هل تندلع الحرب العالمية الثالثة بين أمريكا وإيران.. من سيشعلها وأين مركزها؟

مقتل الإرهابي سليماني دفع المحللين إلى التحذير منها
هل تندلع الحرب العالمية الثالثة بين أمريكا وإيران.. من سيشعلها وأين مركزها؟

لا حديث اليوم إلَّا عن الحرب العالمية الثالثة التي باتت تدقُّ الأبواب، وتخفق لأجلها القلوب؛ خوفًا ممَّا هو قادم، فمقتل الإرهابي قاسم سليماني، ثاني أهم رجل في إيران، دفع الكثيرَ من المحللين إلى التحذير من مغبَّة اندلاع حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط تتحوَّل إلى حرب عالمية ثالثة، خاصةً مع تهديد طهران بأنَّ قتل قائدها لن يمر دون انتقام.

ومع صباح اليوم الثالث من يناير، أصبح وسم #WWIII الأكثر تداولًا في الولايات المتحدة قبل أن يقفز سريعًا ليكون من بين الأكثر تداولًا عالميًّا، كما احتلَّت عبارة «الحرب العالمية الثالثة» مراكز متقدمة في المواضيع الأكثر شيوعًا في معظم الدول العربية، كما تصدَّرت الحرب العالمية الثالثة مؤشرات البحث على محرك جوجل منذ الإعلان عن مقتل سليماني؛ حيث تضاعفت عمليات البحث باستخدام عبارة «الحرب العالمية الثالثة» مائة مرةٍ تقريبًا مقارنة بالعام السابق.

هل أزمة أمريكا وإيران مقدمة لحرب عالمية ثالثة؟

فمع كلِّ أزمة تعصف بالشرق الأوسط، يبرز السؤال التالي بقوَّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: هل هي مُقدِّمة لحرب عالمية ثالثة؟ إلَّا أنَّ التساؤل عاد للواجهة بعد مقتل سليماني، فهل ينجرُّ العالم إلى حرب عالمية ثالثة؟

الإجابة هي لا،  بحسب مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية والدفاع جوناثان ماركوس، الذي قال: إنَّ تلك التطورات لن تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، فالدول الرئيسية التي قد تتسبب في اندلاع حرب عالمية، مثل روسيا والصين، لا تلعب دورًا مباشرًا في هذه الأزمة، لكن ممَّا لا شكَّ فيه أن العملية الأمريكية ستشكِّل منعطفًا حاسمًا في تاريخ الشرق الأوسط وتحدِّد دور واشنطن فيه.

المواجهة العسكرية المباشرة

مستشار الأمن القومي البريطاني السابق، بيتر ريكتس، استبعد في تصريحات لـ«بي بي سي» المواجهة العسكرية المباشرة بين الجانبين، قائلًا: لا أعتقد أن الأمريكيين أو الإيرانيين يريدون حربًا شاملة، لكن العملية الأمريكية ستعطي للإيرانيين خيار مهاجمة أهداف غربية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في الوقت الذي يناسبهم، وأعتقد أنَّ ضرب أهداف بعينها أمرٌ متوقَّع.

وأكَّد محمد صالح صادقيان، مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، أنَّ مواجهة مباشرة ستكون مكلِّفة للجانبين، لافتًا إلى أنَّ «الاتصالات الجارية بين دول كبرى وإيران كلها تسعى إلى ضبط الردِّ الإيراني».

وأضاف، أنَّ «الردَّ الإيراني على الهجوم الأمريكي لن يكون متسرعًا لكنَّه سيأتي سريعًا، لا يعتمد على الانفعال بل سيستند إلى استراتيجيةٍ واضحةٍ تكون مُقْنِعة للشعب الإيراني الذي يتَّطلع إلى ردٍّ قويٍّ ولحلف المقاومة الذي تتزعمه طهران في المنطقة».

لكن لنفرض أنَّ الحرب العالمية الثالثة قد اندلعت، فمَن الذي سيشعلها؟ ومَن الذي سيحترق بها؟ ومن الرابح فيها؟ ومن الخاسر؟ وهل سيكون مركزها عالمنا العربي؟ أم أنَّ هناك دولًا أخرى ربَّما تشهد انطلاق شرارة حرب عالمية ثالثة، ومتى؟ هل سيكون 2020  موعدًا لنشوبها؟

فمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية حدَّدت في مقال لها خمسة أماكن، ربما تشهد انطلاق شرارة حرب عالمية ثالثة.

إيران.. إسرائيل وشرارة الحرب العالمية الثالثة

تقول المجلة الأمريكية: إنَّ إيران وإسرائيل تخوضان بالفعل حربًا منخفضة الشدَّة في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ حيث تدعم إيران جماعات مناهضة لإسرائيل في غزَّة ولبنان وسوريا وأماكن أخرى، بينما لا تجد إسرائيل حرجًا في ضرب القوات الإيرانية المنتشرة في سوريا.

وترى المجلة، أنَّه من الصعب تخيُّل سيناريو يدخل فيه البلدان حربًا واسعة النطاق، غير أنَّه يحذِّر من أن لجوء إيران لتطوير برنامجها النووي ما يدفع إسرائيل إلى توسيع ضربها للأهداف الإيرانية وربما حتى داخل إيران، الأمر الذي قد تكون له تداعيات أوسع، قد تصل إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.

تركيا وأمريكا.. من يشعل الحرب في المنطقة؟

زاد تفاقم التوتر بين تركيا والولايات المتحدة خلال العام الماضي، بشكلٍ كبيرٍ عندما منحت الولايات المتحدة تركيا بشكل غير متوقَّع الضوء الأخضر لتطهير المناطق الحدودية السورية من الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة، لكن سرعان ما بدأت واشنطن تهدِّد أنقرة بالعقوبات إن لم تُوقِف هجومها، هذا في الوقت الذي توجد فيه ترسانة من الأسلحة النووية الأمريكية في قاعدة سلاح الجو الأمريكية في إنجرليك التركية، بحسب «ناشيونال إنترست»، التي قالت: إنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لوّح باحتمال إغلاق قاعدتي إنجرليك وكوراجيك، لن يذهب لحدِّ محاولة الاستيلاء على الرؤوس النووية الموجودة هناك، لكن تشابك المشاكل بين واشنطن وأنقرة قد يدفعهما إلى المواجهة، التي قد تكون مقدمة للحرب العالمية الثالثة وفي هذه الحال لا يتوقّع، أن تظلّ روسيا دون تدخل.

كشمير.. هل الأزمة مقدمة لاندلاع الحرب العالمية الثالثة؟

ظلَّ التوتر منخفضًا بين باكستان والهند في العقد الأخير إلى أن اتَّخذ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خطوتيه بإلغاء الحكم الذاتي الخاص بالجزء الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، وتغيير سياسات الجنسية داخل بقية الهند، ممَّا تسبَّب في بعض الاضطرابات داخل الهند، ودفع إلى الواجهة التوترات الطويلة الأمد بين نيو دلهي وإسلام آباد، بحسب المجلة التي أشارت إلى العلاقة المتينة بين الصين وباكستان وتنامي علاقات نيو دلهي وواشنطن، ممَّا قد يجعل آثار مثل هذا الصراع تتحوَّل إلى كارثة دولية، قد تكون شرار ة انطلاق الحرب العالمية الثالثة.

شبه الجزيرة الكورية

قبل عام، كان الأمل كبيرًا في أن تنجح المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في التخفيف الدائم من التوتر في شبه الجزيرة الكورية، لكن حالت المشاكل الأساسية في المواقف الداخلية للبلدين، دون التوصُّل لأيِّ اتفاق، بل إنَّ التوتر بين البلدين بلغ الآن أعلى مستوى له مقارنة بأيِّ وقتٍ مضى منذ عام 2017.

وقالت المجلة الأمريكية: إنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإنْ كان يأمل في أن يتوصَّل لاتفاق مع كوريا الشمالية يعتقد أنه سيساعده في الفوز بالانتخابات الرئاسية، فإنَّه ربما يلجأ لتدخل عنيف ضد كوريا الشمالية إذا ما جربت صاروخًا عابرًا للقارات أو أجرت تجربة نووية، فيما توقع الخبراء بأن يكون هذا التدخل مقدمة للحرب العالمية الثالثة.

بحر الصين الجنوبي

وصلت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى نقطةٍ محفوفةٍ بالمخاطر؛ إذ يبدو أنَّ أيَّ اتفاق تجاريٍّ بين البلدين من شأنه أن يخفِّف التوتر بعض الشيء، لكن التنفيذ يبقى موضع شكٍّ، فلدى كلا الجانبين حوافز للتصعيد الدبلوماسي والاقتصادي، ممَّا قد يؤدِّي دائمًا إلى مواجهةٍ عسكريةٍ في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي أو الشرقي، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.

اقرأ ايضا :

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa