«لوموند» الفرنسية ترصد أجواء إقالة «جون بولتون» وتفسر قرار ترامب

اعتمدت على «نيويورك تايمز.. واشنطن بوست.. وول ستريت جورنال»
«لوموند» الفرنسية ترصد أجواء إقالة «جون بولتون» وتفسر قرار ترامب

حاولت صحيفة «لوموند» الفرنسية، تحليل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون، بإطلالة على الصحف الأمريكية التي اختلفت في طرحها لأسباب الإقالة التي أخذت شكل «الاستقالة».

وفيما أرجع محللون إقالة جون بولتون إلى «كثرة الخلافات السياسية بينه وبين الرئيس الأمريكي، وإلى تأكيد أن قرار الإبعاد لن ينهي الفوضى التي يشهدها البيت الأبيض»، فقد قالت أطراف أخرى إن ترامب يريد أن يظهر منفردًا في تسيير ملف السياسة الخارجية.

وربطت هذه الأطراف بين حرص ترامب وقرب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي يرغب الرئيس الأمريكي من خلالها في الحصول على دورة جديدة.

وفي تسليطها الضوء على ما كتبته وسائل الإعلام الأمريكية حول هذا القرار، قالت صحيفة «لوموند»: «لم يتفق الرئيس ومستشاره بولتون حول ملفات كوريا الشمالية وإيران وأفغانستان وفنزويلا وروسيا على أي شيء.. واستقالة بولتون لم تفاجئ واشنطن».

ونقلت عن صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب وبولتون أعلنا عن خلافاتهما في وجهات النظر حول معظم قضايا السياسة الخارجية، لا سيما في ضرورة تغيير النظام في إيران، وملف أوكرانيا والتعامل مع موسكو في هذا الشأن، وكذلك الموقف تجاه كوريا الشمالية.

وبينت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي يسعى إلى إبرام اتفاق مع الكوريين الشماليين وحركة طالبان الأفغانية، ولا يميل إلى الغضب من الكرملين، في حين أن نقاط التقارب الوحيدة بين ترامب وبولتون كانت انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية والسياسة تجاه إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى «الاختلافات الفلسفية العميقة» بين الرجلين قائلة: «رأى بولتون أن وظيفته وسيلة لمنع ترامب من عقد صفقات سيئة مع أعداء الولايات المتحدة.. في الوقت نفسه، على الرغم من الخطب الشديدة الحماسة، كان ترامب دائمًا يشك في أهمية المغامرات العسكرية، في حين كان بولتون -الذي تولى منصبه في مارس 2018- واحدًا من أقوى الصقور الأمريكيين الذي يدعون إلى التدخلات العسكرية.

ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أنه «على سبيل المثال، مستشار الأمن القومي المستقيل عارض بشكل خاص انسحاب القوات الأمريكية من سوريا كما وعد الرئيس»، فيما قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن «سياسة بولتون تتناقض مع الحاشية المحيط بترامب التي تبارك أي قرار يتخذه الرئيس، وإن بولتون رجل ذو قناعة، وتصريحاته قد تزعج البيت الأبيض في الأسابيع المقبلة، خاصةً إذا رأى أن ترامب يستسلم لأعداء البلاد».

وتظهر الاستقالة قبل كل شيء، سيطرة ترامب على السياسة الخارجية الأمريكية، لكن هذا الرحيل لن ينهي الفوضى التي تسود البيت الأبيض في السياسة الخارجية، وحتى عندما يسعى ترامب إلى تحقيق أهداف جديرة بالثناء -مثل إقناع الدكتاتور الكوري الشمالي بالتخلي عن أسلحته النووية، والتفاوض مع طالبان للسماح للجنود الأمريكيين بمغادرة أفغانستان- فإن نهجه المتعدد الجوانب وعدم صبره، يحولان الأزمات ضده بغض النظر عن مستشاريه.

وقالت الطبعة الأمريكية من «جارديان» عبر تحليل مشابه: «ربما يكون مستشار الأمن القومي المقبل يدفع باتجاه أكثر دبلوماسية وأقل عسكرية، لكن سيتعين عليه الذهاب مع ترامب أينما يريد، وستستمر السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الاهتزاز من طرف إلى آخر». وتذكر الصحيفة أيضًا أن ترامب الذي يسعى إلى إعادة انتخابه عام 2020، يريد نشر تقييم شخصي للسياسة الخارجية، وهذا الهدف حال دون استمرار بولتون.

أما صحيفة «وول ستريت جورنال»، فكانت أكثر تطرفًا في تحليلها، وترى أنه «بعدم وجود بولتون في البيت الأبيض، أصبح العالم الآن أكثر خطورةً». وبالنسبة إلى اليومية الأمريكية التي تتقاسم آراء المستشار السابق، ارتاح خصوم أمريكا من واحد ممن يقيدون غرائز ترامب وتقلبه في قضايا الأمن والمساومة».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa