تواصل المملكة العربية السعودية، مباشرة دورها الحيوي بشأن الأمن الإقليمي والدولي، في سياق استثمار علاقاتها بالأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي ومن بينهم الولايات المتحدة الأمريكية.
يعي القائم على إدارة دفة السياسة الخارجية الأمريكية في البيت الأبيض، وفق نتائج الأحداث الدائرة على المستوى الإقليمي والدولي، الأدوار السعودية المباشرة التي أسفرت عن احتواء ملفات عديدة طالما وضعت المنطقة والمجتمع الدولي رهن اختبارات مصيرية في عالم بات الأحداث فيه أقرب إلى لغة السلاح منها إلى الحوار السياسي الفاعل.
تجمع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على الأهمية القصوى لدور السعودية باعتبارها الأكثر تأثيرًا في العالمين العربي والإسلامي، وهو ما يفسر مواصلة الرؤساء الأمريكيين سواء المنتمين منهم إلى الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، تعزيز العلاقات مع المملكة والوصول بها إلى آفاق أرحب من التعاون المشترك.
وفي هذا الصدد يسهم الموقع الاستراتيجي للمملكة وربطها بين القارات الثلاث (آسيا، أفريقيا، أوروبا) في تعزيز دورها الضامن لأمن واستقرار الخليج والشرق الأوسط والعالم كافة من خلال حماية وتأمين الممرات الملاحية العالمية من ناحية واستمرار تدفق إمدادات النفط من ناحية أخرى..
أيقنت الإدارات الأمريكية المتعاقبة من خلال نتائج الدور السعودي في مكافحة الإرهاب والتطرف أن للرياض أدواتها الشاملة في مواجهة تلك الآفة، من خلال استراتيجيات متعددة تقوم على المواجهة الأمنية والفكرية والثقافية مع إرساء منهجية سياسية تقوم على دعم السلم والأمن الاجتماعي بتحييد مخاطر البطالة ودعم المشروعات التي توفر فرص العمل للشباب.
ولا يقتصر الاهتمام الأمريكي بتعزيز العلاقات بين واشنطن والرياض على الجوانب الأمنية والثقافية وإمدادات النفط، بل يمتد إلى الجوانب الاقتصادية والاستثمار حيث وصل عدد الشركات الأمريكية العاملة في المملكة إلى 742 شركة، فيما يوجد أكثر من 21034 علامة تجارية أميركية في السوق السعودي.
توقن الإدارة الأمريكية ودول العالم كافة في إدارة علاقاتها من المملكة على أنها أمام تجربة وقيادة وشعب استثنائي في تاريخ البشرية، وأنها إزاء ثروات وجدت عقولا ثرية ونظام حكم يبادل شعبه حبًّا ممزوجًا بإخلاص، وهو ما يفسر ما تتمتع به بلاد الحرمين الشريفين من قوة أعظم ثرواتها هو المورد البشري المتمثل في شباب شغوف بالعلم يترجم حب الأوطان إلى منهج عملي قبل صياغته تعبيرًا يجري على ألسنة صادقة.