فسر الدكتور عبدالسلام الوايل، أستاذ اجتماعيات العلوم والمعرفة المشارك بجامعة الملك سعود، الصور المشرفة للأسر السعودية في التعامل مع العمالة المنزلية.
وقال الوايل، خلال مقابلة بقناة الإخبارية، إن الوضع يوجد له جانبين، هناك جانب تاريخي؛ فالعمالة المنزلية كانت موجودة قديمًا عند طبقات قليلة جدًا، من قرون، لكن مع الرخاء الاقتصادي بالمجتمع السعودي منذ نهاية السبعينيات، أصبحت العمالة المنزلية في كل بيت وفي جميع الطبقات.
وعن كيف تتعامل الأسر السعودية مع العمالة المنزلية، أكد الوايل أنه هنا تظهر أخلاقيات، إما أخلاقيات الثقافة الفرعية للمناطق، وثقافة فئات اجتماعية معينة أو ثقافة أفراد، فمثل ما فيه صور تمثل مفخرة في التعامل مع العمالة المنزلية فإنه توجد صور أخرى لا نقرها وهذا طبيعي، مؤكدًا أنه هناك تحول نحو الأفضل في تعامل الأسر السعودية مع العمالة المنزلية.
وعن السبب في إساءة البعض للعمالة المنزلية سابقا وتحولها للأفضل الآن، أوضح الوايل أنها كانت ظاهرة جديدة لم تتعود عليها الأسر بعد؛ حيث لم يكن هناك شيء منظم أو خبرة سابقة عن ساعات الراحة أو عدم تشغيل الخادمة عند آخرين، وخصوصية الخادمة، أو بعض الحقوق العادية الأخرى للخادمة (ضرب مثلًا بالجوال).
وحول غياب القانون الذي ينظم علاقة العمالة المنزلية بصاحب العمل، لدرجة اعتبار البعض أنه يملك الخادم، قال الوايل: إنه كان هناك فراغ قانوني في التعامل مع هذا الوضع، لكن تم سد هذا الفراغ، ويوجد الآن نظام يحكم هذه العلاقة، فمثلًا إذا أحضر شخص سائق أو خادمة وقام بتأجيرهم لآخرين، فإن هذه يمكن أن تكون جريمة جنائية تدخل في الاتجار بالبشر، ويكون فيها سجن؛ ولأنه هناك واقع وهناك فراغ قانوني فبدأ المشرعون القانونيون يتعاملون مع هذا الواقع وصكوا الأنظمة وكتبوها وبدأوا يطبقونها فصار النظام موجودًا.
وعن كيفية تحسين التعامل مع العمالة، قال الوايل إنه توجد الآن قيم عالمية تحدد حقوق الإنسان أيًّا كان لونه أو طبقته الاجتماعية أو تعليمه أو نوعه او جنسه، ولذا فإن تشرب الأفراد بهذه القيم وتحويلها لسلوكيات سيسهم في تحسين التعامل مع العمالة المنزلية.
اقرأ أيضًا: