كشفت الإعلامية مريم خضر الزهراني، والدة الفنان التشكيلي عبد الله اليوسف، عن محطات وتفاصيل رحلتها مع ابنها ونجاحها في إخراجه من معاناته بسبب الإعاقة وتقديم كافة أنواع الدعم له، في محاولة منها لتحفيز موهبة الرسم لديه ليعبر عن ذاته باستخدام الريشة.
عبدالله اليوسف وجد في الرسم متنفسًا حقيقيًا بعد أن تجاوز محنة الإعاقة التي ألزمته الكرسي المتحرك، لتتحول هذه الإعاقة إلى مصدر قوة، وهو ما كان سببًا في نقلة كبيرة بحياته من مؤسس لفريق كرة القدم إلى فنان تشكيلي يستخدم ريشته في التعبير عما بداخله.
من جانبها، قالت الإعلامية مريم خضر الزهراني والدة اليوسف، إن "إحساس الأمومة مع التفكير السليم" دفعاها لإخراج ابنها من العزلة إلى فضاءات أرحب فاختارت له الريشة واللون ليبدأ رحلة جديدة تعتبر صعبة بالنسبة لحالته، حيث يصعب عليه الإمساك بالريشة.
وأشارت إلى أنها أصرت على أن يتغلب ابنها على حالته من خلال التكرار والمداومة على الرسم والمشاركة في معارض الفنون التشكيلية والورش التي تقام في مكة وجدة، بحسب "العربية".
وأكدت أن ابنها تمكن من المشاركة في مناسبات كثيرة وقد تم تكريمه بشهادات تقدير وشكر ودروع تكريم، وقد لقي دعمًا من الوسط الفني التشكيلي.
ودعت الزهراني، أسر ذوي الهمم إلى دعم هذه المواهب في أطفالهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المسابقات المحلية والخارجية، وذكرت أن ابنها عبد الله ولد في أمريكا وعاش بها 3 سنوات عندما كان والده، الدكتور يوسف اليوسف، مبتعثاً للدراسة.
وأوضحت الأم أن ابنها لم يكن معاقًا في بداية حياته بل كان طفلاً عادياً، وبعد عودته إلى المملكة دخل المدارس الحكومية حتى أنهى المرحلة المتوسطة، وفي إحدى الإجازات الصيفية، ذهب مع أسرته لحضور أحد المؤتمرات ثم أصيب بأزمة ربو شديدة نُقل على إثرها إلى قسم الطوارئ بأحد المستشفيات، حيث تم إسعافه "ولكن بطريقة طبية خاطئة مما ضاعف حالته الصحية الطارئة" وتم نقله بإخلاء طبي وعلاجه في أحد المستشفيات الحكومية في المملكة لمدة ثلاث سنوات.
وتابعت أن حالته استدعت أن تسافر أسرته به إلى الولايات المتحدة بمنحة علاج، حيث بقي عامًا كاملًا يتلقى العلاج اللازم لحالته، إلا أن الأمر لم ينته هناك، بل انتقل الشاب لأكثر من دولة أوروبية وآسيوية وعربية بحثًا عن بصيص أمل لعلاجه، ثم عاد إلى المملكة ليواصل دراسته حتى أكمل المرحلة الثانوية.