كلف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، السياسي الوسطي والإعلامي الشهير يائير لابيد، بتشكيل حكومة جديدة للبلاد، بعد أن فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، في هذه المهمة.
ورغم الصعوبات التي يعلم لابيد أنه سيواجهها من أجل تأمين دعم برلماني كافٍ لتشكيل حكومة بديلة، رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن نجاحه في المهمة يعني بلا شك الإطاحة بنتانياهو.
ومع انتهاء المهلة النهائية المحددة بتقديم التشكيل النهائي للحكومة، والمقررة مساء أول من أمس الثلاثاء، ستخضع مهارات لابيد السياسية وإخلاصه إلى الاختبار. ولابيد هو زعيم حزب «هناك مستقبل»، وفاز بـ17 مقعدًا في الانتخابات الأخيرة، التي تعد الرابعة في إسرائيل خلال العامين الماضيين.
ويواجه لابيد تحديًّا يتمثل في جسر الخلافات الأيديولوجية بين الأحزاب، التي يمكنه أن يطلب منها الانضمام إلى ائتلاف لتشكيل الحكومة. وفي حال فشل في تأمين أغلبية في البرلمان، المكون من 120 مقعدًا، فهناك خطر أن تضطر إسرائيل إلى إجراء خامس انتخابات في عامين.
وأدار لابيد حملة هادئة تدعو للمحافظة على الديمقراطية الليبرالية، وإحباط هدف نتنياهو المعلن، المتمثل في تشكيل حكومة مكونة من أحزاب يمينية ودينية، تعتمد على الحاخامات الأرثوذكس المتطرفين والقوميين المتطرفين.
كما طالب بحماية القضاء من نتنياهو، الذي يواجه اتهامات بالفساد والرشى، ويسعى، بالتعاون مع حلفائه من اليمين المتطرف، لكبح سلطات المحكمة العليا وتأمين نوع من الحصانة ضد محاكمته.
واعتبر لابيد الائتلاف الذي يسعى نتنياهو لتشكيله «متطرف ومعادي للمثليين وشوفيني وعنصري ومعادي للديمقراطية»، وقال: إنها «حكومة لا تمثل الطبقة العاملة ومن يدفع الضرائب ولا تعتقد في حكم القانون».
وشغل لابيد منصب وزير المالية في حكومة شكلها نتنياهو بالعام 2013، وقام بإصلاحات تهدف إلى تقاسم العبء القومي بشكل متساوٍ بين التيار الرئيسي في الإسرائيليين والرجال الأرثوذكس المتطرفين الذين يختارون دراسة التوراة على العمل والخدمة العسكرية، ويعتمدون على مدفوعات الأعمال الخيرية والرعاية الاجتماعية.
وخاض حزب «هناك مستقبل» ثلاثة سباقات انتخابية في عامي 2019 و2020، في إطار تحالف باسم «أبيض وأزرق» بقيادة بيني غانتز.
وبنى لابيد مسيرة ناجحة في الصحافة وتقديم البرامج التلفزيونية، وكان هو مفاجأة انتخابات العام 2013، حينما تجاوز حزبه التوقعات وجاء في المركز الثاني.
وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، فقد تمسك بموقف وسطي، وله مواقف آمنة ضمن الإجماع اليهودي الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه أعلن دعمه لحل الدولتين لكنه يعارض أي تقسيم للقدس.
اقرأ أيضًا: