كشفت معلومات عن الأسباب التي دفعت كبير أطباء الجهاز التنفسي في روسيا، البروفيسور ألكسندر تشوتشالين، إلى الاستقالة من منصبه، وقالت معلومات، اليوم الجمعة، إن تشوتشالين اعترض بشدة على ما وصفها بـ«الانتهاكات الجسيمة لأخلاقيات مهنة الطب، التي حصلت نتيجة الاستعجال في إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد»، في إشارة إلى اللقاح الروسي الجديد «Sputnik V».
وكان البروفيسور ألكسندر تشوتشالين يعمل قبل استقالته في مجلس الأخلاقيات التابع لوزارة الصحة الروسية، وذلك قبل موافقة المجلس على تسجيل اللقاح الروسي الجديد «Sputnik V»، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي أوضحت أن البروفيسور الروسي فشل في منع تسجيل اللقاح لأسباب تتعلق بالسلامة، ومن ثم ترك مجلس الأخلاقيات.
يأتي هذا، فيما أكدت وزارة الصحة الروسية أن لقاح «Sputnik V»، الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء الماضي، ليس مضمون الفعالية حتى الآن، بسبب نقص الدراسات بشأنه، وذكرت في تحقيق نشرته على موقعها، أن اللقاح لا يناسب البالغين أقل من 18 ولا أكثر من 60 عامًا، ولا الحوامل من النساء أو المرضعات، أو الذين يعانون من قائمة طويلة من الأمراض الأساسية.
وكشفت وزارة الصحة الروسية عن أعراض لقاح «Sputnik V» التي تشمل: «تورم وحكة في موقع التطعيم، وانخفاض بالشهية، مع ارتفاع في الحرارة، إضافة إلى الشعور بالخمول، والصداع والإسهال، مع أعراض أخرى شبيهة بأعراض الزكام، وذكرت أن معظم هذه الأعراض خفيفة أو معتدلة، إلا أن شهادة تسجيل اللقاح، تضمنت أنه لا يمكن تحديد السلبيات بدقة أكبر، بسبب قلة العينة المحدودة من المشاركين، في إشارة إلى الاختبارات التي جرت على 38 متطوعًا لمدة 42 يومًا؛ حيث تم تسجيل 144 حدثًا سلبيًا، استمرت 30 منها للآن.
من جانبه، بادر البروفيسور ألكسندر تشوتشالين، بالاستقالة عندما سأل الخبيرين الصحيين عن حقيقة اجتياز لقاح «Sputnik V»، جميع المسارات اللازمة التي وافق عليها تشريع الاتحاد الروسي والمجتمع العلمي الدولي، وعندما قال له إن اللقاح لم يمر بهذه المسارات أيقن على حد وصفه بأنه «تم انتهاك أحد المبادئ الأخلاقية للطب بشكل صارخ»، وقال: «أشعر بالحزن والاكتئاب بسبب موقف العلماء الذين يدلون بتصريحات غير مسؤولة حول اللقاحات الجاهزة».
وشدد البروفيسور ألكسندر تشوتشالين على ضرورة معرفة تأثير اللقاح على المدى الطويل، وهو ما لا يظهر على الفور، وقد يستغرق عاما أو عامين، متهما اثنين من الخبراء الرائدين المشاركين في تطوير اللقاح بالاستهزاء بأخلاقيات الطب بسبب تسريع إنتاج اللقاح، وهما البروفيسور ألكسندر جينسبرج والبروفيسور سيرجي بوريسيفيتش وهما من كبار علماء الأوبئة بالجيش الروسي.
وأشارت وزارة الصحة الروسية إلى ضرورة عدم تطبيق اللقاح على من يعانون من أمراض الكبد والكلى والسكري، إضافة لأمراض الصرع والسكتات الدماغية وأمراض الجهاز العصبي المركزي، والقلب والأوعية الدموية ونقص المناعة وأمراض الرئة والربو والأكزيما، موضحة أنه لم يتم إجراء أي بحث حول كيفية تفاعل اللقاح مع الأدوية الأخرى، أما الحصانة التي يؤمنها من كورونا المستجد، فأكد التقرير أن مدتها غير معروفة أي بعكس ما زعمه مسؤولون روس، بأنها تصل إلى عامين.
وبعد اطلاع بعض العلماء على تحقيق وزارة الصحة الروسية، والمستند إلى تقرير «معهد جاماليا» للأبحاث بموسكو، علق «François Balloux» البروفيسور في جامعة لندن، قائلًا إن التطعيم الشامل بلقاح لم يتم اختباره بشكل جيد «هو قرار غير مسؤول» وحذر بأن النتائج ستكون كارثية بسبب التأثير السلبي والمضر للقاح سبوتنيك 5 على الناس.
وكان من بين المتطوعين إحدى ابنتي الرئيس فلاديمير بوتين، الذي ذكر يوم إعلانه عن اللقاح أنها شعرت فقط بارتفاع الحرارة إلى 38 حين تم تطعيمها، وعادت 37 طبيعية في اليوم التالي، إلى أن حصلت على كمية من الأجسام المضادة، عندها سارت الأمور معها على ما يرام.
اقرأ أيضًا:
