كشفت مصادر لـ«عاجل»، اليوم الثلاثاء، المناطق المستهدفة ببرنامج «الاستمطار الصناعي» في المملكة، بعد موافقة مجلس الوزراء في الحادي عشر من فبراير الجاري على تفعيل البرنامج، وسيتم تنفيذ تسريع هطول الأمطار «الاستمطار الصناعي» بالطرق العلمية الحديثة في المنطقتين «الوسطى، والجنوبية الغربية».
ووفق مصادر «عاجل» سيتم تنفيذ بواقع «8 أشهر في السنة الميلادية»، وستكون خطة التطبيق خلال أشهر «يناير، مارس، أبريل، مايو، يوليو، أغسطس، نوفمبر، ديسمبر» وفقًا لمنهجية الإمارات والأردن في هذا المجال، ومراجعة ما تم في الدولتين وكذلك الصين وأستراليا»، مع تمويل وزارة المالية لمشروع «الاستمطار الصناعي».
جهات تنفذ الاستمطار الصناعي بالسعودية
وقالت مصادر «عاجل» إن «الجهات التي ستعمل على تنفيذ قرار الاستمطار الصناعي هي: جامعة الملك عبدالعزيز، الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية»؛ حيث يخضع برنامج الاستمطار الصناعي لضوابط علمية ووفق خطة علمية مدروسة، تعتمد على احتياجات المناطق.
وبدأت السعودية برنامج «الاستمطار الصناعي» عام 1976م، بالاتفاق مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بهدف إطلاق التجارب في حقول الاستمطار بالمملكة، وتم توقيع اتفاقية مع جامعة «وايومنج» الأمريكية لإجراء أول تجربة في منطقة عسير بدأت عام 1990م، وبعدها توالت التجارب في مناطق وسط المملكة (الرياض، القصيم، وحائل)، ومناطق الشمال الغربي والجنوب.
مزايا تطبيق برنامج الاستمطار الصناعي بالسعودية
وكشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة، عن أن تطبيق برنامج «الاستمطار الصناعي» في المملكة، يستهدف زيادة معدل الهطول المطري بنسبة تصل إلى 20% عن المعدل الحالي، وأن البرنامج جاء بعد مراجعة الممارسات العالمية، وتنفيذ زيارات ميدانية؛ لمراجعة تجارب دول المنطقة في هذا المجال، وذلك بعد تزايد الضغوط على المصادر المائية خلال العقود الماضية.
ولفتت الوزارة إلى أن الطلب الحالي على المياه بلغ نحو 24 مليار متر مكعب سنويًّا، وتتم تحلية نحو 2.7 مليار متر مكعب من مياه البحر سنويًّا، كما يتم تغطية ما بين 80 و85% من احتياجات المملكة بالسحب من المياه الجوفية وبمعدل أكبر مما يمكن تعويضه، ومعدل الهطول المطري في المملكة أقل من 100 مم في العام.
كيف تتم عملية الاستمطار الصناعي بالسعودية؟
وأفادت الوزارة بأن «الاستمطار الصناعي» معني بمعالجة مستهدفة لأنواع معينة من السُحب واستغلال خصائصها الفيزيائية لتحفيزها للهطول، من خلال بذر بعض المواد المحفزة وبعضها طبيعية، في أماكن محددة، من هذه السُحب، وتفريغ أكبر قدر من محتواها المائي، وأن عمليات «الاستمطار» لا تكون السُحب بل تعمل على زيادة الهطولات المطرية عبر «نويات تكثيف».
ومن خلال برنامج «الاستمطار الصناعي» يتم التحكم في تسريع عملية هطول الأمطار، وزيادة إدرار السحب عن معدله الطبيعي، من خلال استخدام مادة «يوديد الفضة» التي تجعل بلورات الثلج الموجودة في السحاب تتجمد، ويناسب الاستمطار الصناعي الدول التي تعاني مناخًا جافًّا، ويُعرف علميًّا بأنه «عملية تلقيح السحب».
وتعود أولى محاولات برنامج «الاستمطار الصناعي» إلى القرن الـ«17»؛ حيث حاول القائد الفرنسي، نابليون بونابرت إطلاق القذائف نحو السحب؛ مستهدفًا تفتيتها وإسقاط الأمطار، وكرر علماء
أمريكيون محاولة مماثلة في عام 1891، ومع تسارع وتيرة التكنولوجيا، بدأ استخدام البالونات الهوائية والطائرات الورقية لإيصال «متفجرات للسحب».
لكن هذه الطريقة لم تكن مجدية، إذ انتهت بحرائق طالت منشآت في الولايات المتحدة، وتطور استخدام «الاستمطار الصناعي» لاحقًا لينتشر استخدامه في عديد من الدول، والتي كان من بينها الصين والهند وأستراليا، وظهر عربيًّا في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وفي أواخر مارس من عام 2016، نفّذ الأردن أول عملية استمطار صناعي، في منطقة سد الملك طلال.
وأقرّت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بأن الاستمطار الصناعي يساعد بعض الدول في تحسين وضعها الاقتصادي، بزيادة مخزون المياه المستخدم في الزراعة، وتعديل المناخ.
اقرأ أيضًا: