحقيق الاستقرار والتنمية في دول المنطقة، التي لديها أطول سواحل على البحر الأحمر ومشاريع ضخمة على شواطئه، كما أنه سيساعد، على تحقيق اكتشافات نفطية جديدة على غرار ما يجري بالبحر الأبيض المتوسط.

ويُضاف الدور السعودي في إنجاح هذا التجمع وخروجه بتشكيل هذا الكيان المُفيد لهذه الدول، للدور الذي تنتهجه المملكة خلال السنوات الأخيرة في إعادة ربط دول المنطقة ببعضها، وإزالة الخلافات التي من شأنها أن تُمكن أعداء المنطقة من دَبِّ الفُرقة وعدم الاستقرار بها.

فقد نجحت الدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في إذابة جبل الجليد بين دولتي إريتريا وجيبوتي، وإنهاء الخصام الذي دام لعشر سنوات. حيث استجاب رئيسا الدولتين لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بعقد اجتماع بمدينة جدة بينهما برعاية المملكة في سبتمبر الماضي؛ لفتح صفحة جديدة بين البلدين، وهو ما يؤكد حرص واهتمام السعودية بالسلام والاستقرار في المنطقة.

ووصف خبراء هذا الأمر، بأنه بمثابة نجاح للمملكة فيما فشل فيه الكثيرون، ودلالة على اهتمام السعودية بتنقية الأجواء بين الدول المتناحرة بالمنطقة؛ للمساهمة في عملية التطوير والتنمية التي تنشدها للمنطقة.

علاقات إيجابية

وضمن رؤية المملكة لإعادة صياغة شكل التعاون المشترك مع القارة الإفريقية، وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع نائب رئيس مجلس الوزراء، عددًا من المسؤولين بالقيام بزيارات إلى دول البحر الأحمر الإفريقية ودول القرن الإفريقي، في إطار رؤية المملكة الشاملة لتوطيد العلاقات مع هذه الدول وجعلها أكثر إيجابية ومتميزة؛ بهدف التنمية والتعاون المشترك مع القارة الإفريقية.

ووصف الخبراء، هذه الزيارات بالانعطافة الجديدة والهامة في علاقات المملكة مع دول القرن الإفريقي، مُرجعين هذا الأمر لعدة نقاط أهمها السعي لزيادة التنمية واستثمارات المملكة بهذه الدول، ولدحض التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة.

وتستمد منطقة القرن الإفريقي أهميتها أساسًا من ارتباطها الوثيق بالبحر الأحمر الذي يمثل مركز التجارة الدولية؛ حيث نقطة الالتقاء بين الشرق والغرب، ما دفع المملكة لأن تُوليها اهتمامًا خاصًا نظرًا لقربها الجغرافي ولأهمية موقعها الاستراتيجي، ولوقف التغلغل الإيراني في دول جنوب البحر الأحمر.

كما أن القلق على أمن مضيق "باب المندب"، الممر الحيوي لمعظم حركة التجارة العالمية، وما نتج عن محاولة الميليشيات الحوثية السيطرة على هذا الممر، بعد سقوط ميناء الحديدة اليمني في أيديهم، دفع المملكة إلى فطنة هذا الأمر ومحاولة مواجهته عبر اتحادات من شأنها مواجهة تلك الأطماع.

واعتبر محمد حبيب، أستاذ القانون بجامعة أديس أبابا، أن توسع المساحات التي تنشط فيها عصابات القرصنة البحرية وما تمثله من تهديد لأمن التجارة الدولية في هذا مضيق باب المندب ومسؤولية هذه الدول في تنسيق عمليات المراقبة ومكافحتها، يمثل كذلك عاملًا قويًّا لتقارب المملكة مع دول القرن الإفريقي، والذي يهدف أيضًا إلى مكافحة ظاهرة تهريب السلاح المنتشرة والمتنامية في المنطقة، نتيجة طول الحدود البرية بينها، أو عبر البحر.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa