رئيس الوزراء الأردني يعلّق على ملف الاقتصاد: تعاطينا الدواء المر

تنفيذ إصلاحات مالية صعبة لخفض الدين..
رئيس الوزراء الأردني يعلّق على ملف الاقتصاد: تعاطينا الدواء المر

قال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، اليوم الأربعاء: إنّ اقتصاد بلاده بدأ يتحسَّن بعد أقل من عام على الشروع في تنفيذ إصلاحات مالية صعبة مطلوبة لخفض الدين، وحاسمة لتحفيز النمو الذي تضرر بالصراعات في المنطقة.

وأضاف خلال مقابلة مع وكالة «رويترز»، أنّ بلاده ستعرض خلال مؤتمر المانحين الذي تستضيف العاصمة البريطانية غدًا الخميس، خطواتها والتزامها بتنفيذ الإصلاحات المالية والهيكلية التي يدعمها صندوق النقد الدولي والحاسمة لتحفيز الاقتصاد، لافتًا إلى أنّ القاعدة الضريبية الموسعة إلى جانب خفض الإنفاق العام زادت من إيرادات الدولة وقلَّصت الضغوط على موارد الدولة التي تكافح لكبح دين عام يبلغ نحو 40 مليار دولار.

وأشار إلى أنّ أساسات الاقتصاد بدأت تتحسّن كلها والمؤشرات المالية والاقتصادية الشاملة أفضل، متابعًا: «أخذنا الدواء المر الذي كان مطلوبًا، وفعل الأردن كل ما بوسعه على الصعيد المالي لإتاحة المجال أمام النمو.. العبء يقع الآن على مجتمع المانحين الدولي لدفع البلاد لتحقيق نمو مستدام».

وأوضح أنّ الأردن يجري منذ فترة مناقشات مع كبار المانحين والبنك الدولي، للحصول على قروض ومنح وضمانات بشروط ميسَّرة لسداد الديون المستحقة، لخفض خدمة الدين العالية التي تضغط بقوة على الميزانية البالغ حجمها 13 مليار دولار، لافتًا إلى أنّ كل ذلك يجعل دين الأردن محتملًا ويمكن خفضه أكثر.

وكان الملك عبد الله قد عيَّن الرزاز رئيسًا للحكومة في شهر يونيو من العام الماضي؛ بغية تهدئة أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات بعد زيادات في الضرائب بتوجيه من صندوق النقد الدولي لخفض الدين العام الضخم.

وبحسب الوكالة، نجح الرزاز- الذي كانت مهمته الأساسية استعادة الثقة- في دفع البرلمان في نوفمبر الماضي لإقرار قانون ضريبي جديد بمثابة دعامة رئيسية في إجراءات تقشفية لتخفيف الأزمة المالية وتحفيز النمو الراكد الذي ظلّ يحوم حول 2% في السنوات الأخيرة.

وفي وقتٍ سابق من شهر فبراير الجاري، أوضح صندوق النقد الدولي- في بيان أصدره في ختام آخر مهامه لمراجعة برنامج مدته ثلاث سنوات لدعم الإصلاح المالي والاقتصادي بالأردن- أنّ المشهد الاقتصادي يظهر تجدُّد قوة الدفع رغم بقاء التحديات.

وذكرت «رويترز» أنّ الأردن عانى من انعدام الاستقرار على حدوده طيلة سنوات، لأسباب منها الحرب في العراق وسوريا والوضع في الضفة الغربية المحتلة، وأوضحت أنّ عدم الاستقرار ضرب اقتصاد هذا البلد الذي يفتقر إلى الموارد، واستضاف أكثر من مليون لاجئ سوري، فيما وبلغ معدل البطالة بين الأردنيين وفقًا لدائرة الإحصاءات العامة 18.4%.

وتهدف خطة التعزيز المالي للبلاد إلى خفض الدين العام إلى 77% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2021 من 95% حاليًّا.

وفي بيانه، دعا صندوق النقد، مؤتمر لندن لتقديم منح للميزانية وتمويلات ميسرة مطلوبة بقوة لدعم إصلاحات الأردن واحتياجاته المالية الضخمة التي زادت نتيجة إيواء الكثير من اللاجئين السوريين.

ومن المتوقع أن يتعافى الاقتصاد في السنوات الخمس المقبلة ويُحقِّق نموًا يتجاوز الـ3% المتوقعة خلال العام الجاري، مدعومًا بزيادة الصادرات وإعادة فتح معابر حدودية مع جارتيه سوريا والعراق.

ونقلت الوكالة عن محللين ووكالات ائتمان أنّ الاقتصاد يستمد دعمًا من المانحين الغربيين وعوامل جيوسياسية تُخفِّف من الضغوط الاقتصادية والسياسية على البلاد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa