تشهد سماء العالم، الثلاثاء المقبل، مصادفة فلكية نادرة، إثر تزامن حدثين فلكيين في يوم واحد: أحدهما منتصف نهار الثلاثاء، والآخر عند منتصف ليل اليوم الموافق للـ13 من ذي القعدة 1440هـ المُصادف للـ16 من يوليو الجاري.
وتتمثل هذه الظاهرة الفلكية في تساوي ميل الشمس مع خط عرض مكة المكرمة؛ ما يعني مرور الشمس من فوق مكة مباشرة ظهيرة الثلاثاء وتعامد الشمس مباشرة على الكعبة المشرفة، فيما يصادف منتصف ليل الثلاثاء خسوف جزئي للقمر لمدة ثلاث ساعات تقريبًا.
ولمزيد من الإيضاح حول هذه الظاهرة ، قال لـ«عاجل» الباحث الفلكي ملهم هندي، إن تعامد الشمس على الكعبة المشرفة سيحدث للمرة الثانية خلال هذا العام؛ حيث كانت المرة الأولى في 23 رمضان الماضي، عندما تعامدت الشمس لحظة رفع أذان الظهر في مكة المكرمة في الساعة 12:27م بتوقيت السعودية (9:27 بتوقيت جرينتش)، مشيرًا إلى أنه يُستَفاد من هذه الظاهرة بتحديد وتصحيح اتجاه القبلة بواسطة استخدام ظل الأشياء، بحيث يكون اتجاه الظل معاكسًا تمامًا لاتجاه القبلة، ويمكن الاستفادة منها في أي مكان في العالم يشاهد الشمس لحظتها من شرق آسيا إلى السواحل الشرقية من الأمريكيتين.
وتابع هندي حديثه: «خلال ساعات ليل الثلاثاء يصل القمر للحظة الاكتمال والاستقامة على مستوى واحد من الشمس والأرض، ما يجعله يمر من خلف الأرض فيدخل في ظل الأرض جزئيًا، ويبدأ دخوله في منطقة شبه الظل (بتعذر ملاحظتها بالعين المجردة) الساعة 9:44 مساءً، ثم يبدأ ظل الأرض الحقيقي بالظهور على سطح القمر ويبدأ الخسوف الجزئي الساعة 11:02م، ويصل لذروة الخسوف الجزئي بنسبة 65% عند الساعة 12:30 صباحًا.
وأشار هندي إلى أن القمر سيبدأ بالخروج مرة أخرى من خلف ظل الأرض وينتهي الخسوف الجزئي الساعة 1:59 فجر الأربعاء، وينتهي تأثير شبه الظل غير المرئي الساعة 3:17 صباحًا؛ حيث تستغرق مدة الخسوف الجزئي كاملة ساعتين و58 دقيقة.
وأكد الباحث الفلكي أن الخسوف سيكون مُشَاهَدًا من جميع مناطق العالم ما عدا الولايات الأمريكية المتحدة وكندا، ويشاهَد فجرًا من أستراليا وشرق آسيا مع الغروب، بينما في أمريكا الجنوبية يشاهد أثناء شروق وغروب الشمس.
أما بقية الدول ومنها الدول العربية، يشاهد الخسوف بكامل مراحله، لافتًا إلى أن هذا الخسوف الحقيقي يعد الأخير في هذا العام ولن يشهد العالم خسوفًا آخر حتى شوال من عام 1442هـ، حيث تكون السنة المقبلة بدون أي حالة لخسوف قمري حقيقي.
