بالتوازي مع اعترافاته المثيرة عن أخطاء تيار الصحوة بحق المجتمع السعودي، أقر الداعية الدكتور عائض القرني، خلال ظهوره عبر برنامج «الليوان» على شاشة «روتانا خليجية»، مساء أمس الإثنين، بمحورية الشعور الوطني في حياة الشعوب، معتبرًا أن الانجراف وراء فكرة الأممية الإسلامية، التي تتبناها حركة الإخوان المسلمين، أضر كثيرًا بشباب الوطن ومستقبلهم.
وأنهى هجوم القرني على أفكار الإخوان المسلمين، محاولات الجماعة الدائمة لتصنيفه واحدًا من رجالها في مواجهة الدولة السعودية، فضلًا عن سعيها المستمر لتوظيف شعبيته في خدمة أهدافها السياسية، في إطار ما يُعرف بـ«الدعاية السوداء».
وتحدث القرني مطولًا للإعلامي عبدالله المديفر عن أخطاء تيار الصحوة، مقدمًا اعتذاره للمجتمع السعودي على ما أصابه من أضرار، غير أنه ذكر أن الصحوة كظاهرة لم تنزل على المجتمع السعودي بـ«باراشوت» من الثريا أو المريخ، بل هي ظاهرة اجتماعية كانت في عهد الملك فهد- رحمه الله-.
وقال: «لذلك ينبغي توخي الدقة والإنصاف في الحكم عليها»، موضحًا أنها ظاهرة عالمية كتب عنها الفرنسيون والإنجليز.
ونوه القرني بأن الصحوة ليست امتدادًا لثورة الخميني، بل ربما كانت ردًا على هذه الثورة، موضحًا أن الصحوة كانت موجة كبيرة دخل فيها الكثير من الأطياف، مثل المستقلين والإخوان والسروريين.
وأشار إلى أن الدولة أوقفت الصحوة؛ نتيجة للملاحظات التي ظهرت عليها؛ لأنها تجاوزت الخطوط الحمراء.
وأكمل الشيخ القرني: «خطاب الصحوة حرّم على الناس مظاهر الفرح من باب الالتزام القوي والشدة، وفي الزواجات استبدلوا الأناشيد والفرح بالوعظ، وبعد ما كبرنا ونضجنا اكتشفنا هذه المآخذ».
وتابع: «الصحوة في جوانب منها أخذت دور هيئة الأمر بالمعروف، وتم تهميش دور العلماء الكبار، ومن أخطائها انتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، وكذلك الفظاظة والغلظة في الخطاب، وكأنه ما فيه غير نار بدون جنة، وعذاب بدون رحمة»، مُرجعًا هذه المظاهر للبُعد عن كبار العلماء وقلة التجربة، مع قلة العلم.
وشدد الشيخ القرني، على أن تقسيم الناس لملتزم وغير ملتزم؛ اعتمادًا على المظاهر مثل اللحية والثوب، من الأخطاء التي يجب معالجتها بجرأة وصراحة، مُتابعًا: «هذا حصل بالفعل من بعض أتباع الصحوة».
وأشار إلى أن تأثر رموز الصحوة بفكرة الأممية لدى الإخوان، أدى لتراجع فكرة الوطنية للوراء، وهذا خطأ تم تداركه فيما بعد، كما أنها بعدما أصيبت بالتشدد صارت ترى سلبيات الدولة فقط، ولا تنظر إلى إيجابياتها، وهذا سبب الصدام والسجون والإيقاف.
وأوضح أنه من الأخطاء الجوهرية الكبرى للصحوة، مواجهة الدولة وقيامها بالتحريض عليها، وكذلك تهميشها للعلماء، ما أدى إلى تفاقم هذه المشكلة.