اختتم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، فعاليات المعرض العالمي (الهجرة: على خطى الرسول ﷺ)، بحضور تجاوز 100 ألف زائر، والذي سلّط الضوء على رحلة النبي التي استمرت على مدار 8 أيام، وقطع خلالها مسافة 4000 كلم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
كما تتبع المعرض مسار هذه الرحلة، وبحث في أثرها الاجتماعي والسياسي والثقافي على العالم من خلال عرض غامر متعدد الوسائط، حيث استمر المعرض في القاعة الكبرى بمركز إثراء على مدى تسعة أشهر، قبل أن يبدأ جولة الانطلاق إلى عدد من مدن المملكة العربية السعودية والعالم على مدار عدة سنوات ابتداءً من المتحف الوطني بالرياض كمحطة ثانية له.
وأوضحت مديرة البرامج في إثراء نورة الزامل، أن معرض الهجرة جاء ضمن مشروع ثقافي متكامل يعد الأول من نوعه في سرد وتوثيق الأحداث التاريخية الهامة للهجرة النبوية الشريفة بطريقة غير مسبوقة ومعاصرة، تميز المشروع بالتعاون مع أكثر من 70 باحثًا وفنانًا من أكثر من 20 دولة حول العالم ساهموا في إحياء رحلة الهجرة من خلال معرض متعدد التخصصات يضم القطع الأثرية والمخطوطات والفن المعاصر والإنتاج السينمائي، وفيلم وثائقي عن مسار الهجرة، وكتاب يوثق الرحلة التاريخية، حيث يعزز هذا المشروع رسالة إثراء في تمكين صناعة المحتوى المحلي ومشاركته مع العالم.
وأضافت: «المعرض عبارة عن معرض متنقل بدأ فعالياته في مركز (إثراء) منذ العام 2022 وحتى أبريل 2023 ليجوب بعد ذلك كل من (الرياض - المدينة المنورة) وعدد من مدن العالم، بهدف تسليط الضوء على موضوع هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال 14 محطة تفاعلية صُممت بدقة عبر خبراء محليين وعالميين، فيما تم تقديمه بالشراكة مع عدد من المنظمات الإقليمية والدولية الرئيسية، وعدد من العلماء والفنانين البارزين الذين قدموا أعمالهم بتكليف خاص وبتنسيق من الدكتور عبد الله بن حسين القاضي، أحد أهم الرواد والمتخصصين في مجال الهجرة النبوية في العالم ومن أبرز كتاب السيرة الذاتية للرسول ﷺ».
من جهتها قالت مديرة المتحف الوطني السعودي بالرياض ليلى الفداغ: «نسعى في المتحف الوطني إلى تعزيز فهم ثقافتنا وتاريخنا والحضارات العريقة والمتنوعة التي قامت على أرضنا من خلال هذه المعارض، وهو ما يتم بالتعاون مع الجهات الأخرى مثل مركز إثراء، والذي تمثل في إقامة "معرض الهجرة على خطى الرسول ﷺ" الأول من نوعه، حيث يشرفنا أن نكون جزءاً من هذا المشروع الثقافي المهم».
وأضافت: «معرض الهجرة يعبر عن حدث مهم في التاريخ، شكّل بداية حقيقية لحقبة ثقافية وحضارية جديدة، كما أعاد رسم المشهد الاجتماعي والسياسي في شبه الجزيرة العربية، حيث يأخذ المعرض زواره في رحلة تاريخية وجغرافية وروحية، يسلط فيها الضوء على التضاريس المتنوعة التي اجتازها الرسول ﷺ في طريقه إلى المدينة المنورة، وقصص من ساعدوه في طريق الهجرة، لذلك نثمن فرصة العمل على هذا المشروع، واختيار المتحف الوطني في الرياض كمحطة ثانية ضمن جولة محلية تمتد لثلاث سنوات، حيث بذل الجميع جهوداً كبيرة ومتميزة، لتقديم المعرض بهوية عالمية ومختلفة في سردها المتحفي، قامت على الاستفادة من موارد المتحف الوطني وما يملكه من مقتنيات متصلة بتاريخ الهجرة».
يشار إلى أن المعرض يبرز بطريقة تفاعلية الأحداث والقصص المرتبطة بالهجرة، من خلال استعراض مجموعة من القطع والمقتنيات إلى جانب أفلام قصيرة ومشاهد تصويرية تفتح معها بابًا للحوار والتبادل المعرفي وتصنع حالة من الارتباط الإنساني مع ما يطرحه المعرض من محتوى، كما يعالج الفجوة المعرفية في موضوع الهجرة النبوية الشريفة ويسلط الضوء إلى الإرث الضارب بعمق الجزيرة العربية ويعزز صناعة المحتوى المحلي، علاوة على أنه يوفر تجربة ثرية للزوار من خلال جعل قصة الهجرة النبوية التاريخية في متناول الجمهور ويتم تسليط الضوء عليها للثقافات العالمية.