لم يمر يومان على تغريدة للإعلامي العراقي أحمد عبدالصمد، التي هاجم فيها زينب ابنة قاسم سليماني، عقب مناشدتها زعيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله بالثأر لوالدها، موضحًا لماذا لم توجِّه نداءها إلى المرشد الإيراني علي خامنئي؟، حتى وُجد الصحفي مقتولًا في البصرة أمس الجمعة.
وأظهر فيديو، تعرُّض عبدالصمد مراسل قناة «دجلة»، لرصاصة مباشرة في الرأس قضت على حياته، وفيما كانت الدماء تسيل على وجهه، بقي هو جثة هامدة وهو جالس بالمقعد الأمامي في السيارة بجوار السائق، وهو مصور يُدعى صفاء غالي، الذي أصيب أيضًا وتوفي متأثرًا بإصابته.
وفي آخر تغريدة له قبل يومين، وفي ظل التطورات الأخيرة التي طرأت على المنطقة مع مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بضربة أمريكية في محيط مطار بغداد يوم 3 يناير الماضي، مع نائب ميليشيا الحشد الشعبي في العراق أبومهدي المهندس، غرَّد عبدالصمد عبر حسابه على تويتر قائلًا: ليس غريبًا أن تقوم ابنة المقتول سليماني بمناشدة حسن نصر الله بالأخذ بثأر والدها، ولم تناشد خامنئي باعتباره المعني، والسبب أن الإيرانيين أخبروها بأن تقوم بذلك لكسب العطف، وفعلًا حسن نصر الله وبعض البرلمانيين بلعوا الطعم.. إنهم يستغلون كل شيء من أجل الحرب بالوكالة؛ دون أن يخسروا.
وناشدت زينب سليماني في الأيام الماضية، شخصيات موالية لإيران بالثأر لمقتل والدها. وطالبت، خلال كلمة ألقتها في تشييع والدها بطهران الإثنين، كلًا من حسن نصر الله أمين عام حزب الله في لبنان، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالإضافة إلى زياد نخالة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وبشار الأسد رئيس النظام السوري، فضلًا عن هادي العامري زعيم منظمة بدر، وعبدالملك الحوثي زعيم ميليشيات الحوثي في اليمن، بالرد على مقتل أبيها. كما وجَّهت، الأحد، تحية إلى نصر الله، مناشدة إياه الثأر. وقالت: «سلامنا إلى عمنا العزيز السيد حسن نصر الله، الذي أعلم أنه سيثأر لدم والدي»، وفق تعبيرها.
يُشار إلى أن عمليات اغتيال الناشطين والإعلاميين والصحفيين في العراق، الذي يشهد منذ الأول من أكتوبر موجة احتجاجات واسعة انطلقت من العاصمة بغداد لتتسع إلى محافظات الجنوب، مطالبة بإسقاط نظام المحاصصة والفساد، طالت حتى الآن 17 منهم.