جاء إطلاق مؤسسة الملك سلمان غير الربحية ليحمل رسالة قوية للعالم، مفادها أن المملكة تواصل السير في مسار التنمية الشاملة والمستدامة، مستفيدة من إرث عظيم من العمل الإنساني والخيري، في خطوة تعزز من مسيرة العطاء والإسهامات الإنسانية والخيرية، وتعكس رؤية المملكة في بناء مجتمع يعزز من قيمة الإنسان ويستثمر في مستقبله.
استثمار في الإنسان ورؤية مستقبلية
يأتي إطلاق هذه المؤسسة في إطار رؤية بعيدة المدى تسعى إلى الاستثمار في الإنسان، وهو ما عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ، بقوله: "الاستثمار في الإنسان وتنمية ثقافته واعتزازه بهويته، هو نهج دائم سنستمر عليه دائمًا بإذن الله".
تعكس هذه الكلمات جوهر الفلسفة التي يقوم عليها عمل المؤسسة، والتي تتطلع إلى مواجهة التحديات البشرية، وتحقيق استدامة الازدهار في المجتمعات من خلال تقديم إسهامات ثقافية وإنسانية مستدامة.
الملك سلمان.. شغف مستمر بالعطاء والعمل غير الربحي
تعد "مؤسسة الملك سلمان غير الربحية" تجسيدًا حقيقيًا لشغف الملك سلمان بالعمل الخيري والإنساني، وعلى الرغم من منصبه كقائد للمملكة العربية السعودية، فإن العطاء الإنساني كان دائمًا جزءًا من هويته الشخصية، والمؤسسة، التي تتخذ من نهجه الشخصي والتزامه بالعمل غير الربحي نقطة انطلاق، تهدف إلى استمرار إسهاماته الكبيرة في هذا القطاع الحيوي.
منذ سنوات، لعب الملك سلمان دورًا رئيسيًا في تعزيز المشاريع الخيرية والاجتماعية داخل المملكة وخارجها، وتأتي هذه المؤسسة لتكون الذراع المؤسسية التي تدير وتوسع تلك الجهود، حيث تستند إلى القيم التي لطالما دافع عنها العاهل السعودي، من دعم للإنسان وتنمية للمجتمعات، سعيًا لتحقيق الرخاء لجميع الفئات.
امتداد لإنجازات العطاء
مؤسسة الملك سلمان غير الربحية تحمل على عاتقها مواصلة الأعمال والإنجازات التي حققها الملك سلمان طوال مسيرته. ولعل أبرز تلك الإنجازات كانت في القطاع غير الربحي، الذي شهد اهتمامًا متزايدًا في السنوات الأخيرة مع ظهور العديد من المبادرات والجهود الرامية إلى دعم التنمية الاجتماعية والثقافية في المملكة.
تهدف المؤسسة إلى توسيع نطاق تلك الإنجازات وإضفاء صفة الاستمرارية على المشاريع التي أحدثت تأثيرًا إيجابيًا في حياة الأفراد والمجتمعات، ومن المتوقع أن تساهم المؤسسة في تعزيز العمل الخيري والثقافي من خلال برامج ومشاريع استراتيجية تركز على الإنسان في المقام الأول.
الأذرع الثقافية للمؤسسة.. إحياء للتراث وبناء للمستقبل
من بين أبرز معالم المؤسسة الجديدة هو الاهتمام بالثقافة وإحياء التراث، حيث أطلقت مجموعة من المراكز الثقافية التي ستكون الذراع الثقافي للمؤسسة. وتشمل هذه المراكز:
مكتبة الملك سلمان: تمثل مركزًا ثقافيًا وتعليميًا يعزز من القيم الثقافية والمعرفية داخل المجتمع. مكتبة الملك سلمان لن تكون مجرد مكان لحفظ الكتب، بل ستكون منصة للتعلم والبحث العلمي، حيث تهدف إلى توفير مصادر معرفية تسهم في تطوير فكر وثقافة الأجيال القادمة.
متحف الملك سلمان: سيقدم هذا المتحف للزوار لمحة عن حياة الملك سلمان وإنجازاته، وكذلك التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية. المتحف سيكون جزءًا من مشروع بوابة الدرعية، الذي يعتبر مشروعًا حضاريًا ثقافيًا يعكس التراث السعودي في قلب الدرعية.
متحف المجتمع السعودي: في حديقة الملك سلمان، سيكون متحف المجتمع السعودي بمثابة نافذة تسلط الضوء على التحولات التي شهدتها المملكة، وتوثق الحياة الاجتماعية والثقافية في مختلف العصور. سيكون المتحف مركزًا للحوار بين الماضي والحاضر، حيث يسعى إلى عرض التطورات التي مرت بها المملكة على مدار العقود.
مواجهة التحديات واستدامة الازدهار
مع إطلاق مؤسسة الملك سلمان غير الربحية، تتطلع المملكة إلى مستقبل مليء بالفرص والتنمية المستدامة. المؤسسة لا تهدف فقط إلى إحداث تأثير إيجابي في حياة الأفراد، بل تسعى أيضًا إلى مواجهة التحديات الإنسانية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة والعالم.
سواء من خلال الدعم الثقافي أو الأعمال الخيرية، تسعى المؤسسة إلى بناء مجتمع متماسك يعتمد على الاستثمار في الإنسان بوصفه الركيزة الأساسية لأي نهضة. فالتركيز على التعليم، وتنمية القدرات، وتعزيز القيم الثقافية يعد جزءًا من أهدافها الرامية إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
رؤية واعدة لمستقبل العمل غير الربحي
يأتي اعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية في وقت تشهد فيه المملكة تحولات جذرية في كافة المجالات، من بينها القطاع غير الربحي الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من رؤية 2030. هذه الرؤية الطموحة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تسعى إلى تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتضع الإنسان في صميم اهتماماتها.
وتعتبر مؤسسة الملك سلمان غير الربحية جزءًا من هذا التوجه، حيث ستساهم في بناء مجتمع مزدهر وقادر على مواجهة التحديات. فمن خلال البرامج والمشاريع التي ستديرها المؤسسة، ستتضح معالم استراتيجية جديدة تركز على العمل الخيري والمستدام، وترتكز على القيم التي طالما شكلت جزءًا من هوية المملكة.
وكان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أصدر أمرًا ملكيًا باعتماد النظام الأساسي لـ"مؤسسة الملك سلمان غير الربحية"، وهي مؤسسة تمثل امتدادًا لجهوده الكبيرة في دعم المجتمع وتنميته على الصعيدين الإنساني والثقافي.