بهذه الأخطاء أصبحت إسبانيا بؤرة لتفشي فيروس كورونا المستجد

فتح المنشآت الرياضية.. والاحتفال بيوم المرأة من بينها..
بهذه الأخطاء أصبحت إسبانيا بؤرة لتفشي فيروس كورونا المستجد

ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، الأخطاء التي وقعت فيها إسبانيا، وحالت دون كبح استشراء فيروس كورونا المستجد، الذي حصد عشرات آلاف الأرواح حول العالم.

وفي مقال نشرته الصحيفة، اليوم الخميس، تناول الكاتب الصحفي جيل تريمليت، تلك الأخطاء، مشيرًا إلى أن الأرقام التي نشرتها السلطات في إسبانيا الأربعاء تظهر أن عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس لديها قد تجاوز حصيلة الصين، بعد أن بلغ عدد الوفيات 3434 شخصًا.

وفي ذات الأثناء أعلن وزير الصحة الأسباني سلفادور إيلا، شراء حكومته معدات وأدوات طبية بقيمة 432 مليون يورو من الصين، في سياق العمل على محاربة الفيروس المستجد.

وأكد الكاتب، أن هذه المؤشرات تؤكد أن إسبانيا في مرحلة تعتبر من أحلك اللحظات في تاريخها الحديث، قائلًا: لقد عاينت إسبانيا وعن كثب ما حدث بالصين وإيران وحتى إيطاليا التي لا تبعد عنها سوى 640 كلم؛ حيث سجلت إيطاليا حالات وفيات أثارت هلع الدول الأوروبية المجاورة، وبالأخص إسبانيا. 

وأضاف الكاتب، أحد الأسباب المفسرة لتفشي الوباء في إسبانيا، هو لاستجابة المتأخرة في البلاد لوأد كورونا حين كان في بداية استشرائه وتفشيه؛ حيث كانت السلطات تعتقد أن إسبانيا بعيدة عن الخطر الداهم. 

ولفت الكاتب إلى أنه في 9 فبراير، عرفت إسبانيا بعض حالات الإصابة بكورونا، ولكن بعد ستة أسابيع شاهدنا إعلانات لمئات الوفيات، وبلغ عدد من قتلهم الفيروس ثلاثة أضعاف نظيره في إيران وبـ40 مرة أعلى من الصين. 

وحسب الكاتب، فإنه في 19 من فبراير الماضي جرت مباراة كرة قدم حضرها آلاف الأشخاص كانوا يهتفون ويصرخون ويعانق بعضهم بعضًا، وفي ذلك المساء تفوق فريق أتلانتا على ضيفه فالنسيا بـ4 مقابل 1، وكان بالمدينة التي جرت على أرضها المقابلة أكثر من 40 ألف شخص شاهدوا المقابلة، كما حضر 2500 من مشجعي فريق فالنسيا قدموا من إسبانيا لمؤازرة فريقهم، وقضوا ساعات طويلة من الاحتفال في شوارع ميلانو قبل التوجه عبر قطار الأنفاق ووسائل النقل العام الأخرى نحو الملعب.

وأضاف: بعد المباراة صار هنالك حديث عن دور لتلك المباراة في زيادة انتشار الفيروس بإسبانيا. وبعدها بأيام فقط أعلن نادي فالنسيا الإسباني قبل أسبوع أن 35% من لاعبيه وموظفيه مصابون بفيروس كورونا، وهم معزولون في منازلهم وكلهم دون أعراض ظاهرة.

وتابع الكاتب سرد أسباب المرض في إسبانيا، قائلًا: في 8 مارس، قبل أسبوع واحد فقط من قرار فرض حالة الطوارئ في البلاد جرت أحداث رياضية وعقدت مؤتمرات لأحزاب سياسية وخرجت مسيرات حاشدة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة.. وبعد ثلاثة أيام، استضاف فريق ليفربول الإنجليزي نظيره أتلتيكو مدريد في مباراة من العيار الثقيل على ملعب أنفيلد، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وجاء حوالي 3 آلاف من مشجعي أتلتيكو لحضور المباراة.

وأكد الكاتب، أن تحركات الحكومة الإسبانية، جاءت متأخرة وبعد أن استفحل الوباء في أرجاء البلاد، التي لم تكن مهيأة فعلًا بسبب افتقارها إلى المعدات الطبية الأساسية، فضلًا عن أجهزة التنفس الاصطناعي والملابس الواقية الخاصة بالأطباء، فتدخلت الحكومة الصينية وتدفقت المعدات من أقنعة وغيرها. 

وقال الكاتب: إن فيروس كورونا أماط اللثام عن عيوب كبيرة في هيكلية نظام الرعاية الصحية في إسبانيا، فقد فوجئت عناصر من الجيش الذي يشارك في تطهير دور الرعاية بالبلاد بوجود مرضى مسنين مهملين تمامًا، فضلًا عن آخرين تركوا للموت على أسرتهم في بعض الأحيان؛ حيث إن العاملين في بعض دور الرعاية غادروا بعد اكتشاف وجود فيروس كورونا في المرافق التي يعملون بها، ومن جانب آخر تشكو كثير من إدارات دور الرعاية الخاصة بالمسنين من نقص الموظفين.

ويعتقد الكاتب، أنه مع انتهاء الأزمة الحالية، سوف تخرج إسبانيا منهكة للغاية، فعندما ضربت الأزمة المالية عام 2008، ارتفعت البطالة إلى 27٪، وقفز الدين العام إلى الأعلى وكان الانحدار نحو الركود من بين الأسوأ في أوروبا، مؤكدًا أن هذا السيناريو سيحدث هذا العام.

اقرأ أيضًا: 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa