«فورين بوليسي» تتوقع مستقبل الصراع بين إيران وتركيا وإسرائيل

علقت على صراعات النفوذ في الشرق الأوسط
«فورين بوليسي» تتوقع مستقبل الصراع بين إيران وتركيا وإسرائيل

رأت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن الصراع في منطقة الشرق الأوسط لم يعد مقصورًا بين الدول العربية وإيران، بل أصبح مستقبل المنطقة مرهونًا بشكل متزايد بالمنافسة الحامية بين الخصوم الثلاثة: إيران وتركيا وإسرائيل.

وقال الباحث فالي ناصر إن السنوات القليلة الماضية (خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب)، أظهرت تصدعات عميقة بين البلدان الثلاثة، وغيَّرت معادلة العداء في المنطقة وطرفيها: العرب وإيران.

وتابع: «خلال العقود الماضية، انضمت تركيا وإيران وإسرائيل إلى معادلة إحلال التوازن في العالم العربي، بمساعدة الولايات المتحدة، لكن الدول العربية انزلقت إلى الفوضى منذ الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وثورات الربيع العربي الفاشلة؛ ما خلق خطوط مواجهة جديدة»، مؤكدةً أن الصراع الذي سيشكل الشرق الأوسط لم يعد بين الدول العربية وإسرائيل فقط، بل بين إيران وتركيا وإسرائيل.

ويتمحور التنافس بين البلدان الثلاثة حول النفوذ والسلطة، مع سعي كل منها إلى توسيع نفوذه بقدر أكبر، لا سيما بعد تراجع الالتزام الأمريكي بالمنطقة، خاصةً بعد توقيع اتفاقات السلام العربية مع إسرائيل، و«بدلًا من وضع المنطقة من جديد على مسار السلام، قد تؤدي هذه الاتفاقات إلى سباق تسلح أخطر وأكبر في المنطقة، لن ترغب فيه الولايات المتحدة ولن تستطيع تحمل تكلفة الانخراط به».

دور تركي غير متوقع

وبينما تُواصِل إيران سعيها إلى تطوير قدراتها النووية، وتستخدم وكلاءها للتوغل في البلدان العربية ومهاجمة المصالح الأمريكية؛ ظهرت تركيا على الجانب الآخر بدور غير متوقع لزعزعة استقرار المنطقة.

وفيما أصبحت أنقرة أكثر اقتناعًا بأنها لا تملك أي مستقبل في الكتلة الغربية، تحولت إلى الشرق الأوسط. وحسب «فورين بوليسي»، تملك أنقرة الآن نفوذًا في سوريا والعراق، وتدفع ضد النفوذ الإيراني في دمشق وبغداد، كما زادت عملياتها العسكرية ضد أكراد العراق، واتهمت إيران بإيواء أعدائها من حزب العمال الكردستاني، كما تدخلت في الحرب الأهلية في ليبيا، وتضع نصب أعينها التوسع في منطقة القرن الإفريقي ولبنان.

دوافع اقتصادية

وتبرر البلدان الثلاثة هذا التوغل في دول المنطقة بدوافع أمنية، لكن «فورين بوليسي» تحدثت عن دوافع اقتصادية كذلك، مثل الوصول إلى الأسواق العراقية بالنسبة إلى إيران، أو تأمين مصادر الغاز في البحر المتوسط بالنسبة إلى إسرائيل وتركيا. وكما هو متوقع، تعارض طموحات تركيا التوسعية مصالح إيران في الإقليم، خصوصًا في منطقة الشام والقوقاز، وهو ما ظهر جليًّا في تدخل البلدان في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا.

وتتداخل المصالح التركية والإيرانية مع مصالح روسيا، التي زاد اهتمامها بالشرق الأوسط، وترتبط مصالحها بالموقف الدبلوماسي من منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» حتى ليبيا وسوريا وإلى أفغانستان. وتحافظ موسكو على علاقات مع العديد من بلدان المنطقة من أجل توسيع نفوذها وتحقيق مصالحها، لكن ما تريده من المنطقة لا يزال غير واضح.

وعملت إسرائيل، من جانبها، على توسيع بصمتها في المنطقة العربية، خصوصًا بعد اعتراف الرئيس ترامب بسلطتها على هضبة الجولان السورية، واعترافه بالقدس عاصمة لها، ويخطط قادة تل أبيب علانيةً لتوسيع حدود بلادهم عبر ضم مناطق من الضفة الغربية.

حرب استنزاف

واشتدت حدة التوترات بين إيران وإسرائيل في السنوات القليلة الماضية، وانخرطتا في حرب استنزاف في سوريا وفي الفضاء السيبراني. واستهدفت تل أبيب المنشآت النووية الإيرانية مباشرةً، واغتالت عددًا من كبار علمائها.

ووسط هذا التشابك، قالت «فورين بوليسي» إن القوى الدافعة في الشرق الأوسط لم تعد أيديولوجية أو دينية بعد الآن، بل أصبحت سياسية بحتة، وأصبحت المنافسات غير متوقعة مثل الماضي، وكذلك شكل التحالفات التكتيكية.

وأضافت: «الشرق الأوسط على حافة الهاوية، وآفاق السلمية في المستقبل تتوقف على المسار الذي تتبعه الولايات المتحدة. إذا أرادت إدارة بايدن تجنب التدخلات الأمريكية التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط، فعليها استثمار مزيد من الوقت والموارد في المنطقة لتحقيق قدر ضئيل من الاستقرار، على أن تبدأ تبني رؤية أوسع للديناميكيات الإقليمية وتقليل التنافس بين القوى الإقليمية الجديدة».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa