بحضور فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشـرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة؛ تمت صباح اليوم الخميس مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومشروع سلام للتواصل الحضاري؛ وذلك بالنظر إلى التجارب السابقة للأنشطة والفعاليات ذات الاهتمام المشترك للطرفين، ولاقت نجاحًا لافتًا، لا سيما في مجال التعامل مع الوفود الأجنبية الزائرة واستضافتها، وجَسْر العلاقات الحضارية.
وقد ألقى المشـرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومشروع سلام للتواصل الحضاري؛ كلمة أكد خلالها أن «مسار التطوير والتحديث في هذ الوطن العظيم، يتطلب منَّا استنفار كل الجهود والوسائل والأدوات المتوافرة للتواصل الحضاري الذي يتناسب ومكانة المملكة العربية السعودية.. دينيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا».
وأشار إلى أن «هذه البرامج والمشاريع التي شملتها مذكرة التفاهم بين مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومركز سلام للتواصل الحضاري؛ جزء من قوتنا الناعمة التي لا نبني فيها جسورًا من التواصل والتعاون والتعارف فقط، بل نعبرها للتعرُّف على قيم العالم وتبادل المعرفة معه والمشاركة في بناء قيم التعايش والتضامن والسلام».
وقال «بن معمر»: «إن المملكة العربية السعودية بقيادتها للعالم الإسلامي، ومكانتها الاقتصادية في مجموعة العشـرين وغيرها؛ يجب أن تعبِّر عنها المؤسسات الوطنية بما تملكه من علم ومعرفة وخبرات، وأن تُستثمَر؛ لذلك سعى كل من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بما تملكه من رصيد ضخم من معرفة وأدوات في الرياض وبكين والدار البيضاء، فضلًا عن برامجها الثقافية والبحثية المتنوعة في التواصل الحضاري ومدِّ الجسور مع الثقافات المختلفة، ومركز سلام للتواصل الحضاري بما يملكه من قيادات شابة مؤهلة للحوار والتواصل مع العالم، بالإضافة إلى جهوده المبذولة في رصد واقع الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية ومتابعة جميع ما تكتبه المنظمات ومراكز الأبحاث الدولية، وإصداره أبحاثًا معمَّقة ودراسات حول العديد من القضايا ذات الصلة بالصورة الذهنية للمملكة.. سعَيَا إلى توقيع مذكر التفاهم والتعاون والتكامل من أجل تعزيز التفاهم والتعاون بين هاتين المؤسستين المعرفيتين، وتبادل الخبرات وإجراء البحوث والدراسات، وتفعيل الأنشطة المشتركة التي تُعزِّز هذا التواصل الحضاري، وإكساب القيادات الشابة المزيد من الخبرات والمهارات المعرفية والحوارية، وإثراء برامج التواصل الحضاري السعودية، وتعزيزها مع المجتمعات الثقافية والإنسانية الأخرى.
وأوضح أن المذكرة تسهم في مضاعفة العمل بين هذين الصرحين الحضاريين الوطنيين على تطوير أدوراهما الداعمة للقوة الناعمة للمملكة العربية السعودية، وترسيخ مكانتها العالمية، والترويج لها كوجهة ثقافية ومعرفية رائدة، عبر تطبيقات ثقافية وحضارية مميزة للمجتمع الدولي؛ تنسجم مع رؤية المملكة 2030، من خلال حزمة مُعْتَبَرَة من الأنشطة والفعاليات الرئيسية.
وقَّع مذكرة التفاهم والتعاون، نيابةً عن المكتبة، مديرها العام الدكتور بندر بن عبدالله المبارك، وعن المركز مديره التنفيذي الدكتور فهد بن سلطان السلطان.
ويعمل طرفَا المذكرة على تحقيق أهدافها من خلال تبادل الخبرات وإجراء البحوث والدراسات وإقامة الأنشطة المشتركة والفعاليات التي تعزز التواصل الحضاري وتعزز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية، والتعاون والاستفادة من مخرجات برنامج القيادات الشابة للتواصل العالمي في المحافل الدولية، والإسهام في نماء قيم التواصل الحضاري ومفاهيمه وممارساته على المستويين المحلي والدولي، والاستفادة من المرافق والمنشآت المتاحة لدى الطرفين في تنظيم الفعاليات ذات الصلة بموضوعات هذه المذكرة.
يُشَار إلى أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مؤسَّسة ثقافية خيرية، تعمل على نشـر الثقافة محليًّا وعربيًّا وعالميًّا، بالإضافة إلى صناعة المعرفة والتواصل الحضاري وحفظ التراث مع التركيز على التراثين الإسلامي والعربي، والاهتمام بتاريخ المملكة، ومؤسسها الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه– وتُقدِّم خدماتها بجودةٍ عالية لكافة شرائح المجتمع، وبما تملكه من فروع في المملكة والصين والمغرب، تُعنى بالتواصل ومدِّ الجسور مع الثقافات المختلفة.
ويهدف مركز سلام للتواصل الحضاري، إلى رصد واقع الصورة الذهنية للمملكة، ويتابع ما تكتبه المنظمات ومراكز الأبحاث الدولية، كما يمتلك قواعد بيانات متكاملة عن أهم الشخصيات ذات التأثير الدولي، والمنظمات التي تهتم بالمنطقة بوجه عام، والمملكة بوجه خاص، ويصدر أبحاثًا معمقة ودراسات حول العديد من القضايا ذات الصلة بالصورة الذهنية للمملكة.