نظم منتدى الرياض الاقتصادي بالتعاون مع مجموعة الفكر T20 ندوة عن بُعد بعنوان «متلازمة الطاقة والمياه والأمن الغذائي وعلاقتها بالتنمية المستدامة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
وقالت الدكتورة حصة المطيري وهي زميل باحث في مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، أن قضايا الطاقة والمياه والغذاء واستدامتهم تمثل أهمية كبيرة تحفها التحديات بالنسبة للعالم أجمع؛ لذا فقد تم تحويل هذه القضايا لمسارات بحثية مع مسارات أخرى تناولتها مجموعة التواصل t20، مشيرة أن المجموعة هي بمثابة بنك الأفكار لمجموعة العشرين G20، وتهدف لتقديم الدراسات والتوصيات المعتمدة على البحث العلمي لدعم مخرجات قمة العشرين المزمع عقدها في نوفمبر 2020.
وأضافت، إن مجموعة الفكر T20 ستعقد قمتها في نهاية شهر أكتوبر وستناقش فيها الكثير من المواضيع الخاصة بنظم الطاقة والمياه والغذاء؛ حيث جاء التشديد على هذه المواضيع من مبدأ الأهمية الكبرى لعناصر الحياة الطاقة والماء والغذاء، ومن خلال الاضطرابات التي شهدتها بعض مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال أزمة كورونا، وتحدثت المطيري عن دور المملكة لاستقرار أسعار النفط ودورها في الأمن العالمي الغذائي والمائي.
وذكر الأستاذ الدكتور خالد الرويس أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الملك سعود عضو مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي، أن الوضع الراهن ومؤشرات الأمن الغذائي وأمن الطاقة والذي تأثر بفعل جائحة كوفيد19، سيغير في بعض السياسات الخاصة بقضية تحقيق الأمن الغذائي، مشيرًا أن ذلك يدعو أكثر من أي وقت مضى ليكون هناك رد فعل لتحفيز القطاع الخاص ليكون له دور ومساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والذي يجب أن لا يقف عند تحقيق الاكتفاء الذاتي فقط؛ حيث أن المخاطرة في الاستثمار الغذائي مرتفعة مما يدعو لأهمية تقديم حوافز تعين القطاع الخاص على إنشاء مراكز بحثية، منوهًا أن هجرة العقول البحثية للشركات الخاصة أثر على مراكز البحث الحكومية.
وبيّن الرويس، أن مفهوم الأمن الغذائي يجب أن ينظر له بشكل يشمل كل عناصر الأمن الغذائي من انتاج واستيراد وتوصيل وتخزين واستثمار ودراسات وبحوث الأمن الغذائي مفهوم شامل، محذرًا من خطورة كون 90% من واردات المملكة الغذائية تأتي من 9 دول فقط.
بدوره أكد الدكتور وليد الزباري، أستاذ مصادر المياه بجامعة الخليج العربي، على أهمية خلق ترابط متين بين الأجهزة الحكومية المعنية بالطاقة والماء والغذاء؛ حيث من لا يملك موارد مائية فسيعاني من حيث الإنتاج الزراعي، ومن لا يملك طاقة فلن يكون قادرًا على تأمين المياه والذي يحتاج للطاقة سواء للمياه المعالجة أو الجوفية أو المحلاة، منوهًا لأهمية إيجاد كفاءة الموارد والتنمية المستدامة وفي تغير المناخ وإدارة المخاطر مع حوكمة جيدة لهذه القطاعات الثلاث، داعيًا لبناء شراكات استراتيجية بين الحكومات والقطاع الخاص في مجال البحوث والتجارب وتقديم الدراسات والتعاون مع الأكاديميات.
وتناول الأستاذ الدكتور سعد العتيبي، المدير الإقليمي السابق لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط المحفزات والتحديات التي تكتنف الطاقة والمياه والغذاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيدًا بدور الحكومة السعودية في هذا المجال حينما وضعت قطاعات البيئة والزراعة والمياه في جهاز واحد، ومشيدًا بإدراج هذا الموضوع ضمن الأولويات البحثية لمجموعة العشرين G20.
وأشار العتيبي، إلى بعض المحفزات التي يمكن أن تعزز من الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنها توفر الموارد الطبيعية والتنوع الجغرافي ونسبة الشباب مرتفعة مما يمكن من إقامة استثمارات ترتبط بالماء والغذاء، غير أنه أوضح أن هذه الميزات يقابلها تحديات تتمثل في تدني التكامل الاقتصادي بين دول الإقليم ومعدل بطالة مرتفع والنمو السكاني مرتفع مما يضغط على الموارد ويجلب التلوث، محذرًا من الدراسات التي تشير إلى أن المياه العذبة ستنضب خلال 30 عامًا، مقترحًا توظيف الموارد وخلق فرص ابتكار بأساليب جديدة وتخطيطيها وإدارتها ودعم الحوار وجمع البيانات عبر إقامة ورش عمل ولقاءات.
وكان الدكتور محمد الرشيدي مدير دائرة الكهرباء والماء والطاقة بدول مجلس التعاون الخليجي، قد أكد في معرض مشاركته كمدير للندوة أن الطلب على الموارد والنمو السكاني الكبير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المشمولة يستدعي تغيير أنماط الاستهلاك والتغلب على عدم التكامل بين السياسات وتعزيز الابتكار.