الدكتور علي الغامدي لـ«عاجل»: مناخ الأرض في حالة تغير نادرة.. وصيف 2023 سيشهد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة

علي بن سعيد الغامدي أستاذ علم المناخ
علي بن سعيد الغامدي أستاذ علم المناخ
تم النشر في

يرى الدكتور علي بن سعيد الغامدي أستاذ علم المناخ والمخاطر المناخية المساعد بجامعة الملك سعود، أن جميع الأدلة العملية تشير بشكل واضح إلى أن مناخ الكرة الأرضية يشهد تغيرات غير مسبوقة خلال المئة عام الماضية ويعود ذلك في المقام الأول إلى زيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

وأكد الغامدي، في حوار لـ«عاجل»، أن العالم يشهد في هذا الصيف تغيرا ملحوظا في درجات الحرارة، حيث بدأت تسجل العديد من المدن درجات حرارة لم يسبق تسجيلها من قبل، مضيفا أن العالم يشهد ارتفاعات غير مسبوقة ليس فقط في درجات الحرارة، ولكن في كل مؤشرات التغير المناخي.

* في البداية دكتور علي ما هي أسباب تغير المناخ وما آثاره؟

السؤال ذو شقين (أسباب وآثار)؛ بشأن الأسباب فهناك مجموعة من النظريات العلمية لتفسير تغير مناخ الكرة الأرضية فهو في حالة تغير دائم ولكن تشير جميع الأدلة العملية بشكل واضح إلى أن مناخ الكرة الأرضية يشهد تغيرات غير مسبوقة خلال المئة عام الماضية ويعود ذلك في المقام الأول إلى زيادة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي حيث يؤدي تراكم هذه الغازات إلى حبس المزيد من الطاقة داخل الغلاف الجوي مما يقود إلى اختلال النظام المناخي وبالتالي اختلال الأحوال الجوية كارتفاع درجات الحرارة وزيادة كميات التبخر وتغير عدد من الأنماط المناخية كالأمطار، والضغط الجوي، وحركة الرياح، وخلافه. وكمحصلة لهذا الاختلال يظهر لنا أنماط طقس تخالف المعتاد. زيادة الغازات الدفيئة مرتبط بعدد من العوامل الرئيسية ومنها بشكل مختصر:

حرق الوقود الأحفوري: يؤدي احتراق الفحم والنفط والغاز الطبيعي إلى إطلاق مجموعة من غازات الاحتباس الحراري ومن أهمها ثاني أكسيد الكربون.

إزالة الغابات: عند إزالة الغابات يتم إطلاق الكربون المخزن في الأشجار الى الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى ذلك فإن إزالة الغابات تقلل من قدرة النظام البيئي على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من خلال عمليات التمثيل الضوئي وخزن الكربون في التربة.

الأنشطة الصناعية: عدد كبير من الأنشطة الصناعية ينتج كميات هائلة من الغازات الدفيئة كالميثان وأكسيد النيتروز، بالإضافة فهذه الأنشطة تستهلك كميات ضخمة من الوقود مما يرفع من أنشطة حرق الوقود الأحفوري.

النشاط الزراعي: يسهم القطاع الزراعي في تغير المناخ من خلال الإنتاج الحيواني واستخدام الأسمدة الكيميائية التي تطلق غاز الميثان وأكسيد النيتروز.

التغيرات في استخدام الأراضي: يؤدي تحويل النظم البيئية الطبيعية، مثل الغابات، إلى أراض زراعية أو مناطق حضرية إلى تقليل سعة خزن الكربون. كذلك يؤدي تحويل النظم البيئية الطبيعية إلى زيادة كميات الطاقة الشمسية التي يتم حبسها داخل نظام الكرة الأرضية فمثلاً زيادة المناطق الحضرية (المدن) يودي زيادة معدلات امتصاص الطاقة الشمسية مما يرفع درجات حرارة المدن وهو ما يعرف بظاهرة الجزر الحرارية.

من المهم ملاحظة أن كل ما ذكرنا أعلاه مرتبط بالأنشطة البشرية لذلك الأنشطة البشرية هي المحرك الأساسي للتغير المناخي.

أما يتعلق بالآثار المترتبة على تغير المناخ فهذا جانب واسع سألخصه في شكل موضوعات مرتبطة بشكل مباشر بعاملين مناخية هما درجة الحرارة والأمطار لتبسيط الفكرة. التغير المناخي يقود إلى ارتفاع درجات الحرارة واختلال الدورات الهيدرولوجية مما يغير أنماط هطول الأمطار حيث تزداد حالات الجفاف في المناطق ذات المناخ الجاف أما المناطق ذات المناخ الرطب تشهد ازدياد في حالات العواصف المطرية الغزيرة وزيادة أخطار الفيضانات.

ارتفاع درجات الحرارة يؤدي الى زيادة موجات الحرارة ومالها من آثار صحية على الإنسان كزيادة مخاطر الإجهاد الحراري وانتشار الأمراض المنقولة (كالملاريا وحمى الضنك) بالنواقل الحاملة للأمراض (كالبعوض والقراد).

لاحظ كذلك ان نشاط نواقل الأمراض يزداد مع ازدياد الفيضانات. القطاع الزراعي سيشهد انخفاض في الإنتاجية مع ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى إجهاد المحاصيل والثروة الحيوانية، وكذلك إلى انتشار آفات وأمراض المحاصيل وبالتالي انخفاض مستويات الإنتاج. التنوع الإحيائي/البيولوجي سيعاني من اضطراب الموائل وفقدانها حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الأمطار إلى التغييرات في النظم البيئية، بما في ذلك التغيرات في جغرافية توزيع الأنواع عبر اضطراب أنماط هجرة الحيوانات. أيضا قطاع الطاقة سيشهد زيادة في الطلب على الطاقة فارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة لأغراض التبريد وتكييف الهواء. كذلك عدد من التغيرات المناخية يؤثر على بعض مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الكهرومائية المرتبطة بالدورات الهيدرولوجية. بشكل مجمل نلاحظ ان جميع الآثار السابقة تؤدي إجمالا إلى تبعات بيئية واقتصادية واجتماعية فمثلاً تأثر القطاع الزراعي لا يؤثر فقط على الأمن الغذائي، ولكن له آثار اقتصادية كارتفاع تكاليف الإنتاج لموجة الآفات ونقص الأمطار ومن ثم انخفاض العوائد المالية وهذا بدوره يؤثر على الأسر الزراعية. دعنا نضرب مثال مبسط وحي، قامت الهند – من أكبر مصدري الأرز– العام الماضي وهذا العام بحضر تصدير أنواع من الأرز والسبب يعود إلى الأحوال الجوية المتطرفة ففي العام الماضي أدت موجات الحرارة العالية والجفاف الى قلت الإنتاج، أما هذا العام فالفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة هي السبب. للحفاظ على الأمن الغذائي الداخل قامت الهند بفرض الحظر لان الأحوال الجوية المتطرفة أدت إلى خسائر تجعل المزارعين ينظرون إلى الأسواق الخارجية للتعويض الخسائر. نلاحظ هنا ان المسبب هو الأحوال الجوية المتطرفة (جفاف او أمطار غزيرة) والتي تُعد من أهم تبعات التغير المناخي لان النظام المناخي يكون مضطرب جداً ويُنتج أحداث جوية متطرفة ومتناقضة فالنظام المناخي نظام غير مُطّرد وهذا جانب يطول الحديث فيه.

* يشهد العالم هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة إلى ماذا تعزو ذلك؟

في الحقيقة العالم اليوم يشهد ارتفاعات غير مسبوقة ليس فقط في درجات الحرارة، ولكن في كل مؤشرات التغير المناخي. فمثلاً المحتوى الحراري للمحيطات وملوحة المحيطات وانبعاثات الغازات الدفيئة وذوبان الجليد القاري جميعها تشهد ارتفاعات عالية، لذا مناخ الأرض في حالة تغير غير مسبوق. عودةً الى درجات الحرارة في سؤالك، في ربيع هذا العام أطلقت عدد من مراكز مراقبة المناخ العالمية تحذير مفاده أن فصل الصيف لهذا العام والعام القادم سيشهد ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة وعدد من الأحوال الجوية المتطرفة وذلك بسبب ظاهرة النينو التي يتوقع أن يستمر تأثيرها إلى منتصف العام القادم حسب آخر التحديثات. ظاهرة النينو هي نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي ويرتبط بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط الهادئ قرب الأجزاء الاستوائية وعادةً ما تستمر من تسعة إلى 12 شهراً (أو لعامين او ثلاث في بعض الاحوال المتطرفة). على الرغم من أن أقوى تأثيرات ظاهرة النينو يكون حول المحيط الهادئ، إلا أنها تؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم من خلال التأثير على أنظمة الضغط الجوي، وحركة الرياح، وهطول الأمطار، وخلافه.

ولكن كعلماء مناخ نعلم أن ظاهرة النينو ليست السبب الوحيد لما نشهده من درجات حرارة عالية لأن هذه الظاهر تتشكل كل 3 إلى 7 سنوات في المتوسط وسبق أن شهد العالم مستويات مرتفعة من درجات الحرارة خلال الدورات الماضية لظاهرة النينو (كعام 2016) ولكن بمستويات اقل حدة مما نشهده اليوم. أن جميع التغيرات التي ذكرنا في البداية (كاحترار المحيطات وغيره) شكلت عوامل تضافر لتعظيم تأثير ظاهرة النينو الحالية بمعنى أن تراكمات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع المحتوى الحراري للمحيطات وغيرها جعلت ظاهرة النينو كالقشة القاصمة. كما تجدر الإشارة إلى أن الحالة المناخية للعالم اليوم ساهمت في جعل تأثيرات ظاهرة النينو تحدث بشكل أبكر فالتوقعات كانت تشير إلى أن آثار النينو ستبدأ في أواخر هذا الصيف، ولكن لان مناخ العالم في حالة متطرفة من الاحتقان الحراري بدأت اثار الظاهرة بشكل مبكر وبمستويات متطرفة.

* حدثنا دكتور عن ظاهرة النينو وما مدى تأثيرها على أحوال الطقس؟

ظاهر النينو أو ما يعرف كذلك علمياً بالتذبذب الجنوبي (ENSO) تعتبر من أحد العوامل الطبيعية المتحكمة في المناخ التي تعمل عبر عمليات اقتران المحيط والغلاف الجوي وعمليات الاتصال المناخي. بشكل مبسط عندما تحدث ظاهرة النينو، يصبح المحيط الهادئ في أجزائه الوسطى والشرقية قرب خط الاستواء أكثر دفئاً من المعتاد، ومع هذا الارتفاع في درجة حرارة سطح المحيط يكون هناك نشاط أكبر في عمليات نقل الهواء الدافئ المحمل بكميات عالية من بخار الماء إلى اعلي الغلاف الجوي. بخار الماء هنا يحمل كميات ضخمة من الطاقة الحرارية التي يتم إطلاقها في أعلى الغلاف الجوي عند تكاثف بخار الماء، مما يجعل الغلاف الجوي العلوي أكثر رطوبةً ودفئاً من المعتاد وهذا بدوره يرفع درجة حرارة الأرض ككل عبر عمليات الاتصال المناخي.

في أعلى الغلاف الجوي لدينا مجموعة من العمليات الجوية الطبيعية (كالتيارات النفاثة وخلايا تدوير الهواء حول الكرة الأرضية) التي تقوم بنشر وتوزيع الهواء حول الكرة الأرضية، فمثلاً تعمل خلايا تدوير الهواء (كخلية هادلي وخلية فيريل) على نقل الهواء من المناطق الاستوائية باتجاه القطبين. عندما تنشط ظاهرة النينيو وتتسبب في ارتفاع درجة الحرارة في الغلاف الجوي العلوي يصبح تدفق الهواء نحو المناطق الشمالية والجنوبية من الكرة الأرضية أكثر قوة ويحمل كميات كبيرة من الطاقة الحرارية وبخار الماء مما يؤدي إلى نشر الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المرتفعة حول العالم. تجدر الإشارة هنا إلى أن المحيط الهادئ يغطي ثلث الكوكب لذلك عندما تحدث ظاهرة النينو فأنها تحدث على مساحة واسعة جداً وتؤدي إلى سلسلة من التغيرات في عدد من الأنماط المناخية في جميع أنحاء العالم.

* ماذا عن المناخ في السعودية هل سيشهد تغيرات خلال الفترة الحالية والسنوات القادمة؟

من المنظور المناخي يهمنا في مناخ المملكة مؤشرين رئيسية من مؤشرات التغير المناخي وهما مؤشر درجات الحرارة ومؤشر الأمطار.

مجمل الدراسات على مناخ المملكة تشير إلى ارتفاع في متوسط درجات الحرارة خلال العقود الماضية مع وجود انخفاض في متوسط الإمطار على مستوى المملكة بشكل عام. في الواقع هذا الأمر نشاهده في كافة دول الشرق الأوسط كما هو الحال على مستوى العالم.

أما بشأن السنوات القادمة فالعالم بأسره يتجه نحو تغيرات مناخية حادة/متطرفة. لكن المملكة اليوم تتعامل مع التغير المناخي بجدية عالية على المستوى الوطني والإقليم والعالمي بقيادة خادم الحرمين وسمو ولي عهده –حفظهما الله. شهدنا جميعنا إطلاق سمو ولي العهد -حفظه الله- مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لمواجهة التغير المناخي بحلول شمولية على المستوى الوطني والإقليمي. ما يميز هاتين المبادرتين هو العمل الشمولي، فعلي سبيل المثال مبادرة السعودية الخضراء تشمل عدد كبير من البرامج ومنها برنامج التشجير وبرنامج الاستمطار وبرامج الانبعاثات الصفرية وبرنامج الاقتصاد الدائري للكربون وبرنامج تحسين جودة الهواء وبرنامج الحفاظ على التنوع الإحيائي وبرامج استعادة البيئة وبرامج عدة بشأن الطاقة البديلة والصديقة للبيئة وغيرها الكثير. مبادرة السعودية الخضراء لم تطلق لتعالج على سبيل المثال تحديات ارتفاع درجات الحرارة او الانبعاثات الكربونية فحسب، ولكن لمواجهة جميع تحديات التغير المناخي في فروعها الثلاث (البيئية والاقتصادية والاجتماعية) بشكل شمولي لأن آثار التغير المناخي متعددة (كما ذكرنا في بداية الحوار) ولا يمكن معالجة أي أثر دون أخذ بقية الآثار في الحسبان ومعالجتها بالتوازي. بالمثال تتضح الصورة: مواجه زيادة الغازات الدفيئة ومعالجة آثارها لا يمكن أن تتم بشكل ناجح عبر خفض إنتاج الوقود الاحفوري والاتجاه إلى الطاقة البديلة فقط، ولكن نحتاج كذلك إلى إعادة تأهيل الغطاء النباتي لمعالجة الآثار وللمساهمة في امتصاص الغازات الدفيئة المتراكمة كما نحتاج إلى برامج تحسين جودة الهواء وكذلك برامج مواجهة نقص الأمطار وغيرها. كمختص المملكة تمكنت من تحويل تحديات التغير المناخي إلى فرص نجاح فعلى سبيل المثال حولت المملكة التحديات التي تواجه قطاع الطاقة إلى فرصة للتحول نحو الطاقة البديلة وأصبحت تقود جوانب عده في هذا المجال كالهيدروجين الأخضر، فالمملكة ستشغل أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم قبل نهاية هذا العقد. وبالمناسبة المملكة العربية السعودية تقود اليوم النهج الشمولي الرشيد في التعامل مع قضايا التغير المناخي عبر مفهوم حلول التحول التدريجي المسؤول الذي يضمن المحافظة على البيئة ومعالجة مشاكلها مع ضمان استمرار التنمية والتقدم المزدهر.

* هل هناك حلول تراها دكتور من الممكن ان تساعد في مواجهة تبعات التغير المناخي كدرجات الحرارة العالية؟

العالم اليوم إجمالاً يسير في اتجاه أقرب الى معالجة قضايا التغير المناخي عبر اتفاق باريس حيث نشهد التزامات عدد من الدول على العمل على خفض الانبعاثات والعمل على خطط الاستدامة والمحافظة على هذا الكوكب.

هذه الإجراءات تساعد في مواجهة مسببات التغير المناخي على المدى البعيد. أما على المدى القريب فهناك العديد من الحلول وتتلخص في تفعيل خطط التكيُف/التأقلم المناخي في كافة المجالات، لأنه حتى وإن تمكن العالم من القضاء كلياً على كافة انبعاثات الغازات الدفيئة ووصل الى الحياد الصفري غداً فإن آثار التغير المناخي من احترار عالمي وخلافه ستبقى معنا لعقود قادمة لان التغيرات المناخية التي نشهدها اليوم هي نتاج ماتم خلال عقود مضت. خطط التكيُف تعمل على مواجهة آثار التغير المناخي عبر العمل على تخفيف حدة التأثُر بالتبعات وتتم في شكل شمولي ويتفرع منها عدد من الخطط التفصيلية موجهة الأثر (كخطط تعزيز قدرات البنية التحتية، وخطط الزراعة المقاومة للمناخ، وخطط الاستعداد الصحي، وخطط تكيف المدن...). فلنتطرق هنا الى خطط تكيف المدن -كمثال- إذ إن أكثر من نصف سكان العالم اليوم يعيشون في المدن وسيصلون إلى قرابة الثلثين في منتصف هذا القرن.

تعد المدن أكثر عرضة لمخاطر الاحترار العالمي، إذ إن المدن ذات درجات حرارة مرتفعة (الجزر الحرارية) في أصلها بالتالي فإن تعرضها لموجات الحرارة يرفع من حدة المخاطر الحرارية. تعمل خطط تكيف المدن على تطبيق عدد من الحلول لتخفيف شدة الجزر الحرارية ومن ثم المساعدة في الحد من آثار درجات الحرارة المتطرفة الارتفاع. من هذه الحلول مثلاً زيادة المسطحات الخضراء (التشجير) والمسطحات المائية، وتحسين جودة الهواء لخفض احتباس الحرارة داخل المدن، وإنشاء أنظمة المراقبة والرصد وأنظمة الإنذار المبكر، وخفض درجة حرارة الأسطح داخل المدن (مثل الطرق والأرصفة والمباني) عبر استخدام الأسطح الباردة/الخضراء، وتقليل الحرارة الناتجة عن المركبات عبر استخدام وسائل النقل العام وغيرها. هذه الحلول يتم تطبيقها في شكل مجموعة من الحلول يكمل فيها كل حل الاخر عبر بناء خطة شمولية تتوافق مع احتياجات المدينة. من الأمثلة على ذلك ما نشهده اليوم في مدينة الرياض كمبادرة الرياض الخضراء، وإطلاق مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، وعدد من المشاريع الاختبارية لتخفيف حرارة أسطح الطرق.

الدكتور علي الغامدي، أستاذ علم المناخ
الدكتور علي الغامدي، أستاذ علم المناخ

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa