في ظل حالة الهلع التي سيطرت على العالم من جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، الذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا؛ فتح البحث الحثيث عن لقاح فعال لعدوى الوباء الذي ظهر في الصين ديسمبر الماضي، الباب أمام الترويج لعلاجات وهمية، كان صوت الساسة فيها هو الأعلى من توصيات الأبحاث أو الاختبارات الطبية.
البداية، بطبيعة الحال، جاءت على وقع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتماد عقار «هيدروكسي كلوروكين» المعالج لداء الملاريا، للوقاية من فيروس «كوفيد-19»، ضمن سلسلة العلاجات التي تقرها أبحاث طبية.
لقاح الملاريا
وكشفت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن توصيات ترامب باستخدام عقار الملاريا لا يعد التوجه المثير للجدل، بقدر اعتماد اليمين في الولايات المتحدة على بيع «زيت الثعبان»، ضمن إجراءات الوقاية من العدوى.
وعلى الرغم من قيادة ترامب جبهة الترويج لعقار «هيدروكسي كلوروكين» باعتبار أنه يشبه المعجزة في التعامل فيروس كورونا، فإن الدراسات المتعددة لم تثبت حتى الآن أي فائدة من الدواء تجاه كورونا.
واستبق الرئيس الأمريكي الاختبارات المعملية بخطوة، الاثنين الماضي، حيث اعترف بأنه تناول دواء هيدروكسي كلوروكين، من أجل الوقاية من العدوى، رغم تحذيرات طبية من استخدامه كدواء وقائي ضد الفيروس الجديد، معقبًا: «تناولته خلال الأسبوع والنصف الماضي، بمعدل قرص يوميًّا».
وتمسك ترامب، خلال زيارة لمجلس الشيوخ «الكونجرس»، بقرار استخدام العقار الخاص بعلاج الملاريا، مشددًا على أن الأمر يرجع إلى الأفراد لاتخاذ قرارهم في هذا الشأن.
حقن المبيضات
وأضاف الرئيس الأمريكي، في تصريحات للصحفيين، أنه يعتقد أن عقار هيدروكسي كلوروكين «يعطيك مستوى إضافيًّا من الأمان»، لكنه لم يقدم أي دليل على ذلك، مضيفًا: «سيتعين على الناس أن يتخذوا قرارهم بأنفسهم».
وعلى الرغم من دفاع ترامب المستميت عن الدواء، حذرت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية «إف دي إيه» من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة التي قد تنجم عن استخدام هذا العقار لعلاج مرضى كوفيد-19.
وربما يبدو لقاح الملاريا أهون كثيرًا من اقتراحات ترامب للعلاج من العدوى، في وقت سابق؛ حيث أصر على تجاهل الأبحاث الطبية، واقترح في أبريل الماضي، أنه يمكن محاربة الفيروس عن طريق حقن الناس بمبيض.
ماء الجافيل
والعلاجات الوهمية في البلد الأكثر تقدمًا في العالم، لم تتوقف عند حدود حقن المبيضات أو زيت الثعبان أو حتى جدوى لقاح الملاريا، كما لم تعد حكرًا على اليمين وحده؛ حيث أضاف التقرير البريطاني: «هناك بالطبع أناس من اليسار، يبيعون علاجات وهمية أيضًا، إلا أن تأثير اليمينيين تزايد خلال العقد الماضي».
ومنع القضاء الأمريكي، في أبريل الماضي، بيع علاج يقدم على أنه يعالج من فيروس كورونا، وتروج له مجموعة تحمل اسم «كنيسة التكوين»، ويحتوي بشكل أساسي على ماء الجافيل، وهو محلول مؤكسد يشيع استخدامه كمطهر ومبيض.
وفرضت محكمة فيدرالية في فلوريدا، حظرًا مؤقتًا على بيع هذا المنتج الذي يطرح على أنه محلول معدني عجائبي، ويشفي -بحسب ما ورد على موقع المروجين له- 5% من الأمراض العالمية، ومنها السرطان والإيدز والكوليرا، فضلًا عن «كوفيد-19».
ويصف أنصار ماء الجافيل المنتج بأنه «مقدس» لكن وزارة العدل الأمريكية التي تقف وراء الملاحقات، كشفت أن هذا الماء هو في الحقيقة منتج كيميائي يتحول عند مزجه بمادة فاعلة مرافقة له إلى ماء جافيل، فيما حذرت الوكالة الأمريكية للأغذية والعقاقير، قبل سنوات عدة، بأن هذا المنتج قد يسبب الجفاف والتقيؤ الغثيان.
اقرأ أيضًا: