تشارك المملكة دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للإسعافات الأولية الذي يصادف اليوم 10 سبتمبر من هذا العام؛ بهدف زيادة الوعي بالإسعافات الأولية ومبادئها، ومعرفة أساسياتها؛ لرفع الوعي حول أهمية الإسعافات الأولية في إنقاذ الأرواح، والتشجيع على اكتساب المعرفة في الإسعافات الأولية لأفراد المجتمع كافة، والتوعية بأهم الحوادث المنزلية والخارجية، والطريقة المثلى لتحدي الظروف والمواقف الصعبة التي قد تنقذ حياة إنسان.
وأكد رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور جلال بن محمد العويسى، أن هيئة الهلال الأحمر السعودي آمنت دومًا بأهمية الإسعافات الأولية وبدورها الحيوي في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة، وبضرورة تسخير الإمكانات كافة؛ ليتعلم أفراد المجتمع الإسعافات الأولية، لذا حشدت الهيئة جهودَها لنشر الوعي بها وبطرق تعلُّمها ضمن منظومة متكاملة من البرامج التدريبية والتوعوية، التي استفاد منها في العام الماضي فقط ما يزيد على مليون و258 ألف مستفيد؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 وبرامجها المتعلقة بجودة الحياة وتحوُّل القطاع الصحي، مضيفًا أن التجربة العالمية على مدار سنوات طويلة أظهرت كيف يمكن للإسعافات الأولية أن تحمي المجتمع من أزمات ضخمة وتسهم في حفظ الأرواح،إذْ إنّ تعلُّم الإسعافات الأولية اليوم يعد ضرورة ملحَّة يفرضها الواقع.
وأوضحَ الدكتور العويسى، أن الشعار الذي يرفع في اليوم العالمي للإسعافات الأولية تعلُّم الإسعافات الأولية مدى الحياة، يجسِّد هذه الأهمية؛ حيث يفترض أن يكون الإلمام بأساسيات الإسعافات الأولية أمرًا دائمًا ومستمرًا وملازمًا لكل أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم ووظائفهم ولا يقتصر على فئة دون أخرى؛ لينشر حالة دائمة من التعاضد والتلاحم بين أفراد المجتمع، ويضع على عاقتهم المسؤولية لحماية بعضهم البعض، وهو ما تجسَّد في قول الله تعالى {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا}.
من جانبها، بيَّنت مدير عام التثقيف المجتمعي الدكتورة لمياء البراهيم، في تصريح لـ«واس»، أن الإسعافات الأولية تقوم على أسس رؤية هيئة الهلال الأحمر السعودي التي تتمثل في حفظ الأرواح وتنبثق من رؤية 2030 في ركائزها التي تبنى على المجتمع الحيوي المتمثلة في اهتمام القيادة الرشيدة، أيدها الله، بالإنسان وحقوقه الصحية.
ونوَّهت بأن غالبية المقاطع الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي تنشر مفاهيم خاطئة بكيفية التعامل مع الحالات الإسعافية، وعلى سبيل المثال: بعض الممارسات الخاطئة في التعامل مع حالات الصرع إذْ يُنصح بألا يُوضع أي شيء في فم الحالة الإسعافية ولا تثبيته، وغيرها الكثير من المغالطات المتناقلة، لافتة الانتباه إلى أن الأخطاء الإسعافية الشائعة في الإسعافات الأولية تتمثل في ضعف الوعي بما يتسبب بإضرار المصاب في أثناء إسعافه كتحريك المصاب قبل وصول الخدمات الإسعافية في الحوادث والكسور وإصابات الرأس، كذلك عدم التفريق بين الحالات الصحية الباردة والحالات الإسعافية؛ ما يترتَّب عليه الإضرار بسلامة المرضى.
يُذكر أن هيئة الهلال الأحمر السعودي تستقبل عبر منصة متأهب طلبات التدريب والتثقيف المجتمعي بالدورات، والوعي بأساسيات الإسعافات الأولية المتاحة على مدار العام وفي مختلف مناطق المملكة، يقدِّمها نخبة من المدربين المؤهلين من أطباء ومتخصصين، وتمنح شهادة للمتدرب بعد الاجتياز.