تولي معظم الدول اهتماما كبيرا بالأمن الغذائي لاسيما بعد الظروف الاستثنائية خلال جائحة كورونا التي اثرت على الإمدادات ومع اشتداد الأزمة عندما امتنعت بعض الدول عن تصدير بعض المواد الغذائية والطبية وتوجيهها للداخل، مما جعل كثير من الدول تعيد ترتيب أولوياتها خصوصا في جانب الامن الغذائي، الذي تشكل معه الثروة الحيوانية جزءا مهما، علاوة على ان هذه الثروة تعد رافدا اقتصاديا وتجاريا.
وعلى خارطة بلادنا المملكة تكاد تكون الثروة الحيوانية متواجدة في جميع المناطق وحسب إحصائية وزارة الزراعة والمياه لدينا اكثر من 28 مليون رأس من الضأن والماعز، واكثر من 300 الف رأس من البقر، وأكثر من مليون ونصف المليون من الإبل.
ومن المهم الاهتمام بتطوير هذه الثروة ومنتجاتها وتذليل التحديات التي تواجه المربين، لاشك ان هناك تحديات تواجه هذا القطاع خصوصا في موضوع الاعلاف كما هو حاصل حاليا، والبعض يربط الاعلاف التقليدية (الاعلاف الخضراء+ الشعير) باستنزاف المياه، ولكن هذا التحدي لا يجب ان يكون سبباً في التقليل من جدوى هذه الثروة، لاسيما وان الحلول متوفرة، باعتبار ان الاعلاف المركبة الكاملة أحد اهم الحلول التي توفر معالجة فاعلة ومجدية اقتصاديا، بل ان تجارب فعلية أثبتت أن الأعلاف المركبة الكاملة بتركيبتها الغذائية المتنوعة والمتوازنة تعد أعلاف ذات جدوى على صحة الحيوان، وهذا النوع من الأعلاف يبدو أنه يواجه كثيرا من التحديات أيضا التي يجب ان تعالج من خلال برنامج وطني يدعم هذه الاعلاف المركبة الكاملة حتى تكون بديلا للأعلاف التقليدية وتوفيرها للمربي بسعر مناسب من خلال برامج دعم تشجع على رفع إنتاج مصانع الأعلاف المركبة الكاملة وكذلك تشجع المربين على نمو تجارتهم، بما ينعكس على ارتفاع نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء الذي لا يتجاوز حاليا 30%.