السعودية في 2022.. زيارات خارجية ناجحة لولي العهد تعزز الثقل والحضور الدولي للمملكة

ولي العهد
ولي العهد

زيارات خارجية ناجحة أجراها صاحب السمو الملكي الأمير محمد سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، خلال العام 2022، أسهمت في تعزيز الحضور والثقل الدولي للمملكة العربية السعودية.

تلك الزيارات والجولات التي قام بها سمو ولي العهد عكست الدور الاستراتيجي البارز الذي تؤديه المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان.

زيارات إقليمية 

واستهل ولي العهد جولاته الخارجية الإقليمية بزيارة إلى مصر والأردن وتركيا، حيث  أعلن الديوان الملكي في 20 يونيو الماضي، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، غادر المملكة إلى القاهرة في مستهل جولة إقليمية تشمل الأردن وتركيا، استجابة للدعوات المقدمة له.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استقبل بقصر الاتحادية، الأمير محمد بن سلمان حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين، بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.

وأكد ولي العهد أن زيارته لمصر تأتي تعزيزاً لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين واستمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدوري والمكثف بين مصر والسعودية حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن، موضحاً تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة قوة دفع إضافية إلى الروابط المتينة والممتدة التي تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمي والشعبي.

بينما أكد الرئيس السيسي الحرص على الاستمرار في تعزيز التشاور والتنسيق مع العاهل السعودي وولي العهد تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وكذلك موضوعات التعاون الثنائي، وذلك في إطار العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر والسعودية، والتي تعكس الإرادة السياسية المشتركة ووحدة المصير.

وتضمنت زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر توقيع عدد من الاتفاقيات، وإبرام صفقات بين القطاع الخاص في البلدين، بمقر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة.

وتعد زيارة ولي العهد إلى جمهورية مصر العربية هي الزيارة الرابعة له خلال السنوات الخمس الماضية، بخلاف اللقاءات غير الرسمية التي جمعت الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السيسي ما يعكس اهتمامه الخاص بمصر، والتقارب الخاص والواضح بين قيادتي البلدين، حيث يولي الأمير محمد بن سلمان، اهتماماً خاصاً بمصر.

ويأتي ذلك استمراراً لدور السعودية المحوري في دعم مصر في مختلف المجالات، وحرصها على أمن مصر واستقرارها، وتجلى ذلك في العديد من المواقف التاريخية ودعم الرياض السياسي للقاهرة.

وناقش ولي العهد خلال زيارته إلى مصر العلاقات الثنائية وعددًا من الملفات الإقليمية والدولية، كما شملت التوقيع على عدد من الصفقات والاتفاقيات الاقتصادية.

زيارة الأردن 

وفي اليوم التالي من زيارة ولي العهد إلى مصر، غادر غادر الأمير محمد بن سلمان القاهرة في 21 يونيو، بعد توقيع اتفاقيات بلغت قيمتها 7.7 مليار دولار، متوجها إلى الأردن في ثاني محطات جولته الإقليمية.

وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي عهده، قد استقبلا ، الأمير محمد بن سلمان، عند وصوله إلى الأردن على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة رسمية استمرت يومين.

عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والأمير محمد بن سلمان مباحثات في قصر الحسينية، بحضور الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد.

وجرت لولي العهد السعودي لدى وصوله مطار الملكة علياء الدولي، مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي السعودي والملكي الأردني، وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحيّة للضيف.

ورافقت طائرة ولي العهد السعودي لدى دخولها أجواء المملكة، طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، ترحيبا به.

وأكد العاهل الأردني على الدور المحوري للسعودية بقيادة الملك سلمان في دعم قضايا الأمة، فيما شدد الأمير محمد بن سلمان على حرص المملكة على توطيد العلاقات الأخوية مع الأردن، لافتًا إلى أن الهدف هو الدفع نحو مرحلة جديدة من التعاون لمصلحة الأردن والسعودية، وأن هناك فرصًا كبيرة في الأردن ستعود بالنفع على البلدين.

ونقل ولي العهد السعودي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، للملك الأردني، فيما حمل العاهل الأردني، الأمير محمد بن سلمان تحياته لخادم الحرمين الشريفين.

كما قدم العاهل الأردني لولي العهد السعودي قلادة الحسين بن علي، تجسيدًا للعلاقات بين البلدين، وأكد الطرفان اعتزازهما بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.

وجاءت هذه الجولة بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وانطلاقاً من حرصه على التواصل وتعزيز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة في المجالات كافة، واستجابة للدعوات المقدمة للأمير محمد بن سلمان، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن بيان للديوان الملكي.

ثالث محطات الجولة الإقليمية

ومن الأردن إلى تركيا، ووصل الأمير محمد بن سلمان في 22 يونيو الماضي إلى أنقرة، ثالث محطات جولته الإقليمية الرسمية في المنطقة التي بدأت بمصر ثم الأردن، حيث كان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى القصر الرئاسي في أنقرة الرئيس أردوغان، وأُجريت له مراسم استقبال رسمية.

وعقد ولي العهد السعودي والرئيس التركي، لقاء ثنائياً في المجمع الرئاسي بأنقرة، وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين من مختلف الجوانب، وتم التأكيد بأقوى صورة على عزمهما المشترك لتعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، وتبادل الجانبان وجهات النظر حيال أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتركزت الأجندة الرئيسية للمحادثات حول الاقتصاد، حيث جرت مناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها لزيادة التعاون بين الرياض وأنقرة في مختلف المجالات من التجارة إلى السياحة، ومن الصحة إلى الصناعات الدفاعية. وتم توقيع عدة اتفاقيات بين تركيا والمملكة العربية السعودية خلال الزيارة.

في ختام اللقاء أكد الطرفان عزمهما على مواصلة تطوير التعاون على أساس الأخوة التاريخية، لخدمة المصالح المشتركة للبلدين والشعبين ومستقبل المنطقة بما يحقق المنفعة للجميع".

جولات دولية 

وبعد شهر من جولة ولي العهد الإقليمية، بدأ الأمير محمد بن سلمان بجولة دولية، حيث وصل إلى جمهورية اليونان، في 26 يوليو الماضي. 

كان في مقدمة مستقبلي ولي العهد، لدى وصوله مطار أثينا الدولي، نائب رئيس الوزراء اليوناني السيد بيكرامينوس. وتوجه في موكب رسمي إلى قصر ماكسيموس مقر رئاسة الوزراء في العاصمة اليونانية أثينا. 

قال الأمير محمد بن سلمان إنّ البلدين تربطهما "علاقات تاريخية"، معرباً عن اعتقاده بأن الجانبين تنتظرهما "فرص تاريخية للتعاون" من خلال الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة.

وأضاف أن السعودية ستعمل على إنشاء "شبكة ربط كهربائي لإمداد اليونان وجنوب غرب أوروبا بمصادر طاقة متجددة، أقل تكلفة بكثير". وتابع: "سنبحث التعاون مع اليونان في مشاريع الهيدروجين، حتى تصبح اليونان مركزاً للهيدروجين في أوروبا، ما يسهم في حدوث نقطة تحول لكلا البلدين".

وأشار إلى أن البلدين يعملان على "ربط شبكات الاتصالات، وهذه المشاريع ستسهم في حدوث نقطة تحول بالنسبة لليونان والسعودية، وستدعم جنوب غرب أوروبا بمصادر طاقة متجددة أقل تكلفة".

مباحثات مع ماكرون في باريس 

ومن اليونان إلى باريس، عقد ولي العهد في 28 يوليو الماضي، جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وفور وصول ولي العهد قصر الإليزيه، كان في استقباله الرئيس الفرنسي الذي رحب بولي العهد في فرنسا متمنياً له ومرافقيه طيب الإقامة، فيما عبر ولي العهد عن سعادته بهذه الزيارة.

وكان في استقبال ولي العهد، الوزراء في الحكومة الفرنسية وعدد من كبار المسؤولين. وصافح الرئيس الفرنسي الأمراء والوزراء وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد. وأقام الرئيس الفرنسي مأدبة عشاء تكريماً لولي العهد.

وعقد ولي العهد والرئيس الفرنسي اجتماعاً موسعاً بحضور وفدي البلدين. وتركزت محادثات الجانبين على العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

وجاءت زيارة ولي العهد السعودي بعد زيارة مماثلة قام بها ماكرون إلى جدة في ديسمبر من عام 2021.

المشاركة في قمة العشرين بإندونيسيا 

وفي 14 نوفمبر الماضي غادر ولي العهد المملكة العربية السعودية متجهًا إلى إندونيسيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في جزيرة بالي.

وفي اليوم التالي من وصول ولي العهد، انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين بمشاركة الأمير محمد بن سلمان، الذي رأس وفد المملكة في القمة، بالإضافة إلى رؤساء وقادة دول المجموعة.

واستقبل الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مقر انعقاد «قمة العشرين»، حيث رحب به والوفد المرافق.

مشاركة هامة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، في قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، تأتي انعكاسًا للاهتمام الذي يوليه سموه لاجتماعات قمة مجموعة العشرين.

وتعد مشاركة ولي العهد في قمة مجموعة العشرين، للإشراف بشكل مباشر على تحقيق المستهدفات الوطنية في الموضوعات ذات الصلة بمجموعة العشرين؛ حيث ترتبط رؤية المملكة 2030 ارتباطًا وثيقًا بجوهر وأهداف مجموعة العشرين؛ من حيث التركيز على الاستقرار الاقتصادي، والتنمية المستدامة، وتمكين المرأة، وتعزيز رأس المال البشري، وزيادة تدفق التجارة والاستثمارات.

التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان عددًا من زعماء العالم على هامش قمة مجموعة العشرين التي تعقد في بالي.

وشملت لقاءات ولي العهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

زيارة إلى كوريا الجنوبية 

وبعد انتهاء مشاركة ولي العهد في أعمال قمة مجموعة العشرين، قام بزيارة إلى كوريا الجنوبية في 17 نوفمبر الماضي، حيث التقى خلال زيارته الرئيس الكوري الجنوبي، يون سيوك يول بالعاصمة سول، كما التقى رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان دوك سو.

وكانت آخر زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلى كوريا الجنوبية في يونيو عام 2019، عشية قمة العشرين التي انعقدت في اليابان.

وترتبط السعودية وكوريا الجنوبية، بعلاقات وطيدة، تعود جذورها لعام 1962، وهي أحد المستوردين للنفط من المملكة، ووقع البلدان على مدى العقود الماضية، اتفاقيات متعددة في المجال الاقتصادي.

أفاد القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية بأن الرئيس يون سوك يول عبّر لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الخميس، عن أمله في أن يقوم البلدان بتوسيع التعاون في مجالات البنية التحتية والصناعات الدفاعية وغير ذلك من القطاعات، ووصف المملكة بأنها شريك رئيسي لبلاده في الاقتصاد وأمن الطاقة.

وعقد الجانبان اجتماعاً ثنائياً في سول، في إطار زيارة يجريها ولي العهد لرابع أكبر اقتصاد في آسيا، حيث وصل ولي العهد السعودي أمس إلى سيول ثاني محطات جولته الآسيوية.

من جهته، قال ولي العهد السعودي إن الرياض تأمل في توسيع التعاون مع كوريا الجنوبية وفقا لخطط التنمية ورؤية 2030، مضيفاً بالقول: "نسعى للتعاون مع كوريا الجنوبية بمجالات إنتاج الهيدروجين وخفض الكربون". كما قال إن المملكة تسعى للتعاون مع كوريا الجنوبية في تقنيات المفاعلات النووية الصغيرة.

الأمير محمد بن سلمان أضاف: "نسعى للتعاون مع كوريا الجنوبية لتعزيز القدرات الدفاعية". وأكد ولي العهد السعودي على أن المملكة تتطلع إلى رفع وتيرة التنسيق الاستثماري وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الدولتين.

وأشار ولي العهد السعودي إلى حرص المملكة الدائم على تكثيف التشاور والتنسيق مع كوريا بما يحقق التطلعات الاقتصادية الطموحة وبناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم حاليًا. كما أشاد بالتعاون الوثيق بين المملكة وكوريا الجنوبية، مؤكداً على متابعة منجزات اللجان المشتركة بين الدولتين باهتمام كبير.

كما أبدى ولي العهد السعودي دعمه لسياسة كوريا الجنوبية فيما يتعلق بكوريا الشمالية، وندد بالتجارب الصاروخية التي تجريها بيونغ يانغ، بحسب ما نقله القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa