الوقاع: السعودية حريصة على نهضة واستقرار المنطقة ولا بديل عن المفاوضات في حلحلة القضايا

الوقاع: السعودية حريصة على نهضة واستقرار المنطقة ولا بديل عن المفاوضات في حلحلة القضايا

أكد المحلل السياسي د. نايف الوقاع أن المملكة العربية السعودية حريصة على بناء واستقرار المنطقة والنهوض بها نحو التنمية والازدهار، وذلك بعد قبول المملكة لوساطة الرئيس الصيني مع ايران لإذابة الجمود والقطعية في العلاقات والتي استمرت سنوات طويلة.

وقال الوقاع في تصريح لـ "عاجل" إن موافقة المملكة وقبولها لهذه المبادرة لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع ايران تقوم على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وأيضا عدم العمل على زعزعة الاستقرار والامن في المنطقة، والتوجه بدلًا من ذلك إلى علاقات بينية تقوم على هذه الأسس وأيضًا المشاركة في نهضة المنطقة واستقرارها.

وأوضح الوقاع أن المملكة لطالما كانت ترى أنه لا بديل عن المفاوضات في حلحلة مثل هذه القضايا الكبرى، وكان هذا توجه المملكة واشتراطاتها من الأساس بأن على ايران أن تتوقف عن التدخل في شؤون الآخرين، وأن تتوقف عن نشر الإرهاب والميليشيات في المنطقة، وتتعامل مع المحيط كدولة وليس كثورة، وبالتالي لاحظنا في الفترة الأخيرة أن إيران نظرًا للضغوط الدولية والأوضاع الداخلية فيها أصبحت أكثر إلحاحًا وإصرارًا على إذابة الخلافات مع المملكة والقبول بالشروط السعودية لإعادة العلاقات، لافتًا إلى أنه قبل هذه الاتفاقية لم يمر يوم أو يومان إلا ونجد مسؤولا إيرانيا يصرح بأمنياته بإعادة العلاقات مع المملكة.

ويرى الوقاع أن هناك فوائد مباشرة لهذا الاتفاق بين الدولتين وأيضًا تأثيرا مباشرا على الأحداث الساخنة في المنطقة، معتقدًا أن الملف اليمني سيتم حلحلته بأسرع وقت، والأمور في العراق سوف تستقر، وفي سوريا ربما يتم إعادة دمج سوريا في محيطها والقضاء على الصراع الداخلي بأسرع مما كنا نتصور، وأيضًا في ملف لبنان من إعادة تشكيل الحكومة من جديد وانتخاب رئيس جديد والضغط على حزب الله مرة أخرى بعدم الانخراط بدعم الارهاب وتصدير المخدرات إلى المملكة وإلى بعض الدول العربية الأخرى.

واعتبر الوقاع أن روية المملكة وصبرها واعتقادها الجازم أن المفاوضات هي الطريق الأفضل والأمثل للوصول إلى علاقات دولية لا تشوبها توترات ولا خلافات ولا صراعات، هي ما أفضت إلى هذه النتيجة المميزة، وقد احتفى الجانب الايراني كثيرًا بهذه الاتفاقية وإعلامه يغطيها بشكل كبير؛ حيث إن ايران ترى أن المملكة هي الدولة الوحيدة القادرة فعلا على أن تساعد في إعادة ضبط أمن المنطقة وتصحيح مسار العلاقات بين إيران ودول المنطقة.

وأضاف الوقاع أن هذا الاتفاقية تعد انجازًا تاريخيًا بفضل رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان الحريصة على أن المنطقة يجب أن تتجه إلى التنمية والازدهار والبناء والتقدم ونبذ الخلافات والوصول إلى تفاهمات مشتركة مع احتفاظ كل دولة بخصائصها دون أن يكون هناك تدخل وفرض املاءات من دولة على دولة أخرى.

وتابع الوقاع: في اعتقادي أن التجربة الإيرانية السابقة كانت صعبة ومريرة بالنسبة لهم، وتدخلاتهم في المنطقة لم تجلب لهم الأمن والاستقرار والازدهار وبالتالي انتظروا وقتًا طويلًا للوصول إلى هذه النتائج، مشيرًا إلى أن المأمول من هذه الاتفاقية أنه سيكون هناك ثمرات آنية وسريعة لهذا الاتفاق لعل أبرزها هو حلحلة بعض الملفات السياسة والأمنية في المنطقة، ثم عودة النشاط التجاري والتواصل المجتمعي مع ايران وبالتالي سيكون هناك زيارات متبادلة بين رجال الأعمال وبين المسؤولين في الدولتين.

ونوه الوقاع بأن هذه الاتفاقية والتفاهمات ستكون بوابة أخرى لإيران لتقوية علاقاتها بدول مجلس التعاون الخليجي وربما مصر والسودان وبالتالي سينعم الإقليم بفترة من الهدوء افتقدها كثيرا.

واختتم الوقاع: أعتقد أن لدينا تجربة ويجب أن نضع هذا الاتفاق تحت التقييم المستمر ونراقب تصرفات ايران القادمة هل هي فعلا نواياها صادقة في هذا الاتفاق أم أنها مناورة مرحلية ربما تحاول التخلص منها في المستقبل؟ لكنني على يقين أن المملكة العربية السعودية اتخذت من المواثيق والاحتياطات ما يجعل توقيع ايران هذه المرة على هذه الاتفاقية مختلفا عن الاتفاقيات السابقة وكلي أمل أن تنعكس آثار هذه الاتفاقية سريعا على شعوب المنطقة ممثلًا في الأمن والازدهار والاستقرار والخلاص من الجماعات الارهابية وموجات المخدرات وموجة العداء التي استمرت طويلا في هذه المنطقة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa