طالب وزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، المجتمع الدولي بمزيد من العمل الجاد لوقف الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران عن هجماتها المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف المناطق المدنية الآهلة بالسكان والمطارات والمرافق والمنشآت المدنية بالمملكة.
وأكد الوزير خلال أعمال الدورة العادية الـ(152) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية المنعقدة بالقاهرة، أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للمملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكدًا أن المملكة ستواصل دعمها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتمسكها بمبادرة السلام العربية التي اعتمدتها الجامعة العربية عام 2002م ورحب بها المجتمع الدولي.
وأضاف العساف أن المملكة تؤكد على ضرورة إحياء المفاوضات ضمن عملية السلام بالشرق الأوسط وَفْق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، وتدعو المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته نحو إعادة الحقوق الفلسطينية والتدخل لوقف الممارسات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد وزير الخارجية أن حكومة المملكة تجدد حرصها على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية بشكل عامّ وأمن الخليج العربي بشكل خاص، وتؤكد أنها لا تقبل بأي مساس يهدد استقرار المنطقة، وتسعى للوصول إلى حلول سلمية للأزمات القائمة في بعض الدول العربية الشقيقة، مشيرًا إلى أنه منذ اندلاع الأزمة السورية دعت المملكة للالتزام بإعلان جنيف رقم (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254) والتعاون مع المبعوث الأممي لدى سوريا.
وحول الأزمة في اليمن، قال العساف، إن المملكة هي الداعم الأكبر لحل الأزمة وتبذل جهودها لدعم أمن واستقرار هذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه، وقد قدمت منذ بداية الأزمة أكثر من (14.5) مليار دولار لمساعدة الأشقاء في اليمن ورفع المعاناة الإنسانية.
وبشأن الأزمة الليبية قال العساف، إن المملكة تواصل دعواتها للأشقاء في ليبيا بضرورة ضبط النفس وتغليب المصلحة العليا بالحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية وسيادتها الإقليمية وإقامة حوار وطني حقيقي يقود إلى سلام شامل بين الأشقاء الليبيين.
وحول السودان، أكد وزير الخارجية أن المملكة تدعم جهود الأشقاء في السودان الرامية لتحقيق كل ما من شأنه ضمان أمنهم واستقرارهم، وتثمّن كل الجهود لاجتياز المرحلة الصعبة بتوقيع اتفاق الخرطوم السياسي التاريخي، وترحّب بتشكيل الحكومة الانتقالية التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، لكونها خطوة تؤكد إرادة الأشقاء في السودان وحرصهم على تحقيق مصلحته والحفاظ على أمنه واستقراره وتطلعات أبنائه، مشددًا على أن المملكة ستستمر في جهودها لرفع اسم جمهورية السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب كونها دولة محورية تسهم في المحافظة على الأمن والسلم في محيطها الإقليمي والدولي.
ونبّه الدكتور العساف إلى ما تشهده منطقتنا العربية من تصعيد خطير بسبب الأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن الخليج العربي وأمن المنطقة، مؤكدًا أن ما تقوم به إيران من ممارسات وأعمال، تهدد استقرار وأمن دولنا وسلامة مواطنينا من خلال الميليشيات الإرهابية المدعومة من الحرس الثوري الإرهابي، باستهداف منشآت النفط والسفن، وتهديد أمن الممرات البحرية وحركة الملاحة العالمية، مطالبا بتكاتف الجميع مع المجتمع الدولي لوقف سلسلة الهجمات الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن الخليج العربي واستقراره وإدانة مرتكبيها ومحاسبتهم.
وأبان الوزير أن المملكة تثمن عاليًا مخرجات قمة مكة المكرمة الاستثنائية وما خلصت إليه من إجماع عربي على أن سلوكيات إيران وتصرفاتها بما فيها تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية تعد تهديدًا لأمن الخليج العربي والمنطقة بأكملها.